لا شئ غير عار وهزيمة ولعنات تحاصر اصحاب المواقف الرمادية ففي لحظات المحن احتاج الشعب لمن يسكن مخاوفه ويطمن ارتياع اطفاله ويواسي فيهم شدة الرعب ويهدي من روعهم بعد ان حاصرتهم جحافل البطش وانتهكت اعراضهم برابر داركولا واستبيح كل شئ في وضح نهار شؤوم وداست طاحونة الغدر على رقاب الابرياء بجنون مقيت وانسفك الدم في استباحة همجية برهنت على وقاحة وشناعة الجرم وبينت فظاعة المجرمون . صمت اصحاب الحلقوم الكبير ولفت افواهم وحناجرهم رهبة الخوف واستحت قلوبهم المرجفة كلمة حق في لحظة محنة وكان اصابتهم لوثة خرس وعشش الطير فوق رؤسهم فلا تكاد تسمع لهم لكزا ولا ترى فيهم حياة ، فهول الموقف وهول الصدمة انطقت حتى الحجر ولكن الحياء والخجل والخزى المدهون بالافك جعلهم لابستبصرون حق ولا يعقلون غير باطل مقتا وكبر واتباع لهوى نفس وما اقبح عوذ الاخلاق وفقر الضمير فلم يرواء حق ولم يستهدوا الى طريق صدق فجعلوا من مواقفهم المخزية سبيل عسى ينجيهم من بطش المغول ويرزقهم من وسع المال المسلوب وقد خاب الظن . وانتهت الحكاية واتبع الخزى والعار اصحاب المواقف الرمادية ودمى العملاء لقد اركسوا لباطل واتبعوا سبيل الغي ولم يفلح كبيرهم في رشد فرمى بنفسه في مهالك السوء واجتر الندامه وتقطعت به سبل السلامة فهام بين مهزوما تطارده الأسود وتتبعه لعنات الثكالى وما أصعب العبر حين تكون انت الدرس والموعظة ، مهما طال ليل الفواجع فان صبح الفرح قريب والنصر اتي مهما تاخر فجره فان خيوطه بانت. لقد انهزم مشروع المدنية الموغل بالافك وبالرصاص وانتهت حكاية حلفا الشيطان بخزى يتبعه عار رجس وتحطمت تحت عزيمة وبسالة الوطن فتن العملاء وبانت الحقيقة بثوب طهرها ان الحق اريد به تسويق باطل فلا حكم يبنى بقطاع طرق ولا سلطة تقام بجسر القتل والدم والتنكيل وواهم من يظن ان الديمقراطية تقام على اشلاء المواطن وبالسلب والنهب والتدمير والحرق والكراهية ومهما غابت شمس الحق فانها ستنجلى . وخزة: من صمت عن قول الحق في محنة الوطن لا يمكن إلا ان يكون جبانا او مكيفلي المواقف وامام محكمة الشعب سيتعرى الخونة والعملاء ولا مكان للجبناء في وطن الشجاعة.