سأتجاوز ما تشهده الخرطوم التي يدافع عنها الضباط ، والصف ، والجنود اشاوس القوات المسلحة من ابناء الشعب السوداني اخوان الشهيد عثمان مكاوي ، وليس الكيزان كما يتوهم الرجرجة ، والدهماء . تناقض الحركات المسلحة في حرب الخرطوم .. قالوا : نحن محايدين . وفي نفس ذات الوقت برضعوا من الشطر بلا حياد! . عندما إستباح الجنجويد مدن دارفور حرقاً ، وقتلاً ، ونهباً برروا عدم تدخلهم لحماية اهل دارفور خوفاً من ان ينتقل القتال الي حرب اهلية فوقفوا في الحياد ! . امام انظارهم ، وانظار العالم اجمع كل اعمال القتل ، الذي يدور في دارفور هو بتوثيقهم هم انفسهم تقوم به مليشا الجنجويد "الدعم السريع" . بعد مقتل والي غرب دارفور قرأت كل بياناتهم وعلي رأسها بيان فكي جبرين نسبوا كل ما حدث الي جماعات مسلحة ، ومتفلتين .. السؤال .. هل مواجهة المليشيات التي تروع اهل دارفور ، وحمايتهم تُعتبر حرب اهلية؟ . هل مواجهة المتفلتين تصب في خانة الحرب الاهلية؟ . منطق مفضوح بإستخدام مصطلحات ليست في مكانها! ما حدث ، ويحدث كشف عورات هذه الحركات التي إختطفت قضية دارفور ، واهل دارفور ، وهم عاجزين عن حمايتهم ، من القتل ، والترويع، والتشريد. اعتقد جازماً جميعهم كانوا يهددون بالحرب ، وهم اكثر الناس خوفاً منها لأنها ستكشف عوراتهم ، وسوءآتهم ، وهذا ما حدث بالضبط. عصا الحرب التي كانوا يتكئون عليها فضحتها حرب الخرطوم، و ما يفعله الجنجويد في دارفور التي كان إدعاءهم ، وثورتهم لأجل حمايتها ، وحماية اهلها ، ما شاهدناه لم يحدث ايام وصف الاحداث بالإبادة الجماعية ، والجرائم ضد الإنسانية حسب القانون الدولي. جلسوا علي كراسي السلطة الممهورة بدماء الابرياء ، فسنوا قوانين لترتيب الاوضاع ، والإعفاءات الجمركية ، والضريبية لابناءهم ، واسرهم ، ومحاسيبهم . جاء بهم حميدتي تحت إسم سلام جوبا ، لأنه يعرف نقاط ضعفهم ، فتركهم للسرقة ، والنهب الرخيص من فتات جيب المواطن المغلوب علي امره ، والإعانات ، والإغاثات .. في ذات الوقت يقوم بتسليح قواته ، بالعتاد والرجال ، ونهب الذهب بالاطنان. تصدق يا مؤمن فكي جبرين ، وبقية عواطلية سلام جوبا كانوا يبيعون رتب الضباط من مقدم فما دون بمبلغ 3 مليار ، ومن عقيد فما فوق بخمسة مليار؟ . ولهذه التجارة سماسرة ، ومكاتب ، وصالونات!! . برغم الدمار ، والموت ، والخراب المهول ، لهذه الحرب فوائد إستراتيجية سيقف الناس عندها عندما يصبح ما نعيشه تاريخاً اهمها عدم فاعلية حمل السلاح ، والإستقواء به لأجل السرقة ، والنهب ، والإستهبال السياسي. طال الزمان ، او قصر فستضع هذه الحرب اوزارها ، وسنخرج منها اشد قوة ، وشكيمة ، وعزم . اخيراً .. احفظوا ماء وجهكم إن تبقى منه شيئً ، والزموا الصمت ..