أطل علينا جنرال الحرب العبثية الخاسرة في خطاب مسجل ليلة عيد الأضحي المبارك من جحر " الضب " حيث يختبئ.. بدا الجنرال منهكاً، شارداً، مرعوباً، خائر القوة معدوم العزيمة.. غمم بكلمات فارغة المحتوي فاقدة الأثر لا تعكس إلا حال الورطة التي أدخل فيها نفسه و البلاد قاطبة.. لقد إنقاد دون وعي أو تبصر لتدبير الأبالسة الذين ما زال يحدوهم الأمل في العودة إلي حكم السودان و إجهاض حلم الملايين في حكم مدني، ديمقراطي رشيد.. لقد أدمن البرهان التآمر علي كل ما فيه خير البلاد و العباد، و كرس كل جهده لإجهاض الثورة الباذخة التي قادها الشباب المتطلع الوثاب نحو غد أفضل و سودان تسود فيه قيم الخير و الحرية و السلام و العدالة. في خطابه البئيس تعهد بتسليم السلطة و الأنتقال للحكم المدني (!!) و هو من قاد الإنقلاب الفاشل ضد الإنتقال المدني مدعومآ بسقط المتاع من جماعة الموز و من علي شاكلتهم من فتات أرازل البشر من الفلول. كل طفل في السودان يعلم أن الرجل يكذب و يتحري الكذب و أن لا نية لديه البتة للتخلي عن السلطة إلا لصالح أعداء الشعب من الفلول و الأبالسة.. ثم لم بتحرج من توجيه إنتقاد حاد لقيادة الجنجويد و إتهامها بأنها تحاول إختطاف الدولة (!!) كأنه لم يسمع هتاف الشباب عندما كانوا يصدحون " مافي مليشيا بتحكم دولة" ، وقتها كان هو يسلحهم و يقربهم زلفي و يمكنهم من مفاصل الدولة بل و يمنحهم مقرات قيادات القوات المسلحة في سابقة لم يشهد لها السودان مثيلآ.. ذلك زرعك أيها الجنرال فأحصده إن إستطعت لذلك سبيلآ. ثم كانت ثالثة الأثافي دعوته للشباب لحمل السلاح للدفاع عن " مؤخرته " النتنة، مدعيآ كذبآ أن ذلك دفاعآ عن الوطن !. إن الشباب أكثر وعيآ و حصافة من الاستجابة لمثل هذا النداء الهزيل الخائب. لقد جعل البرهان الشباب هدف رصاصه و رصاص قوات أمنه بمختلف مسمياتها.. عندما خرج الشباب بالملايين إلي الشوارع يطالبون سلميآ بالحكم المدني و " حل " الجنجويد، تصدي لهم البرهان بالضرب، و الإحتجاز، و التغييب، بل و بالإعدامات الميدانية بالضرب المباشر في الرأس و القلب… لم يحتمل دعوات الشباب بمدنية الدولة و بالحكم الرشيد فعمل علي قتلهم دون وازع من دين أو ضمير.. و عندما إلتف حبل الجنجويد حول عنقه و كاد أن يُخرج من جحره طفق يناشد الشباب حمل السلاح للدفاع عنه و عن جماعة الهوس الديني التي توجهه و يعمل لصالحها.. و لكن هيهات أن يستجيب لنداءه أحد. أقول كان الأجدر به أن يوجه دعوته البائسة هذه لمناصريه في إنقلابه ضد المدنية و ضد الشباب و الثورة من جماعة الموز و ما يسمي بحركات الكفاح المسلح التي إختفت من المشهد كأنها تعيش في دولة أخري.. أعضاء من هذه الحركات ما زالوا أعضاء في ما يسمي "مجلس السيادة" فكان الأجدر بهم مناصرته بسلاحهم كما تمرغوا في نعيمه.. لقد تعرت حركات الإرتزاق تلك و أهلهم في دارفور يواجهون إعتداءات قتلة الجنجويد دون أن يجدوا من يقف إلي جانبهم.. لقد تاجروا بآلام أهلنا في دارفور سنين عددآ. فكان الأوفق لأمثال جبريل أن يحمل سلاحه دفاعا عن أهله و ليس في بورتسودان يتاجر بالمساعدات التي تصل لإغاثة ضحايا حروبهم العبثية. لعن الله النفاق و المنافقين. عيد آخر يعود علي شعبنا و هم في ضيق و عنت، و هذا العام يختلف بأن شعبنا قد تشتت بعيدآ عن دياره في المنافي و الفيافي و الغفار، و يلفه حزن لا تغسله الدموع. علي كل حال، كل عام و أنتم بخير . [email protected]