خطاب البرهان الأخير الذي ألقاه علي المواطنين في يوم الثلاثاء 27/ يونيو بمناسبة قدوم عيد الاضحى المبارك ودعا فيه شباب البلاد إلى الدفاع عن بلادهم بوسائل تشمل الانضمام إلى الجيش، وطلب من جميع الشباب وكل من يستطيع ألا يتردد أو يتأخر في أن يقوم بهذا الدور الوطني في مكان سكنه أو بالانضمام للوحدات العسكرية لنيل شرف الدفاع عن بقاء الدولة السودانية"، هو خطاب يشبه نفس الي حد بعيد نفس الخطاب الذي القاه الفوهرر الألماني أدولف هتلر علي الضباط والجنود في اخر ايام حكمه قبل سقوط نظام الرايخ الثالث. جاء في كتب التاريخ عن اخر تصرفات هتلر في اخر أيام اختبائه في قبو ومعه عشيقته ايفا وكبار قادة اركان الجيش النازي وجنرالات الجستابو" وضباط الامن، انه وبعد ان استمع منهم علي التقارير المقدمة عن سير المعارك في برلين، وكيف ان القوات الروسية التي يقدر عددها بنحو نصف مليون ضابط وجندي قد دخلوا برلين باليآت ومصفحات ثقيلة بدأت في دك كل شبر في المدينة، وانه ماعاد هناك وجود حقيقي للقوات المسلحة الالمانية علي أرض المعارك بسبب هروب الضباط والجنود الذين خلعوا الزي العسكري واستبدلوها بملابس مدنية، وان القناصة تركوا الاماكن العالية وأسطح البنايات بعد ان توالت عليهم الضربات والقصف المركز من الطائرات الحربية الروسية. كان أسوأ تقرير عسكري سمعة هتلر من الضباط ، ان القوات الروسية بدأت في تمشيط برلين شبرا شبرا بحثا عن المخبأ الذي يقيم فيه هتلر وقادة اركان الجيش الالماني ، هنا انفعل هتلر في عصبية حادة اهتز معها كل جسمه، وتساءل في استغراب شديد "اين الشعب؟!!، لماذا لا يدافعون عن برلين رمز ألمانيا القوي؟!!"، سعي هتلر وهو في مقره السري الى مخاطبة سكان برلين عبر مكبرات صوت معلقة في كثير من البنايات في الشوارع الرئيسية يحثهم علي الخروج لمقاتلة "العدو الاحمر" و ملاقاتهم وجها لوجه اينما وجدوا، خاطبهم هتلر واكد لهم ان الشعب الالماني لن ينهزم ويلقن الغزاة "الحمر" درس في النضال والوطنية. نسي هتلر أو تعمد ان يتناسي، ان غالبية سكان برلين قد فروا منها وحدانا وزرقان ولم يبق فيها الا العجزة وكبار السن والمصابين في الحرب. خطاب هتلر لم يؤدي الى أي دور حاسم في تعبئة الشعب، ولا اهتم به من سمعوه علي اعتبار انه خطاب ودع فيه هتلر الشعب، ونعي فيه بشكل غير مباشر نهاية الجيش الألماني الذي كان قوامه نحو (4) مليون ضابط وجندي. ما أشبه حال البرهان اليوم وهو يستجدي الشعب النزول للشوارع ليقاتل بحال هتلر قبل (78) عام مضت وطلب وقتها من أهل برلين بعد انكسار جيشه ملاقاة الجيش الروسي!! الغريب الي حد الدهشة هذا التشابه الشديد في مكان صدور خطاب هتلر وخطاب البرهان… خطاب هتلر للشعب الألماني صدر منه وهو في القبو، وخطاب البرهان من البدرون!! تشابه اخر غريب، خطاب هتلر لم يسمعها اغلب سكان برلين بسبب انشغالهم بعمليات الفرار والهروب من المدينة، وخطاب البرهان لم يجد اذان صاغية من الشعب بسبب اهتمام المواطنين البحث عن سبل الخروج من مناطق القتال، وسبب اخر تفاهة ما في الخطاب من توسل وجرسة" لم تخفي علي احد. سخر الشعب كثيرا من خطاب البرهان، وتسأل البعض باستغراب شديد وقالوا: (أ)- "الا يستحي هذا الجنرال من دعوة الشباب حمل السلاح وهو مختبئ في بدرون لا يخرج منه؟!! (ب)- "لماذا لا يكون هو قدوة للشباب ويقود المعارك جهار نهارا؟!!". (ج)- ما الذي يمكن ان يفعله الشباب في المعارك اذا كان الجيش وتعداده (100) ألف جندي فشلوا خلال ال(75) يوم الماضية من بدء القتال في حسم المعارك وكسر شوكة قوات "الدعم السريع"؟!! (د)- الم يكن البرهان خلال الاربعة من سنوات حكمه، هو من أعطى الاوامر بضرب المتظاهرين بالرصاص الحي و ماتوا جراء هذه الجريمة الألاف الشباب، واليوم بدون خجل راح يطلب من باقي الشباب الذين لم يقتلهم أن يخرجوا للشوارع لقتال المتمردين؟!! موضوع كتبه الاستاذ/ شوقي بدري في صحيفة "الراكوبة"، وله علاقة بالمقال: البرهان فاقد ،، رحطه ،، هذه نهاية نبوءة والدك ! البرهان فاقد ،، رحطه ،، هذه نهاية نبوءة والدك ! [email protected]