بحثتُ في قمة دول الجوار لجديد يستحق إعجاب المجلس الإنقلابي ، وتصفيق وزارة الخارجية ولم أجد ، فالقمة رغم اهميتها المستمدة من جمع عدد من الدول التي تربطها بالسودان علائق أكثر من الجغرافيا لكنها قدمت طرحا متواضعا لايمثل الذهاب في وجهة جديدة مختلفة و ربما يكون بعض ماقدمته القمة مهما للحكومة وليس للسودان لأنه جسد مشاعر الإحتواء للحكومة و ( الطبطة ) عليها لتشعر بذاتها المفقودة ، وذلك لذكر البيان الختامي نقطتين كانت تبحث عنهما الحكومة في جميع المبادرات السابقة ولم تجدها وهي الإقرار بوجود الحكومة الحالية، ورفض التدخل الأجنبي، ويبدو ان هذا كافيا لحكومة باتت احلامها متواضعة في صراع ( البقاء والوجود ) وتجاهلت القمة دور الوساطة ومنبر جدة والمجتمع الدولي وركزت على تأكيد الشرعية للحكومة بالرغم من أن قضية المنح والمنع للشرعية هو قرار مجتمع دولي لايفيد فيه تضامن مصر كثيرا !! و (ركل) الحكومة من قبل الدول المؤثرة حمله ابي احمد من اجتماع الإيغاد وعبر عنه علنا ً وصراحة في قمة القاهرة وجاءت كلمة احمد فريدة لاتشبه غيرها لأن مصر جمعت الدول الافريقية (المغيبة) عن المطبخ السياسي للحل الدولي ، دول بالرغم مايربطها من صلات بالسودان إلا انها أبعد مايكون من غرف إعداد الحل الجاري الآن وملأت الخارجية الأسافير ببيان الترحيب لانه ( رد لها الروح ) وكذلك عبر المجلس السيادي عن إرتياحه ، علما ان المجلس السيادي ليس فيه سوى مالك عقار فالرجل تم تعيينه فقط نائباً للرئيس لينوب عن البرهان في ظل غيابه الغامض، وللحفاظ على صورة مجلس السيادة من التلاشي حيث يعمل عقار الآن نائبا للبرهان وممثلا للمجلس السيادي ودبلوماسيا في مهمات سياسية خارجية، ومتحدثا إعلاميا (غير جيد). فترحيب السلطة الإنقلابية يكشف ان حكومتنا ومجلسنا السيادي في وادٍ والعالم في آخر فالميزان السياسي يضع القمة كمعيار إضافة لما طرحته جدة والإيغاد لامعيار نقص وهو ماتحدثنا عنه بالأمس كما ان الملفت في هذه القمة عدم ظهور بعض الدول بشكل قوى يشعر السودان أن هناك من يقف بجانبه في أزمته ، وقدموا كلماتهم كعرض حال وشكوى من الحرب في السودان وظهروا بموقف ضعيف واستغلوا المنبر لطلب مساعدة المنظمات وذكّروها بإيفاء إلتزامتها بالمساعدات الإنسانية وحاجتهم للمزيد من المال ، هذه ( البكائيات ) قللت من قيمة التضامن وأظهرت هذه الدول كضحية حرب وهذا ماجعل القمة وكأنها مؤتمر لمساعدة دول الجوار وليس مساعدة السودان.!! طيف أخير: #لا_للحرب مجزرة مستري بدارفور وحدها كافية لإدانة الدعم السريع وإجبار الجنائية على معاقبته بعدما حاول العالم ستر جرائمه في الخرطوم الجريدة