الكباشي يعلنها من على الجزيرة : منفتحون على أي مبادرة لوقف الحرب ، وندعم حوار سياسي موسع وشامل والمبادرة السعودية الأمريكية متقدمة . ندعم حوارا يفضي الى تشكيل حكومة مدنية تقود المرحلة الانتقالية .. التعليق : هكذا تحدث الكباشي نائب رئيس الجيش .. كلام واضح يؤكد على ان ثمة مجموعة من داخل الجيش تتحرك في اتجاه وقف الحرب العبثية كما وصفها البرهان من أول يوم . الكباشي هو نائب قائد الجيش أي أنه يتحدث من قمة القيادة في الجيش ويشيد بالمبادرة الأمريكية السعودية . وفي هذا إشارة واضحة بأن منبر جدة هو المعتمد من هذه المجموعة فماذا يعني ذلك ؟ أعتقد انه يعني بأن صوت العقل بدأ يرجح لدى قادة الجيش وأن الحرب لا تقدم سوى المزيد من الدمار للسودان ، وتحمل معها مخاطر التفتت في حال استمرارها . ماصدر عن الكباشي واتمنى أن يكون رأي متفق عليه من قيادة الجيش فيه إشارة مهمة تفتح الباب أمام تفاوض حقيقي في جدة ويعني ان حديثه ليس مجرد فكرة عابرة وإنما قرار من اعلى قيادة في الجيش وهو أمر يدعو للترحيب به كونه يصب في المجرى الشعبي العام الذي قال ومنذ اليوم الأول لا للحرب ودعا الى وقف اطلاق النار والجنوح للسلم . ولذا فإن ماقاله الكباشي يمكن أن يبنى عليه للمضي الى الأمام في تحرك متعدد الأوجه من ناحية منبر جدة ستخذ منحى أكثر جدية ويمضي في اتجاه وقف اطلاق النار ومن ثم ينفتح الباب أمام القوى السياسية لتقديم رؤية أكثر عقلانية بحيث تمسك بيدها زمام الأمر والمضي في حوار وطني واسع لايستثني أحدا سوى المؤتمر الوطني الذي أراح الناس من جدل قد يقترحه البعض بعدم الاستثناء ببيانهم الذي صدر منذ قليل والذي رفض جملة وتفصيلا ماورد على لسان الكباشي . على القوى المدنية يقع عبء اغلاق صفحة ماقبل الحرب والبدء بعقول مفتوحة لرسم خارطة طريق لهدفين الأول معالجة سريعة للفراغ السايسي الحادث منذ انقلاب البرهان عام 2021 . ومن ثم وضع خطة اصلاحية للوضع الاقتصادي المتردي أصلا والذي زادته الحرب سوءا ، والأمر الاخر معالجة ما أفرزته الحرب من أوضاع انسانية سيئة ومايعني محاسبة من تسبب في هذه الحرب ومن قتل ونهب واغتصب .. والمهم أن تتراص الصفوف من الان معا ضد الحرب ومن أجل المضي قدما في تعزيز السلام الذي نأمل أن يتم التوصل اليه سريعا في جدة . فالخطر لايزال ماثلا ويعرض أمن واستقرار ووحدة البلاد لخطر حقيقي وهو ما اعتقد بأن قيادة الجيش قد شعرت به حقيقة وجربت أهوال الحرب التي أوضحت للجميع أهمية أن نترفع عن الصغائر والمضي على درب السلام بمشاركة الجميع . هي خطوة مهمة تستحق الدعم والبناء عليها . ولتخرص الأصوات المنادية بالحرب .