بالطبع لا تفوت علي فطنة القارئ ، أن العنوان أعلاه مقصود به حال البرهان المزري الذي يقبع في سرداب تحت سابع أرض بالقيادة العامة منذ يوم السبت 15/ إبريل الماضي حتي الآن بعد مرور (107) يوم ومازال به ، والعنوان ليس بالاستفزازي ولا هو بالمهين ، بل هو سؤال مطروح بقوة في وجه البرهان ، الذي فرضت عليه الظروف ان يختار واحدة من ثلاثة خيارات للخروج من السرداب : ان يتنحي نهائيا عن السلطة ويسلمها للمدنيين .. او ان يخرج من المخبأ ويتجه الي دولة ترضي به لاجيء .. والحل الثالث أن يبقي في مكانه بالسرداب ولا يخرج منه الا الي المقابر. إذا ما عدنا بالذاكرة الي الوراء ، وتذكرنا اخر يوم في حياة الرئيس النازي أدولف هتلر في يوم 30/ أبريل 1945م وكيف انه كان في حالة بالغة العصبية جاب القبو ذهابا واياب عدة مرات في محاولة ان يختار إحدى الخيارات الصعبة المطروحة أمامه الانتحار؟!! ام الاستسلام للقوات السوفيتية التي احتلت كامل مدينة برلين واقتربت كثيرا من مكان القبو؟!! ، عنده قرر أن يكون مصيره بيده لا بيد القوات السوفيتية ولجأ للانتحار. وايضا ، اذا ما عدنا بالذاكرة الي الوراء ، واستعرضنا كيف كانت نهاية الرئيس العراقي صدام حسين، الذي اختفي في قبو اطلقت عليه الصحف العراقية اسم "حفرة تكريت"، وجاء في موقع "الجزيرة نت" يوم 13/ ديسمبر 2019م : (…- تتداول وسائل الإعلام قصة اعتقال صدام مختبئا داخل حفرة بإحدى المزارع وهي لدى الكثيرين تتناقض وما يصفونه بالشجاعة التي استقبل بها إعدامه. وأكد ذلك للجزيرة نت الشيخ فلاح حسن الندا نجل رئيس عشيرة البو ناصر ونسب الرئيس الراحل أن "اعتقال صدام تم في بيت بني قديما تحت الأرض كسرداب له باب مخفي ، ويوجد مثيل له بعدة مناطق عراقية كطراز وبناء معمول به بحقب مضت ، والبيت بمزرعة ببلدة الدور التابعة لمحافظة صلاح الدين شمال بغداد". وأشار إلى أن "القوات الأميركية التي نفذت العملية لم تقل حفرة بل أعلنت أنه تحت الأرض، إلا أن البعض استغل إعلان الأميركيين وجود صدام تحت الأرض ليصنعوا خبر وجوده بحفرة للتصغير من شأنه لا أكثر". وتعليقا على ذلك ، يقول المحلل السياسي حسن العلوي "اختباء صدام وإن كان داخل حفرة أمر بديهي فإنه لم يكن يختبئ من الشعب بل من قوة عالمية اجتاحت البلاد ، وهو غير قادر على مواجهتها إطلاقا". ويواصل "ربما كان صدام ينتظر وقتا مناسبا للخروج وقيادة أتباعه من جديد ، إلا أن الأمر مستحيل أمام القوة الأميركية. فما حصل نتيجة حتمية".).- إنتهت-. اما اغرب اختبأ عرفه التاريخ لرئيس دولة ، كان اختبأ الرئيس الليبي/ معمر القذافي ، الذي اختفى في مصرف مجاري ، ونشرت صحيفة "صدي البلد" في يوم 22/ اكتوبر 2021م ، قصة مصرع القذافي ، ونشرت: (…- وكانت محاولة الهروب بإيعاز من معتصم القذافي نجل الزعيم الليبي ، الذي كان يأمل في عبور الصحراء والوصول إلى الجنوب للاختباء هناك، لكن ما إن بلغ الموكب ضواحي سرت ، حتى أطلقت طائرة أمريكية بدون طيار صاروخا أصاب 3 من السيارات الفارة. وعقب لحظات من الضربة الأولى للطائرة أسقطت مقاتلات الناتو الفرنسية القنابل على القافلة التي كانت تحاول شق طريقها بين نيران المتمردين على الأرض. ووصف الصحفي الفرنسي المشهد قائلا "لقد كانت مجزرة .. كانوا ينقلون مئات من عبوات البنزين لعبور الصحراء ، فمات كثير منهم وهم يزحفون على الأرض على بقع الوقود المشتعلة". وأشار إلى أن القذافي أصيب في رأسه ، كما وثقت فيديوهات المحتجين لاحقا أنه كان ينزف بغزارة ، وهرب مع ابنه سيرا على الأقدام يتعقبه الثوار قبل أن يلجأ إلى فتحتي صرف كبيرتين ويقول مونتسكيو "أصبح من كان يوما يطلق على نفسه ملك ملوك إفريقيا محاصرا في المجاري"، قبل أن يقضي المحتجون على المتبقي من مؤيديه ويقتلونه بالطريقة التي نشرت على نطاق واسع على شبكات التواصل الاجتماعي). إنتهي- كلنا نعرف ، إنه مهما طال الزمان او قصر ، لابد للبرهان ان يحدد مصير بقائه في البدروم ، فهو – شاء أم أبى- لا يستطيع ، أن يبقي الي مالا نهاية فيه خصوصا ان هذا البقاء يطيل من أمد الحرب ويوسع من دائرة المعارك ، هذا الاختبأ زاد من توتر اعصاب جميع القياديين العسكريين والضباط والجنود في القيادة العامة بالخرطوم ، الذين شاء حظهم العاثر ان تكون أولى مهامهم وواجباتهم العسكرية قبل كل شيء… حراسة البدروم!! . – موضوع له علاقة بالمقال – موقع : دعم مصر للعطا .. فقدان الدعم لمواجهة المنافسين .. «البرهان» يقف على رمال متحركة. موقع : دعم مصر للعطا..فقدان الدعم ومواجهة المنافسين.. «البرهان» يقف على رمال متحركة