هناك سؤال مطروح باستغراب شديد منذ أكثر من ثلاثة شهور مضت وحتى اليوم في الساحة السياسية والإعلامية والمواقع السودانية والصحف الأجنبية مفاده: "لماذا اختبأ البرهان في مكان يصعب علي احد تحديد مكانه، وابتعد عن الظهور علانية والخروج لملاقاة الجماهير في المناطق الآمنة ومخاطبتهم وجها لوجه، وكان يجب عليه ان لا يخشى شيء وهو الجنرال الذي عنده جيش قوامه (100) ألف جندي مدججين بالسلاح التقني الحديث ومسيرات ، وعنده أيضا "قوة مميتة" يدخرها لوقت الشدة؟!!". هناك ايضا سؤال سوداني مطروح بقوة في اروقة الأممالمتحدة ، وفي كثير من الدول والمنظمات الدولية والاقليمية والحكومات الاجنبية، مفاده: "هل هناك من يضغط علي البرهان ويجبره علي عدم الخروج من مكان اختبائه وملاقاه المواطنين جهارا نهار، وهكذا اصبح حاله مثل أسير الحرب؟!!". من منا لا يعرف تفاصيل ما وقع في في 11/ أبريل عام 2019 وتنحني الفريق أول/ أحمد عوض بن عوف مرغما عن السلطة بإرادة الجماهير الثائرة، وجاء من بعده الفريق أول/ البرهان، الذي لم يجد اعتراض شعبي علي تسلمه زمام أمور البلاد، ولم يعترض احد علي الرئيس العسكري الجديد البرهان، وتم منحه الثقة الكاملة بتأييد شعبي واسع له باستلام الحكم في البلاد، فلماذا اذا خذلهم عند الشدة واختبأ بعيدا عن العيون ورفض الظهور العلني، او حتي القاء كلمة للشعب عبر تصوير فيلم حي أو شريط مسجل يسرد فيها حقائق خفايا وأسرار حرب ابريل التي دخلت يومها ال(92)؟!! هناك رواية مصرية لها علاقة بحال البرهان اليوم، فإذا ما رجعنا الي الوراء – وتحديدا قبل (57) عاما مضت -، نجد ان حدث هام نادر الوقوع مثله وقع في مصر يوم الجمعة 9/ يونيو 1967 عندما اعلن الرئيس/ جمال عبد الناصر بكل جرأة عن تنحيه من رئاسة الجمهورية لنائبه محمد أنور السادات، هذا الاعلان عن تنحيه جاء عبر المذياع خاطب فيه ناصر المواطنين بمناسبة هزيمة مصر ومعها جيوش عربية أمام الجيش الإسرائيلي في يوم الاثنين 5/ يونيو 1967، وأعلن انه يتحمل المسؤولية كاملة عن هذه النكسة التي تعرض لها الجيش المصري. إذا كان عبدالناصر وقتها عام 1967 قد تحمل المسؤولية كاملة عن هذا الانهيار المريع الذي لحق بالقوات المسلحة المصرية وواجه المصريين بهذه الحقيقة المرة التي صدمت الجميع ولكنها في نفس الوقت رفعت من رصيده الشعبي، فما الذي يمنع البرهان الخروج من المخبأ الذي جلب له العار والسمعة السيئة، ويلتقي بالمواطنين في المناطق الأمنة ويقول لهم كل الحقائق بلا دس او تعتيم عن خفايا واسرار حرب ال(92) يوم؟!! لماذا لا يلتقي البرهان بالمواطنين ويقول لهم كل الحقائق عن سبب فشل القوات المسلحة في طرد المتمردين والمرتزقة من العاصمة المثلثة وسحقهم في دارفور وكردفان؟!!، ان يقول بلا لف او دوران وبالأسماء ما هي الدول الأجنبية المشاركة في المعارك؟!!، لماذا لا يحذو البرهان حذو عبدالناصر الذي صارح الشعب المصري بالحقائق الصادمة ؟!! اسال، ما الذي يمنع البرهان ان يحذو حذو الرئيس الفرنسي السابق/ شارل ديجول، الذي استقال من منصبه وأعلن اعتزاله العمل السياسي بسبب فشله في اصلاح الاوضاع السياسية والاقتصادية المتردية وذلك عقب الاضطرابات الاجتماعية والطلابية التي شهدتها فرنسا عام 1968؟!! ما الذي يمنع البرهان من إصدار توجيهاته بعدم استمرار قوات المسلحة في القتال ووقف شامل لضرب النار، وان يعلن استعداده الجلوس مع عدوه اللدود "حميدتي" لوقف نزيف الدم السوداني، ولكي يكون الحوار بينهما سوداني (100%) لا تدخلات اجنبية فيه، وهو شيء لا عيب فيه، وإذا ما رجعنا بالذاكرة الي عام 1944، نجد ان الرئيس الروسي الشيوعي وقتها جوزيف ستالين جلس مع الرئيس الأمريكي الرأسمالي روزفلت، وتشرشل البريطاني، وديجول الفرنسي، من أجل وقف استمرار معارك الحرب العالمية الثانية، وبالفعل نجحت اللقاءات بينهما في إحلال السلام وإنهاء الحرب. واسال ايضا، هل حقيقة ما يقال، إن البرهان لن يتخلى عن منصبه كرئيس للبلاد بأي حال من الاحوال، وسيبقى في القبو الي حين جلاء الغمة؟!!، وانه اذا ضاقت الأمور المزرية عليه واستحكمت حلقاتها وضاقت، عندها لا يبقي امامه الا الخروج من السرداب والفرار من السودان بصفة نهائيا كما فر من قبله الرئيس التونسي السابق/ زين العابدين بن علي بالطائرة الرئاسية الي السعودية؟!! واخيرا، هل يعرف البرهان رأي الشعب فيه، وسخريات الملايين منه بسبب الاختبأ في البدرون الذي حل محل القصر الرئاسي؟!! وأصبح مكان انعقاد جلسات مجلس السيادة؟!! [email protected]