الإخوان المسلمين، أو ما عرفوا في بلادنا ب(الكيزان)، هم أقلية شاذة، تمتهن كل ماهو فاسد وشاذ وغير إنساني أو أخلاقي، وتسعى إلى تعميمه بين الناس كمنهج وفكر. تنّظِر له بلا أدنى حياء أو خجل، مثلهم مثل "قوم لوط" قديماً، والذين لولا لطف الله وتدميره لهم لانقرضت البشرية، وما بقي منها نسل أو حرث. وقد تركوا بعد ذهابهم ذكريات سيئة ومنبوذة في أذهان البشر، ظلت ثابتة في العقل العربي والإسلامي، على النحو الذي نعيشه بواقع حياتنا، إذ أن النبي الوحيد الذي لا يوجد من يتسمى باسمه على امتداد هذه الأرض هو نبي الله "لوط"، ليس نكراناً به وهو الذي أورد القرآن الكريم نبله ومحاسنه وسمو أخلاقه، ولكنها القطيعة التاريخية الأخلاقية والنفسية مع قومه، فالزبد يذهب جٌفاء وما ينفع الناس يمكث في الأرض. وصدق الله العظيم قولاً ومثلاً. ولا بأس، فلم يتبق الكثير حتى يأخذهم طوفان الأشاوس، وينتزعون من هذه الأرض الطيبة انتزاعًا، ويذهبوا بسيرتهم المقرفة إلى مزبلة التاريخ. والكوز في نسخته الحالية، وتحديداً في بلادنا، هو من أحط ما خلق الله، زاد على قوم النبي النبيل خزياً مضافاً إلى الخزي الذي ورثه عنهم، فامتهن السرقة والفساد والإفساد واللصوصية والقتل بشقيه المادي والمعنوي، وظل حارساً وفياً لأسوأ خصلة عرف بها البشر قديماً وحديثاً، وهي الكذب. ويكاد لا يوجد في هذا الكوكب باتساعه (كوزاً) يصدق. ولا أقصد بحديثي هذا الكيزان الفاعلين سياسياً، بل أي انسان ضل سبيله وانضم لهذه الفئة الفاسدة ولو ادعى – صدقاً أو كذباً – مفارقتهم وقطع صلته بهم، فأول شروط انتسابهم الحقيرة هي الكذب، يبدأون بها تعليم عضويتهم تحت شعارات دينية وأخلاقية، مثل (الكذب من أجل الدعوة)، ومن يقتنع بأن هناك دعوة سامية يمكن ان تنتصر بوسائل حقيرة، فحتماً ينتهي به المآل إلى جثة متعفنة بلا روح، وإلى عبد حقير للمال وليس عبداً لله، وإلى لص يسرق الأموال ببيع الوطن وشعبه مثل (مبارك أردول)، أو لممارسة أسوأ أنواع العهر القاتل، يبيع الكلمات والمواقف مثل عثمان ميرغني! واستثني هنا مبارك الآخر (المهدي)، ذلك الصنم الذي ظل يعيش ويعتاش طوال عمره في هذه الحياة على حقيقة بيولوجية واحدة، وهي انه جاء إلى هذه الحياة من نطفة و"كروموزوم" قذف به أحد أبناء تلك الأسرة التي كانت كريمة قبل مقدمه المشؤوم! ومبارك هذا وان كان لم ينتسب يوماً لتنظيم الكيزان سياسياً، لكنه يُعد النموذج المثالي الذي يصبو أن يصل إليه أي كوز في بواكير حياته الفاسدة بأول مبتدأ انتسابه التنظيمي، فهو أنموذجا باهرًا للكائن الأكثر توحشاً وفساداً وكذباً وأقل انسانية!! وقد قرأت له قبل يومين منشوراً يحاول فيه المزايدة على " طه عثمان الحسين"، والذي كان مديراً لمكتب المعزول "البشير" قبل أن يفارقه ويحاربه. وكان يقصد من منشوره الهمز والغمز في مواقف ومسيرة (طه) ، ففضح جهالة مستوطنة فيه فوق جهالته وادعاءاته المعروفة، وكتب "حسالة" قاصداً "حثالة"، فإذا بنا أمام ذات الجهل الجلل والبلادة مرة أخرى، وإذا بنا نعظم خصمه "طه" الذي يكفيه فخراً انه يقف حالياً في الموقف المضاد للصوص والكيزان، ويكفينا احتراماً له هذا الموقف. وربما يظن القاريء انني قد خرجت من السياق في هذه المقدمة: من عثمان ميرغني إلى "المُباركين" – لا بارك الله فيهما وبهما – إذ تطول القائمة وتمتد من القاهرة والدوحة وحتى أسطنبول. وهي مقدمة رغم انها تحتوي على أسماء مختلفة المشارب والتوجهات السياسية، ولكنها تتشابك في الخيانة والمصالح والنهم المتوحش تشابك أسنان الكلب. لذا يظل السياق واحد لأن الفساد واحد وهو ما يجمعهم كما الرخص بالارتزاق، وقاسمهم المشترك بيع الوطن. لكني سأحاول التركيز في قادم المقال على الفاسدين من "الكيزان" الذين يأججون هذه الحرب. وأما لصوص المواقف والمعادن الذين هربوا إلى "القاهرة"، ووقفوا على الضفة الأخرى من النيل، بإنتظار ان يحمل لهم النهر جثة "حميدتي" أو جثة شقيقه "عبدالرحيم"، فأولئك لم يسمعوا بقصص الرجال الذين تحدوا الصعاب وقهروا قسوة الطبيعة، وواجهوا بكل صبر وجلد سخرية المتنطعين والعنصريين، وهزموا العملاء من الكيزان الفاسدين. قريبًا سيخرس من يقفون على الضفة الأخرى من النيل بانتظار أن يحمل لهم النهر الجثث، وقريباً سيفتح النهر فمه دهشة من هول ما يحمله إليهم في الضفة الأخرى، فلينتظروا. (نواصل..)