احتج الدكتور عبدالله حمدوك رئيس وزراء حكومة ثورة ديسمبر مع عضوين من أعضاء مجلس السيادة وأعضاء من مجلس الوزراء وواحد من مستشاريه ؛على دعوة قائد الإنقلاب وأحد أطراف النزاع الدائر في السودان إلى حضور ومخاطبة الدورة (78 )للجمعية العامة للامم المتحدة. صاغت المجموعه ثلاثة مسوغات موضوعية شكلاً باعتبار أن البرهان قاد إنقلاب على الحكومة المدنية التي أتت بإرادة الجماهير بالتالي لا تمتلك الشرعية التي تؤهلها لتمثيل السودان خارجياً وقالت المجموعة أن المؤسسات الدولية أقرت إن ماحدث في السودان إنقلاب ؛ وتسائلت كيف تقدم دعوة لقائد الإنقلاب ليخاطب قادة دول منتخبة ؛وصفت المجموعة دعوة البرهان بالتناقض في المواقف الدولية تطيل الخطوة أمد الحرب وتشجع القيام بانقلابات أخرى وأن دعوته تتعارض مع رغبة الشعب السوداني في الحرية والديمقراطية والسلام. أعتقد أن مضمون الخطاب شكلاً سليم لكن واقعياً كل التناقضات التي تفضلوا بها تنطبق على هذه المجموعه بالمسطرة. الملاحظة الأولى على الخطاب أن عدد أعضاء مجلس السيادة والوزراء والمستشارين في الحكومة الإنتقالية ضعفي (شلة) حمدوك التي تقدمت بالخطاب الى الأمين العام للأمم المتحدة مما يطرح تساؤلات ،لماذا تم اختزال الخطاب على أشخاص محددين في الحكومة الإنتقالية دون سواهم ،هل انحصر الأمر على الراغبين في العودة الى كرسي السلطة مرة أخرى ،أم ماذا هناك؟ ؛طالما الخطاب مقدم باسم الحكومة الإنتقالية ولم يقدم باسم (شلة أو محور أو أولاد المنظمات أو داعمي التطبيع مع الكيان الصهيوني )داخل الحكومة الانتقالية ؛لماذا تم إقصاء باقي الوزراء والاكتفاء بهذه المجموعة (أولاد المنظمات) المفارقة أن المستشار الوحيد الموقع على الخطاب من بين عشرات المستشارين لحمدوك في الحكومة الإنتقالية استقال من منصبه لعدم الانسجام مع رئيس الوزراء. من تفرقهم حكومة الثورة تجمعهم المحاور والاجندة المشتركة. مع ذلك الخطاب سليم وما ورد فيه صحيح وأتاح لنا فرصة نسمع صوت رئيس الوزراء الذي لم يتحدث قط منذ مفارقته لكرسي الوزارة . الإنقلاب قتل أكثر من مائة شهيد وجرح أكثر من ستة آلاف ثائرة وثائر وحمدوك صامت . الحرب قتلت الآلاف وشردت الملايين ما بين نازح و لاجئ وحمدوك صامت ،لكن تحدث عندما خاطب قائد الإنقلاب الأممالمتحدة ولم تكن المرة الأولي التي يخاطب فيها الجمعية العامة للامم المتحدة ،طيب لماذا الإعتراض على خطاب هذا العام دون سواه؟ ، أعتقد أنها أحلام العودة الى كرسي الوزارة ؛هي التي أجبرته على مفارقه الصمت والعودة إلى الواجهة. لا يعقل الثوار يقدموا التضحيات وحمدوك يجلس على كرسي السلطة (سمبلة)وينفذ أجندة لا علاقة لها بالثورة. (شلة )حمدوك قالت في خطابها إن دعوة البرهان لمخاطبة الجمعية العامة للأمم المتحدة تتناقض مع المواقف الدولية وتشجع على الانقلابات العسكرية وتتناقض مع رغبة الشعب السوداني في الديمقراطية والحرية والسلام . الغريب في الأمر أصحاب هذا الخطاب (والغين )فيما حذروا المجتمع الدولي منه ؛يعرفون أن البرهان قائد الإنقلاب ،قاد السودان إلى ما قاده اليه ،مع ذلك اختارت هذه القوى طريق مغاير وقررت شرعنة الإنقلاب بما يسمى بالاتفاق الاطاري . أول سوءات هذا الإتفاق قسم قوى الثورة ما بين مؤيد ورافض له وحاول شرعنة الإنقلاب وفشل الاطاري بأمر رأسيي الإنقلاب اللذان قادا حرب ضروس قضت على الأخضر واليابس. أما حمدوك بالرغم الجميل الذي قدمته له الثورة من سياسي مغمور عرفناه عبر الإعلام الانقاذي قدمته الثورة رئيس لوزرائها بعد تضحيات جسام للسودانيين مع ذلك وفي وقت مبكر وقع على شروط اذعان مع قادة الإنقلاب وطرفي الحرب الحاليين لشرعنة الانقلاب سُمي باتفاق (21 نوفمبر )سيئ الذكر ؛لكن قوى الثورة بوعيها الثوري تصدت لمحاولة حمدوك لشرعنة الإنقلاب ،وهتفت (حمدوك يا ني الشارع حي ) وقطعت الطريق أمام المؤامرة على الثورة وواصلت حراكها وتركته مع (ترك )وباقي الكيزان كحاضنة تشبه أفعاله التي لا تمت إلى الثورة بصلة ؛مع ذلك ساهمت شروط الإذعان الموقعة بين حمدوك والعسكر في تحقيق أهدافها ؛فكت العزلة عن الانقلابين داخلياً وخارجياً واربكت حركة النضال الوطني ومهدت لانقسام قوى الثورة وانقذت الانقلابين من السقوط الذي بات (غاب قوسين أو أدنى) ؛والمصيبة الأكبر (حميدتي )ذكر صراحة أن إنقلاب 25 اكتوبر تم بموافقة (حمدوك وود الفكي والتعايشي )ذكر هذه الأسماء الثلاثة صراحةًولم ينف الثلاثي التهمة ولم نعر نحن هذا الإتهام أي إهتمام ؛واصلنا نضالنا بالخروج إلى الشوارع ورفع صور كل المعتقلين بما فيهم الثلاثة المذكورين لثقتنا العالية في (التعايشي وود الفكي )اللذان قدما أنفسهم من خلال نضالهم المشهود في الجامعات السودانية حتى جاء الاطاري وقضى على ثقتنا ؛واكتشفنا أن الأشياء لا تمضي بافتراض حسن النية. الأولى قبل أن تطالب (شلة ) حمدوك أو أولاد المنظمات أو داعمي التطبيع داخل الحكومة الإنتقالية خذوا التوصيف (البناسبهم) . التزموا بوصف البرهان كقائد للانقلاب وأحد أطراف النزاع وامنعوا الجلوس والتواصل معه قبل منع الأممالمتحدة من ذلك لو توقفتم عن محاولة شرعنته واحترمتم رغبة الشعب السوداني في الديمقراطية والحرية والسلام سيحترمها المجتمع الدولي ؛لماذا تطالبون المجتمع الدولي بما لم تلتزموا به أنتم؟. أعتقد أن الخطاب جاء ضمن حراك واسع يقوده حمدوك بمعية شلته بتوجيه من القوى التي فرضته رئيس لوزراء الثورة. ذات القوي هي التي تدعم ورش أديس ابابا النخبوية (تذاكر سفر وسكن واعاشة ونثريات ) وتفرض موضوعات النقاش وفي أفضل الحالات تقترحها ؛لم تفتر القوى التي فرضت حمدوك من تسويقه وإعادته رئيس للوزراء مرة أخرى ، لأنه كان وفياً لها أكثر من قوى الثورة التي قدمت التضحيات واحدثت التغير ؛كان مهتم بتنفيذ أجندتها أكثر من أهداف الثورة. شهدنا كيف أنه عطل قرارات مفصلية كثيرة منها إكمال هياكل السلطة الإنتقالية وقصة الشركة القابضة ورميه لمخرجات المؤتمر الاقتصادي في سلة المهملات وتمنعه في إعفاء مسؤولين كيزان (عديل) من مناصبهم مثل مدير الشرطة (عادل بشائر ) ومحافظ مشروع الجزيرة (سمساعة) وغير هم كثر لم تتم اقالتهم إلا بعد تسير مواكب، ودونكم استقالته التي شكر فيها حتى العسكر الذين يقتلون الثوار في الشوارع وتجاهل الجهة التي رشحته وقدمته للجماهير. وضعت قوى الثورة كل السلطات والصلاحيات في يد رئيس الوزراء باعتبار أن رئيس وزراء حكومة الثورة سيكون شخص ثائر وسيوظف ذلك لخدمة أهداف الثورة ،وقد خاب الظن . هزم حمدوك الوثيقة الدستورية وقوى الثورة وأصبح تابع للعسكر بفرية النموذج السوداني التي ظل يرددها كشعار لا كمفهوم. بالمقابل توهم حمدوك أنه المؤسس وأصبح مركز قرار مستقل وتعالى حتى على من رشحوه للمنصب. كان الخطأ مركزة كل الصلاحيات والسلطات في يد شخص واحد ورمى بها في سلة المهملات ،عندما فاق حمدوك اكتشف أن الجماهير هي جماهير الثورة وليست جماهير شخص ؛عندما حاد عن أهداف الثورة تجاوزته الجماهير في لمحة بصر وهذا طبيعي لأن حمدوك ليس ابن الثورة ولم يعرف السودانيون له أي سجل في مقاومة الإستبداد غير أنه ابن المنظمات مساهماته الثورية تنظيم ورش ونثريات فطبيعي يفعل ما فعله لكن (الماطبيعي) لا حمدوك ولا القوى التي فرضته وتحاول فرضه مرة أخرى تعي أن الشارع السوداني شارع واعي وصعب احتوائه وفرملة الثورة من بلوغ غاياتها ؛هذه القوى مجتهدة (على الفاضي). الخلاصة قبل أن يطالب حمدوك و شلته المجتمع الدولي باحترام رغبة الشعب السوداني في التحول المدني الديمقراطي احترموا أنتم الشارع وانسوا الاطاري (مقطوع الطاري )والشارع قادر على إحداث التغيير.