مهما أثير حوله من جدل ونقاش يظل بيان مجلس شورى حزب المؤتمر الوطني المحلول، الصادر على صفحته الرسمية هذا الأسبوع، من أجل الدعوة إلى دعم الجيش إزاء ما سموه بالتمرد، من باب تأكيد المؤكد وتحصيل الحاصل، وإن كان يعضد الأدلة والإثباتات على أن الحركة الإسلامية (الكيزان) وذراعها السياسية المؤتمر الوطني، اشعلوا الحرب يوم 15 أبريل، ولا يزالوا يديرونها ويشاركون فيها عبر كتائبهم المتطرفة وعلى رأسها ما تعرف بكتيبة "البراء ابن مالك"، حتى أنهم ذيلوا بيانهم بشعارها (براؤون يارسول الله). وكشف البيان، أن اجتماعاً عاجلاً التأم يومي 28- 29 سبتمبر (تحت ضيافة حكومة ولاية نهر النيل) – كما جاء بالبيان- لمناقشة تطورات الحرب (أي مجلس حرب)، وأشار البيان إلى ما أطلق عليها التضحيات التي قدموها وتحدثوا عن رسالة بعث بها إليهم قائد الجيش – البرهان- ووصفوها بأنهما حملت إليهم بشارات سيرون ثمارها في القريب العاجل. البيان يؤكد مجدداً، أن الحركة الإسلامية تسيطر على الجيش وقائده وتدير الحرب بعد أن أشعلتها، ولا تريد لها أن تضع أوزارها، لأنها إذا ما انتهت عبر التفاوض فإن ذلك يعني نهايتها الحتمية – هذا ما يقولونه هم بأنفسهم- لذلك يريدون الاستمرار في الحرب إلى ما لا نهاية، ينظرون إلى مصالحهم الخاصة ولا يعيرون الشعب اهتماماً، هذه عادتهم وديدنهم. أيضاً تطرق البيان الفطير، إلى العقوبات التي فرضتها الخزانة الأميركية على أمير الحرب وأحد مشعليها (علي كرتي) ووصفتها بأنها قرارات بغي وعدوان تستهدف قياداتهم وجماهيرهم وأنهم يرفضونها رفضاً قاطعاً. كما أعلن البيان بيعة مليشيات الإخوان لمشروع الحرب ومن يقفون على رأسه، وأنهم يقومون بجمع المال والرجال والاستنفار من أجل ذلك. وكنت نوهت كثيراً وفي عدة مقالات، أن الاستنفار ما هو إلاّ تغطية وتعمية على تجنيد مليشيات إخوانية جديدة، وتدريب القديمة لتدخل (فورمة) الحرب وتكون على أهبة الجاهزية، وأنها خطة كيزانية ماكرة لسرقة أسلحة الجيش وتقوية مليشياتهم؛ تمهيداً للتخلص من أي أحد لا يتسق معهم أيدولوجياً في كابينة قيادة الجيش والصفين الأول والثاني من الضباط، بل هم يريدون تحويل الجيش برمته إلى مليشيا تابعة لهم مثلها مثل الدفاع الشعبي والبراء وهلم جرا. ولربما حققوا ذلك الآن في ظل قيادة بعضها محاصر ولا حول ولاقوة له، فيما هرب الطرف الأضعف والمتردد وأصبح يتقلب بين أصبعي الحركة الإسلامية توجهه أينما شاءت، وهذا هو قائد الجيش عبد الفتاح البرهان! ووصف البيان المجلس المركزي للحرية والتغيير بالعميل وأنه واجهة (آل دقلو) السياسية، في محاولة كيزانية مكشوفة لتخوين دعاة التحول الديمقراطي، الذين يعرفون أنهم من اشعلوا الحرب، ويدعون لإيقافها ويرفعون شعار (لا_للحرب) ، هذا الشعار الذي يشعر به الكيزان وهو يترقرق حنظلاً في حلوقهم، لأن ايقاف الحرب يعني نهايتهم. كما أعلن شورى حزب النظام المخلوع أيضاً، عن التزامهم بتوفير الإسناد الإعلامي والمالي والدبلوماسي والشعبي لما سماها البيان بمعركة الكرامة الوطنية، وطالب بضرورة تشكيل حكومة تصريف أعمال، أي (حكومة حرب)، وهذه إن شُكلت سيتولى تسييرها (الكيزان) بلا أدنى شك، وسيفرضون مزيداً من السيطرة على الأجزاء التي يديرونها من البلاد، ويعملون على نهب مواردها وسرقتها لدعم حربهم الراهنة. الآن، أصبح ألحق أبلجاً وتلجلج الباطل، فهاهم الكيزان وها هي حربهم، وهاهي أحلامهم بالعودة إلى السلطة مشرعة أمامنا، فعلينا أن نختار الموقف الصحيح، دونما خشية، لأنه سيكون موقفاً تاريخياً وأخلاقياً، لذلك علينا أن نقولها بشجاعة (لا للحرب) و(لا لعودة الكيزان). وان نجعل هذه الحقيقة أمامنا، ونعلنها دومًا بلا كلل ولا ملل: هذه الحرب حرب (الكيزان) من أجل عودتهم إلى السلطة مرة أخرى، ولو بدمار وتقطيع البلاد ورقاب أهلها.