لن يبلغ أي خطأ ارتكتبته قوات الدعم السريع في حرب الخرطوم – إن صح ما ينسبه إليها الكيزان والفلول – مثقال ذرة من جرائم الجيش السوداني المؤدلج بأفكار الإخوان المسلمين والمتطرفين من الداعشيين، الذين يسبون النساء ويذبحون الأسرى ويحرقون الناس أحياءً دون أن ترتعد فرائصهم أو ترف أجفانهم. بدمٍ بارد، جرد جنود من الجيش السوداني ثلاثة أشخاص جنود ينتسبون إلى قوات الدعم السريع، وقعوا أسرى في يد القوات المسلحة، من ثيابهم وأمروهم بالاستلقاء داخل حفرة واحدة (قبر جماعي)، فيما كان أحدهم يصور المشهد بكاميرا هاتفه. أدعى أحد جنود الجيش أمام الكاميرا، وهو يحمل بندقيته الآلية ويطلب من الأسرى النزول إلى القبر، إنهم قناصة تابعون لقوات الدعم السريع، لذلك وجب أعدامهم، ثم أمر (المصور) بتوجيه الكاميرا نحوهم، وأطلق عليهم الرصاص بهدوء، وردد الجميع: الله أكبر . لا جيش في هذا الكون الفسيح، يمكنه أن يفعل ذلك عدا الجيش السوداني ذو العقيدة الإسلاموية الإخوانية المتطرفة. أن تقتل أسرى دون استجواب أو محاكمة، فهذا تقليد داعشي معروف، والجيش السوداني الحالي – تحت قيادة الكيزان – محض مليشيا ملتاثة ومهوسة، بأكثر مما كانت عليه داعش وبوكو حرام وبقية المنظمات والجماعات الإرهابية العابرة للحدود. هؤلاء القتلة، سافكوا الدماء، لا شك عندي أبداً، إنهم تربوا في مدرسة (الكيزان) الإرهابية، حيث يتم غسيل أدمغتهم بقصص الذبح والسفاح والنكاح، لا السياق سياقها ولا الزمان زمانها. ومن هذا التراث الدموي نهل جيش الدواعش ، ووسطه يترعرعون وينشؤون وبماءها النتن تغسل أدمغتهم، فيتحولوا إلى قتلة جُبناء، ليس في قلوبهم رحمة ولا في وجدانهم إنسانية، لا يراعون قانوناً ولا شرعاً ولا يعيرون الحرمات اهتماماً؛ كالأنعام وأضل. هؤلاء الإرهابيون – جنود الجيش السوداني – لم يقدموا دليلاً واحداً على أن من أعدموهم قناصة وقتلة؛ إذا افترضنا أن تقديم الأدلة كافٍ لتنفيذ حكم الإعدام بشكل فوري وموجز، بدون محاكمة حتى لو عسكرية. كل من شاهد مقطع الفيديو استعاد أيضاً، صوراً أخرى تماثل هذا الأسلوب في القتل، صورة لاعدام جنود من الدعم السريع في حارة من حارات مدينة الثورة بأم درمان، وصورة لذبح عنصر من الدعم السريع كان قد أصيب في إحدى المعارك، وصوراً أخرى لأسرى من الدعم السريع ومواطنين تم إطلاق سراحهم في معركة المدرعات وكانوا عبارة عن هياكل عظمية. وما خفي سيكون أعظم ، لا شك، فهذه البشاعات التي نراها بين الفينة والأخرى محض قمة جبل الجليد لانتهاكات لا حدود لها. حسناً، كان كثيرون – ولا يزالوا، يعاتبوننا عندما نقول إن الجيش هو المنتهك الأكبر لإنسانية الشعب السودان، وأنه القاتل الأكثر مضاضة لشعبه في تاريخ الجيوش في العالم كله، وإنه حارق القرى والبشر والشجر، والمغتصب الأكبر، وكل ما دونه تعملوا منه. هذا الجيش، اصبح عقبة كؤود أمام تطور ونماء وتقدم بلادنا، حجر عثرة أمام التعايش السلمي بين الشعوب السودانية، فهو خالق الفتن القبلية وصانع المليشيات وموزع السلاح وبائعه الأوحد في البلاد، هو مقسم البلاد وناهب الثروات ومبددها سفاهة ووقاحة، ولا عجب إذ ان (80%) من موارد الدولة وميزانيتها تحت أيدي ضباطه اللصوص. لذلك، لا بد من إصلاح هذا الجيش جذرياً، و"غربلته" من أعلاه إلى أسفله، وهذه مهمة لا تراجع عنها، فالسودان لا يعيقه سوى جيشه، يفعل كل شئ ليبقى في السلطة، حتى يقتل ويسرق ويحرق ويغتصب ولا أحد يحاسبه، إنه جيش "البراء" والجيوش منه براء .