عنوان هذا العمود هو عنوان فيلم كوميدي شهير علي أيامنا الخوالي بطولة عادل إمام وناهد شريف وسعيد صالح. وقصة الفيلم أن رجب فتى من الفلاحين يكلفه أهل قريته أن يذهب إلى المدينة لشراء محراث ليستخدموة في زراعة الأرض، يسلموه ثمن المحراث الذي تكفلوا بقيمته. وعندما يصل إلى المدينة يأتيه أحد اللصوص ويسرق بطاقته الشخصية ويذهب بها إلى شخص يدعى بلبل ويتعرف بلبل عليه من خلال بطاقته فيذهب اليه ويخبره بأنه يعرفه ويعرف والده فياخذه إلى مطعم للكباب وثم كازينو وبعدما يثق رجب في بلبل يعطيه فلوس المحراث فيهرب بلبل ويقع رجب في حبائل النصابين في المدينة، وبعد مغامرات عدة ينضم هو إلى مجموعة هؤلاء النصابين ليبدأ هناك حياة جديدة. وحكاية رجب والنصابين تعود الآن إلى الواقع الحقيقي وليست قصة في شاشات السينما، والنصب أشكال وألوان، تسرق حكومة وفترة انتقالية باسم تصحيح مسار، وتجيب مليشيا من الشارع تسميهم قوة نظامية وتحشرهم في وثيقة دستورية، ومليشيات أخرى تحشرهم في اتفاق جوبا وتوزع المناصب الوزارية عليهم .. والنصب السياسي في بلادنا لا زال مستمرا .. والنصابون على مستوى الاقتصاد شطفوا البترول وسرقوا الذهب، وباسم الاستثمار استولوا على الاراضي ومازال النصب مستمرا . وهناك آخرون مارسوا النصب على الثورة والثوار ، وحكموا باسم الثورة ولكن ساقوها بالخلاء لمحطة الصندوق الدولي فجلبوا الفقر والجوع، ولما انقلب عليهم العسكر ذرفوا الدموع على اللبن المسكوب ثم عادت ريما لحالتها القديمة في انتظار الاطاري وما ادراك ما الاطاري .. ونصابون في الغرب مع الدعم السريع يلبسون طاقية الأشاوس، وفي بورتسودان يقاتلون بالكلام مع الجيش،وصحفيون نصابون تحت الكندشة يحرضون على استمرار الحرب ويقبضون الثمن. وحبل النصب قصير كما يقولون .. وأي نصاب ندوسو دوس وأي كوز مالو ؟