( 1 ) يقول البلابسة ان الاحزاب في الثورة اخرجت الشباب لكي يموت في المظاهرات، لذلك من حق الجيش والكيزان ان يستنفروا الشباب لحمل السلاح والموت في الحرب. وهذا مفهوم مغلوط تماما. اذ لا يستقيم اطلاقا مساواة الثورة بالحرب، مساواة المتظاهرين العزل بالكتائب المدججة بالسلاح. كما لا يستقيم عقلا ولا منطقا المساواة بين الدعوة للتظاهر السلمي، والدعوة للحرب. قتل المواطنين العزل في المسيرات السلمية بواسطة عسكر يحملون السلاح، هو جريمة يحاسب عليها القانون، بينما قتل المقاتلين حاملي السلاح لمقاتلين اخرين حاملين للسلاح في اثناء الحروب هو شيء طبيعي وليس جريمة. عليه، الدعوة للمظاهرات لا تعني اطلاقا الدعوة للموت، بينما استنفار الشباب وتسليحهم وارسالهم للحرب فهي دعوة للموت والقتل معا. ( 2 ) البلابسة وانصار الحرب يقولون: اشعلتم الثورة من أجل هتاف ( الجنجويد ينحل)، فمالكم ترفضون الحل العسكري للجنجويد؟ وهذا مفهوم مغلوط، لانه يختزل ثورة ديسمبر بعظمتها كلها في شعار واحد مبتور هو (الجنجويد ينحل)، هم بتروا الشق الأول من الشعار والذي يقول (العسكر للثكنات) لانه يدخلهم في ورطة. ربط ثورة ديسمبر بأنها قامت من أجل (حل الجنجويد) هذا تقزيم فاضح للثورات الشعبية السودانية الباذخة، مما يجعلنا نتسآل: هل خرجت ثورة اكتوبر 1964 من أجل حل الجنجويد؟ هل خرجت ثورة ابريل 1985 من أجل حل الجنجويد؟ رفع حل الجنجويد مكانة انه سبب ثورة ديسمبر هو مغالطة مكشوفة لدك أهداف الثورة العليا التي خرج من اجلها الشعب السوداني في 1964 و1985 قبل تكوين الجنجويد وقبل ان يولدوا من الاساس. الثورات الشعبية السودانية منذ اكتوبر مرورا بابريل وصولا لثورة ديسمبر هدفها واحد لم يتغير، ولن يتغير، وهو إقامة الحكم المدني الديمقراطي، والحكم المدني هو الذي ينهي للابد وجود الجيش المؤدلج والمليشيات والحركات المسلحة والتمرد على السلطة، وليس الحرب. ( 3 ) البلابسة يقولون: احزاب قحت ترفع شعار (لا للحرب) لأنها تسعى للمناصب وتبحث عن السلطة بأي ثمن. يقصدون باحزاب قحت احزاب (الامة القومي، المؤتمر السوداني، التجمع الاتحادي). وهذا قول خاطيء، فالاحزاب الثلاثة اعلاه لو كان تبحث عن السلطة والمناصب لشاركت الانقاذ في السلطة، لكن الحقيقة ان الاحزاب الوحيدة التي لم تشارك الانقاذ طيلة الثلاثين سنة من عمر الانقاذ هي الاحزاب الثلاثة اعلاه إضافة لحزب البعث. وخلال ثورة ديسمبر رفضت هذه الاحزاب الاربعة ان تنحني للعسكر (الجيش والدعم السريع) في حكومة الوثيقة الدستورية فانقلب العسكر عليهم، ولو كانوا عبدة مناصب وسلطة كما يروج البلابسة، لسايروا العسكر وانحنوا لهم وظلوا في السلطة كما فعل جبريل والتوم هجو ومناوي وعقار وغيرهم. لذلك الحديث عن سعي أعمى نحو المناصب من قبل احزاب قحت، هو حديث يكذبه التاريخ والحاضر، ولا يسنده الا عقل بلبوسي مريض. ( 4 ) البلابسة يقولون: ندعم الجيش والكيزان لانهم يحاربون في الجنجويد المتمردين الحرامية المغتصبين؟! إذا كان داعمي الجيش يقاتلون الجنجويد لانهم متمردين علي الجيش ويريدون الاستيلاء على السلطة بالسلاح، فان الجيش والكيزان تمردوا قبلهم على الدستور واستولوا على سلطة الشعب بالسلاح. ان كانوا يقاتلون الجنجويد لأنهم حرامية نهبوا وسرقوا الممتلكات فان الجيش والكيزان حرامية مثلهم سرقوا سلطة الشعب بانقلاب 30 يونيو 1989 وبانقلاب 25 اكتوبر 2021، والسلطة أعظم وأقيم ممتلكات الشعب على الإطلاق. إن كانوا يقاتلون الجنجويد لأنهم اغتصبوا، فان الجيش والكيزان في عهدهم اغتصب الرجال والنساء في بيوت الاشباح وفي دارفور وفي فض الاعتصام، بل ان لدي جهاز الامن الكيزاني كادر يعرف نفسه للمعتقلين بانه أخصائي الاغتصاب. ما فعل الجنجويد فعلا الا وسبقهم عليه الكيزان والجيش، بل ان تدريب الجنجويد على كل هذه الأفعال القذرة تم على يد الجيش والكيزان، حين كان أحمد هارون يقول لهم: (اكسح امسح ما تجيبو حي)، وكان البرهان يقول امامهم لقبائل الفور ( انا رب الفور )، وكان مدرب الجنجويد الاشهر ضابط الجيش شكرت الله يقول لأهل دارفور ( في السماء في الله وفي الارض في شكرت الله) لذلك لا تشكروا لنا الراكوبة في الخريف، هذه الحرب طرفيها مجرمين، هي حرب باطل ضد باطل ، ولا يدعم الباطل الا من زاغت عينه عن الحق. والله نسأله ان لا تزيغ قلوبنا وعيوننا عن الحق وهو ابلج .وأن يطفيء نار الحرب وينقذ بلادنا وشبابها من موت عبثي تحت اقدام المجرمين. [email protected]