فاقمت المعاناة الإنسانية التي خلفتها الحرب في السودان من أوضاع سكان ولاية الخرطوم الذين رفضوا مغادرة منازلهم منذ اندلاع الصراع المسلح في منتصف أبريل الماضي. ومع توقف الأعمال اليومية وعدم صرف رواتب العاملين بالقطاعين العام والخاص لأكثر من سبعة أشهر ساءت الأحوال المعيشية لكافة الأسر. وبحسب إحصاءات حديثة، فإن أكثر من مليوني شخص في العاصمة لم يستطيعوا مغادرة منازلهم ويشكلون 22 في المئة من سكانها. جهود ومبادرات إزاء هذا الوضع، نشطت مبادرات من متطوعين في عدد من أحياء ولاية الخرطوم لتقديم الدعم للأسر فيما يتعلق بتوفير الطعام ومياه الشرب والأدوية وذلك بالتنسيق مع غرف الطواريء، وعلى الجانب الآخر، يعمل آخرين في إعداد الطعام بشكل يومي في بعض الأحياء وتوزيعه على السكان إلى جانب مياه الشرب. يقول المتحدث باسم غرفة طوارئ جنوب الحزام محمد كندشة ل (الراكوبة) : الخرطوم مهددة بنفاد سلع غذائية مهمة خصوصا بعد الارتفاع الجنوني في أسعار السكر، وسارت على ذات النهج عدة سلع غذائية أبرزها البصل، فضلاً عن ارتفاع ملحوظ في أسعار الخضروات والمواد الغذائية وشبه اختفاء لسلعة الحمص (الكبكي) الذي يستغل في صناعة الفلافل (الطعمية) التي يعتمد عليه طيف واسع من سكان العاصمة كوجبة رئيسية زهيدة الثمن. وأضاف : نشطت مبادرات لإعداد وجبات (قدح النبي) كل يوم جمعة للجيران والأسر التي عادت إلى جنوب الحزام من رحلة النزوح إلى جانب مبادرات أخرى. وتابع كندشة : السودان بخير وهناك شباب يعمل بهمة في تقديم الكثير للأسر. تفاعل كبير في منطقة بحري وتحديداً ضاحية شمبات أطلق الفنان طه سليمان مبادرة تهدف لتوفير الأغذية والدواء ومياه الشرب لسكان المنطقة. وكتب سليمان علي صفحته الرسمية ب (فيس بوك) "سعدت جداً لمشاركتي في يوم ترفيهي مع أطفال شمبات في ظل الأوضاع الحالية.. ساهم معنا في توفير الطعام والماء والدواء. ويشارك جمهور الفنان طه داخل وخارج السودان في جمع تبرعات يومية للمساعدة في توفير احتياجات المبادرة التي لاقت تفاعلاً كبيراً في منطقة شمبات. تعاون تام في مدينة أم درمان نشط عدد كبير من الشباب في توفير الخبز بصورة يومية وتوزيعه في منطقة الواحة بشكل مجاني للمواطنين، كما يحرص شباب الأحياء على توفير سلال غذائية عبر جهود المغتربين من الخارج. يشير الهادي حمد في حديثه ل (الراكوبة) إلى حوجة السكان للغذاء والدواء خصوصاً بعد دخول فصل الشتاء وتوقف الأعمال اليومية ونفاد المدخرات المالية. ولفت إلى أن انتظام المبادرات في مدينة أم درمان خفف كثيراً على الأسر وقدم معينات مهمة في ظل الظروف الصعبة التي يعاني منها آلاف السكان الذين رفضوا مغادرة العاصمة الخرطوم. وناشد حمد أبناء أم درمان بالداخل والخارج بضرورة المساهمة في دعم المبادرة ومساعدة المواطنين.