خصنا الله تعالى برئيس (هذا اذا اعتبرناه رئيس دولة!!) أسمه عبدالفتاح البرهان الذي يندر أن نجد له مثيل من بين كل الرؤساء الذين يحكمون بلادهم الان ، فلا عنده الهيبة والكاريزما التي عند باقي الرؤساء في الدول الاخري، شخصية مكروهة محليا وعلى مستوى كل الشعوب باعتباره سفاح وقعت خلال فترة حكمه التي تدخل في أبريل القادم عامها الخامس مجازر لا تحصي ولا تعد تعدت ال(200) مجزرة دموية انهت حياة اكثر من (64) ألف شخص دون أن يعمل علي وقفها وهو القائد العام للقوات المسلحة الذي يملك جيش قوامه (100) ألف جندي ، مجازر تزداد كل يوم فيها أعداد القتلى وهو يقف حيالها موقف المتفرج الا مبالي !!، لم يعد يخفي علي أحد، أن البرهان ومعه جنرالات مجلس السيادة وتنظيم الحركة الإسلامية هم من أوصلوا البلاد الي حرب ضروس طاحنة شديدة تزداد كل يوم أشد ضراوة وحدة. قمة المأساة تكمن في أن الجنرال البرهان بعد انقلابه في 25/ أكتوبر 2021 أخفي نفسه تماما عن الجماهير، ويرفض منذ ذلك التاريخ حتي اليوم عن عمد أن يلتقي بالمواطنين في لقاءات شعبية ويخاطبهم كما كان يفعل سابقه عمرالبشير الذي جاب الاقاليم والتقى بالمواطنين ورقص لهم من فوق سيارته!!، منذ قيامه بانقلاب أكتوبر قبل (27) شهر مضت والبرهان في حالة إختفاء تام ولم يظهر إلا في لقاءات نادرة جمعته مع (رفقاء السلاح) محاط بقوة عسكرية للحماية من غدر (بروتس) ، خطب فيهم واكثر من الخطب و تعهدهم بالكثير بما هو غير قادر علي تنفيذها!! منذ وقوع انقلاب أكتوبر قبل (736) يوم مضت، وصاحب الانقلاب البرهان يرفض بشدة اللقاء مع الصحفيين السودانيين، والغريب في الامرإنه التقى في مرات قليلة مع صحفيين اجانب اثناء زيارته التسعة التي قام بها بعد خروجه من الخرطوم واجري معهم لقاءات كانت اغلبها لا جديد فيها… احد الصحفيين السودانيين في بورتسودان علق علي رفض البرهان الالتقاء بالصحفيين والمراسلين الأجانب وإجراء مقابلات مع كبريات المحطات الفضائية وقال أن البرهان يرفض اللقاءات الصحفية خوفا من الاسئلة الصعبة التي قد تعرضه للإحراج الشديد وعدم القدرة علي الرد مما يضعف من موقفه الحرج الذي هو اصلا ضعيف وهش. واذا ما دخلنا الي تاريخ السودان و استعرضنا سيرة الحكام القدامى والجدد منذ عصر بعانخي حتي اليوم، نجد أن (الرئيس!!) البرهان هو الوحيد الذي شذا عنهم ودخل التاريخ بصفته أجهل حاكم حكم البلاد ولم يلتقي بشعبه ولا شاركهم في السراء والضراء، وانحصرت علاقته فقط الضباط والقياديين العسكريين.. وبائعات القهوة واللقيمات!! بعض المقربين من البرهان تناولوا بالتفصيل بعض من تصرفاته بعد خروجه من الخرطوم، أكدوا إنه تضايق من السخريات المرة التي شنتها الملايين عليه، وتضايق أكثر من النقد الحاد الذي نشر بالصحف السودانية والأجنبية التي تناولت قصة خروجه بشكل جارح اساء كثيرا لشخصه ومكانته السياسية والعسكرية، وإنه في كثير من المرات انتابته حالات من الانفعال الشديد من نشر المقالات الصحفية التي كتبت عن هروبه من البدروم وكيف انه كان هروب مخجل اشبه بهروب معمر القذافي وصدام حسين، وغضب ايضا من الكاريكاتيرات التي صورته بشكل مسئ. أحد القراء شبه هروب البرهان بمثل هروب الرئيس التونسي السابق/ زين العابدين بن علي ، الذي فر من العاصمة تونس مع زوجته ليلى الطرابلسي الى السعودية علي متن طائرة ازدحمت بحقائق مليئة بملايين الدولارات والعملات والمجوهرات الثمينة وقال بسخرية " سبحان الله زين هرب بالملايين والبرهان ترك في البدون شبشب السفنجة"!! كثير من الصحف العربية التي تصدر في لندن وباريس وجدة وبدول الخليج العربي أجرت العديد من المقارنات بين هروب البرهان من الخرطوم وهروب صدام حسين من بغداد ومعمر القذافي في ليبيا ، اغلب المقالات جاء فيها أن هروب صدام والقذافي كان لا مفر منه بعد انهيار الجيش العراقي والليبي ، اما البرهان فقد كان حتي هروبه هو القائد العام لجيش لم يتعرض للانهيار ، لذلك ما كان يوجد سبب مقنع ومقبول في هروبه من القيادة العامة ، وكان الواجب ان يبقي في القيادة العامة وهو شيء ضروري في رفع الحالة النفسية للضباط والجنود في أن قائدهم معهم يواصل القتال ضد المتمردين . والسؤال المطروح بشدة اليوم في أذهان المواطنين، هل البرهان فعلا وبشكل كبير مرتاح نفسيا من وجوده في العاصمة الجديدة بورتسودان التي يحميها الاستخبارات العسكرية وجهاز الأمن الوطني والشرطة و"كتائب الظل" و"تنظيم براء بن مالك"؟!!… أم إنه يرتعد خوفا من غدر "رفقاء السلاح" الذين ما عاد أحد يعرف من منهم يدين بالولاء للقوات المسلحة.. ومن هو "طابور خامس" تابع ل"حميدتي"؟!! أخر نكتة قيلت في بورتسودان ، أن البرهان امتنع عن الجلوس مع بائعات القهوة علي كورنيش البحر.. لأنهن دارفوريات!! بالأمس القريب في هذا الشهر الجاري، وتحديدا في يوم الجمعة 5/ يناير، خرج البرهان عن المالوف في خطبه المكررة والمعادة مئات المرات وهاجم "حميدتي" ووصفه ب"الاراجوز" المختفي عن الانظار، ومن يتمعن في خطابه هذا يلمس أن البرهان يعاني من حالة عصبية ولم يعد متماسك لنفسه رابط الجأش شجاعٌ قويّ القلب بدليل خروجه عن اللياقة في الكلام عكس المرات السابقة، وهي نفس الحالة التي اعترت من قبل عمر البشير بعد توجيه اتهام ضده من محكمة الجنايات الدولية، يومها ثار وأزبد وقال جملته المشهورة: "اوكامبو ومحكمة الجنايات تحت جزمتي"!! أخشي ما أخشي، أن تكون حالة البرهان أشبه بحالة أدولف هتلر المجنون الذي جر العالم الي حرب ثانية.