المتضرر الوحيد من هذه الحرب هم أفراد الشعب السوداني الذي استبيح دمه ونهب ماله وهتك عرضه. ولم يلاقي شعب من الصعوبات والآلام ما لاقاه الشعب السوداني الصابر، والكارثة أن سبب آلام هذا الشعب المكلوم ليس عدو خارجي وإنما قوات متحاربة تدعي أنها تخدّمه … وكل شي في الواقع خلاف ذلك ، وهو أمر بات واضحا يعرفه كل أحد … وحقيقة، انتهاكات الدعم السريع تساهم لاشعورياً في الارتماء تحت شعارات الفلول وخدعهم الباطلة في التجييش. وهم اصحاب المصلحة الحقيقية في استمرار الحرب وتجيش الناس على أساس قبلي ومناطقي، وأي إنسان في الدنيا مهما كان غبيا يعرف أن التجييش يجب أن يكون لمساعدة الجيش في الأمور الطفيفة عند الإحساس ببعض العجز في بعض الجوانب، أما انسحاب الجيش كليا دون خجل وترك المواطنين دون حماية ثم دعوتهم لقتال قوات محترفة فلم نره إلا في السودان وفي هذه الحرب العبثية التي لا يعرف لها أحد أهداف واضحة أو نبيلة … فالكيزان سحبوا عسكريي الشرطة بزعم أن الشرطة غير معدة للحرب أو هي قوات غير مقاتلة بينما دعت المدنيين للانخراط في هذه الحرب وهذا القتال الدامي … وهذا شي لا يقبله العقل السليم، فدعوة المواطن للحرب لحماية ماله وعرضه تكون مجرد مساعدة للجيش الذي يجب أن يقاتل لحماية المواطنين، وهذا عمله الاساسي ثم بعد ذلك يمكن أن يدعو المواطنين لسد مواطن العجز والخلل. أما ترك المواطن لمواجهة الدعم السريع وهو غير مدرب ولا يملك سلاحا ولا يوفر له الجيش سلاح فهو أمر في غاية الغباوة. والجيش يمارس كل شي يتعلق بالمدنيين من سياسة وحكم واقتصاد ولكنه عند الحرب ينادي المواطنين. والشيء الغريب أيضا أن الدعامة يقولون إن الذين يقومون بالنهب وسفك دماء المواطنين وانتهاك الأعراض هم متفلتين لا ينتمون لهم، بينما يقول هؤلاء الدعامة من ناحية ثانية إن المواطن الذي يحمل السلاح لحماية دمه وماله وعرضه هدف مشروع لهم ..دي يفهموها كيف؟! والحقيقة، لا الجيش ولا الدعامة يريدون الديمقراطية ولا حكم الشعب وربما لا يريدون الشعب ذاته كما ظهر في هذه الحرب وقبلها… والمواطن هذه ليست حربه بل هي حرب فلول الجيش ضد فلول الدعم السريع … والدعامة يريدون استمرار الحرب لأنهم استعانوا بعصابات النهب المسلح والغنامة بدون مرتبات يعني بالعربي الفصيح يأخذ الغنامة حقهم من المواطنين بالنهب ولا داعي لمرتب شهري… ولهذا فإن استمرار الحرب يعني مزيدا من الاموال المنهوبة التي امتلكها اصحابها من المواطنيين بالحلال وبالغربة في كل ارجاء الارض الباردة التي يموت من البرد حيتانها ، أما الكيزان فقد استثمروا في دبي وماليزيا وتركيا ولم يستثمروا الأموال المنهوبة من السودان في السودان… واذا كان الدعامة صادقين فلماذا يساعدون المواطن في حماية دمه وماله وعرضه دون تهديده بأنه هدف مشروع لهم .. وكيف يكون المواطن هدف… دي ذاتها حاجة عجيبة. أما مساعي إيقاف هذه الحرب العبثية القذرة الذي لا تحرق غير الشعب فربما كان موقف الدعامة"ان كانوا صادقين" أحسن من موقف الجيش والبلابسة في الدعوة للسلام…والكل يعرف مراوغات البرهان وكذبه وعدم إرادته الصادقة لإيقاف الحرب فهو كالحرباء كلما حانت فرصة لايقاف الحرب جاء بشروط جديدة أشبه بالغلوتية… وسلامة المواطن ليس أمر مهما عند البرهان وفلوله … بل ربما يرى هؤلاء الفلول أن استمرار الحرب من مصلحتهم خاصة إذا عرفنا أن السلام سوف يفقد البرهان فرصه في القيادة ثم إن إيرادات الدولة "خلال هذه الحرب الرزيلة"كلها تدخل جيوب البرهان وفلوله.. فلا يوجد صرف على شيء في الدولة في وقت الحرب والحال واقف تماما ..ولهذا تضخمت أموالهم بالسحت … وما مبلغ ال( 400 الف دولار) التي نال بها البرهان القصر والجنسية التركية إلا فكة من طرف الشنطة وهكذا يظل قرع طبول الحرب مستمر ما دام طرفيها رابحين …أعوذ بالله من غضب الله