المريخ يحقق الرمونتادا أمام موسانزي ويتقدم في الترتيب    سر عن حياته كشفه لامين يامال.. لماذا يستيقظ ليلاً؟    "سر صحي" في حبات التمر لا يظهر سريعا.. تعرف عليه    تقارير: الميليشيا تحشد مقاتلين في تخوم بلدتين    مجلس التسيير يجتمع أمس ويصدر عددا من القرارات    جنوب إفريقيا ومصر يحققان الفوز    شاهد بالصورة.. الناشط محمد "تروس" يعود لإثارة الجدل ويستعرض "لباسه" الذي ظهر به في الحفل الضجة    شاهد بالصورة.. الناشط محمد "تروس" يعود لإثارة الجدل ويستعرض "لباسه" الذي ظهر به في الحفل الضجة    سيدة الأعمال رانيا الخضر تجبر بخاطر المعلم الذي تعرض للإهانة من طالبه وتقدم له "عُمرة" هدية شاملة التكاليف (امتناناً لدورك المشهود واعتذارا نيابة عنا جميعا)    شاهد بالصورة والفيديو.. المذيعة تسابيح خاطر تستعرض جمالها بالفستان الأحمر والجمهور يتغزل ويسخر: (أجمل جنجويدية)    سيدة الأعمال رانيا الخضر تجبر بخاطر المعلم الذي تعرض للإهانة من طالبه وتقدم له "عُمرة" هدية شاملة التكاليف (امتناناً لدورك المشهود واعتذارا نيابة عنا جميعا)    شاهد بالصورة والفيديو.. المذيعة تسابيح خاطر تستعرض جمالها بالفستان الأحمر والجمهور يتغزل ويسخر: (أجمل جنجويدية)    القيادية بالحرية والتغيير حنان حسن تفاجئ الجميع وتدافع عن الطالب الذي أهان معلمه بالرقص أمامه: (ما شفت رقصه قلة أدب ولا عدم تربية وانتو خالطين بين الاحترام والخوف وبين التربية والقسوة)    والي الخرطوم: عودة المؤسسات الاتحادية خطوة مهمة تعكس تحسن الأوضاع الأمنية والخدمية بالعاصمة    جامعة الدول العربية تردّ على مبادرة كامل إدريس    فيديو يثير الجدل في السودان    إسحق أحمد فضل الله يكتب: كسلا 2    ولاية الجزيرة تبحث تمليك الجمعيات التعاونية الزراعية طلمبات ري تعمل بنظام الطاقة الشمسية    شرطة ولاية نهر النيل تضبط كمية من المخدرات في عمليتين نوعيتين    الكابلي ووردي.. نفس الزول!!    الإشكالية فوق الهضبة الإثيوبية    خطة أميريكية لوقف القتال في السودان    حسين خوجلي يكتب: الكاميرا الجارحة    احذر من الاستحمام بالماء البارد.. فقد يرفع ضغط الدم لديك فجأة    في افتتاح منافسات كأس الأمم الإفريقية.. المغرب يدشّن مشواره بهدفي جزر القمر    استقالة مدير بنك شهير في السودان بعد أيام من تعيينه    تعرف على القيمة السوقية للاعبي المنتخب السوداني المشاركين في أمم أفريقيا.. نجم الدوري التايلندي الأغلى.. صلاح عادل يتفوق على الغربال وروفا في مركز متأخر ب 100 ألف فقط    مكافحة التهريب بكسلا تضبط 13 ألف حبة مخدرات وذخيرة وسلاح كلاشنكوف    كيف تكيف مستهلكو القهوة بالعالم مع موجة الغلاء؟    4 فواكه مجففة تقوي المناعة في الشتاء    اكتشاف هجوم احتيالي يخترق حسابك على "واتسآب" دون أن تشعر    ريال مدريد يزيد الضغط على برشلونة.. ومبابي يعادل رقم رونالدو    وفاة مسؤول بارز بناد بالدوري السوداني الممتاز    رحيل الفنانة المصرية سمية الألفي عن 72 عاما    قبور مرعبة وخطيرة!    شاهد بالصورة.. "كنت بضاريهم من الناس خائفة عليهم من العين".. وزيرة القراية السودانية وحسناء الإعلام "تغريد الخواض" تفاجئ متابعيها ببناتها والجمهور: (أول مرة نعرف إنك كنتي متزوجة)    حملة مشتركة ببحري الكبرى تسفر عن توقيف (216) أجنبي وتسليمهم لإدارة مراقبة الأجانب    عزمي عبد الرازق يكتب: عودة لنظام (ACD).. محاولة اختراق السودان مستمرة!    انخفاض أسعار السلع الغذائية بسوق أبو حمامة للبيع المخفض    تونس.. سعيد يصدر عفوا رئاسيا عن 2014 سجينا    ضبط أخطر تجار الحشيش وبحوزته كمية كبيرة من البنقو    البرهان يصل الرياض    ترامب يعلن: الجيش الأمريكي سيبدأ بشن غارات على الأراضي الفنزويلية    ترامب يلغي وضع الحماية المؤقتة للإثيوبيين    قوات الجمارك بكسلا تحبط تهريب (10) آلاف حبة كبتاجون    مسيّرتان انتحاريتان للميليشيا في الخرطوم والقبض على المتّهمين    إسحق أحمد فضل الله يكتب: (حديث نفس...)    حريق سوق شهير يسفر عن خسائر كبيرة للتجار السودانيين    مياه الخرطوم تكشف تفاصيل بشأن محطة سوبا وتنويه للمواطنين    محافظ بنك السودان المركزي تزور ولاية الجزيرة وتؤكد دعم البنك لجهود التعافي الاقتصادي    الصحة الاتحادية تُشدد الرقابة بمطار بورتسودان لمواجهة خطر ماربورغ القادم من إثيوبيا    مقترح برلماني بريطاني: توفير مسار آمن لدخول السودانيين إلى بريطانيا بسهولة    الشتاء واكتئاب حواء الموسمي    عثمان ميرغني يكتب: تصريحات ترامب المفاجئة ..    "كرتي والكلاب".. ومأساة شعب!    ما الحكم الشرعى فى زوجة قالت لزوجها: "من اليوم أنا حرام عليك"؟    حسين خوجلي: (إن أردت أن تنظر لرجل من أهل النار فأنظر لعبد الرحيم دقلو)    حسين خوجلي يكتب: عبد الرجيم دقلو.. إن أردت أن تنظر لرجل من أهل النار!!    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



انتفاضة 1924 والخيانة المصرية 2
نشر في الراكوبة يوم 09 - 02 - 2024

اتى البريطانيون بالجيش المصري تحت قيادة الظباط الاوربيين والجنرال هكس باشا لاحتلال السودان ، هذا بعد احتلال مصر الكامل والسيطرة على قناة السويس . الخطة كانت احتلال الاراضي الافريقية من الاسكندرية الى مدينة رأس الرجاء الصالح في جنوب افريقية . احتل المهدي مدينة الابيض ثاني اكبر مدينة سودانية ومصدر كبير للمنتجات التي اعتمدت عليها مصرللاستهلاك او كانت تصل الى اوربا عن طريق مصر . اهم المنتجات كانت الصمغ السنا مكا السمسم الفول العاج الفحم النباتي المواشي بانواعها، الجلود ومنها جلود حيوانات الانهار والغابات . المهدية صارت تهدد الخطة البريطانية . تم القضاء على جيش هكس باشا والباشا المصري علاء الدين القائد الثاني في الجيش . علاء الدين هو من قتل 12 الف انصاري في معركة الجبلين .
فر الباشا علاء الدين من المعركة على حصانه القوي وتبعه اثنان من الصبية احدهم عبد الرحمن في السادسة عشر من عمره . قبل ان يخرج علاء الدين ،،غدارته ،، اومسدسه ضربه عبد الرحمن وقطع يده ثم طعنه بالسيف . قفز على حصان علاد الدين وانطلق الى بركة المصارين حين كان معسكر المهدي وبلغه خبر الانتصار وموت علاء الدين . قال المهدي لعبد الرحمن … انت عبد الرحمن الصغير كتلت علاد الدين الكبير!!! وصار اسمه عبد الرحمن صغير. لا تزال الاسرة تعرف باسم ،،صغير،، منهم البطل عوض عبد الرحمن صغير الذي منع عبود من قتل المتظاهرين في اكتوبر مع زميلة اللواء حمد النيل ضيف الله . تنازل عبود ونجحت ثورة اكتوبر التي سرقها حزب الامة والاتحادي .تم ذبح الديمقراطية وطرد الحزب الشيوعي من البرلمان !! لم تكن مصر مرتاحة ابدا للديمقراطية في السودان ، ولن تكن . مصر لا تريد للسودان الرفاهية التقدم او القوة . اكبر خيانة لمصر كانت رد الجميل واعادة الحياة لجمال عبد الناص بمؤتمر الخرطوم 1967 وتوفير مبلغ 450 مليون دولار لمصر من الكويت السعودية وليبيا . كافأ ناصر ألسودان بانقلاب مايو في السودان . دعمت مصر انقلاب القذافي في ليبيا ضد الملك السنوسي اغتيال الملك فيصل ودعم المعارضة الكويتية ، وقبلها قتل عبد الكريم قاسم الذي كان يعارض سياسة ناصر في العراق يرفض ان يكون تحت سيطرة ناصر ، وينافسه في الشهرة كقائد عربي يمتلك النفط ،الزراعة والمتعلمين على عكس دول الخليج والسعودية وقتها .
بعد هزيمة تركيا في الحرب العالمية الاولى ودخول قوات الحلفاء لتركيا احس الكثير من السودانيين والمسلمين ، خاصة الشباب بالغبن . عندما ظهر كمال اتاتورك ومنظمة تركيا الفتاة رحب الشباب المسلم واعتبروا كمال اتاتورك وتعني ،،اب الترك ،، القائد القادم للعالم الاسلامي . هذا بالرغم من ان كمال اتاتورك قد ارتكب كعادة الاتراك مذابحا بشعة ضد المسيحيين خاصة الارمن الذين قتل منهم ما يقارب المليون بواسطة مراد باشا . قام شاب ارمني بقتل مراد باشا في عصبة الامم التي تكونت بعد الحرب لنشر السلام . نادى الشاب مراد باشا ، وعندما التفت اليه قال له….. انا ابن الارمني الذي البسته حدوة الخيل …… ثم اطلق عليه الناروقتله . عندما اشتكى بعض الارمن من المسيرة الطويلة وتمزق احذيتهم، طالبوا بالاحذية . طلب مراد باشا من جنوده الباسهم ما عرف باحذية الخيل وتم تثبيتها على اقدامهم بالمسامير .
رفض اتاتورك ولا تزال تركيا ترفض مطالبة الاكراد بالحرية وحفاظهم على لغتهم وتراثهم. يطلقون عليهم اسم اتراك الجبال ولا يعترفون بهم كاكراد .
لقد اخطأ الشباب السوداني بعد الحرب العالمية الاولى واندفعوا بحمية الشباب للاشادة بكمال اتاتورك واعتبره المخلص للامة الاسلامية . من الشباب المتعلم وخريح كلية غردون كان والدي ابراهيم بدري الذي اطلق على ابنه الاول في بداية العشرينات اسم كمال تيمننا بكمال اتاتورك . نفس الشئ حدث في كثير من الاسر السودانية .
جريمة اتاتورك التي لا تزال تعاني منها تركيا ومصر هو اعطاء الجيش الحق في السيطرة على الحكم والمجتمع . الجيش في تركيا يعش كمحتل للبلد لا يمكن لاى حكومة ان تتمتع بكامل سلطاتها ويجب عليها ان تراجع الجيش دائما . هذا النظام انتقل الى مصر فجنرالات الجيش المصري هم الباشوات المسيطرون على البلاد والعباد ولا فكاك للشعب المصري من قبضة الجيش . وقد نقل جمال عبد الناصر الامر الى السودان بعد الخيانة المصرية وانقلاب مايو .
القاضي بابكر عوض الله من الاصول المصرية مولود في القطينة ، صار رئيسا للجمعية التشريعية وله مواقف عنصرية واقصائية نحو الجنوبيين . عندما تقرر تسليم مولانا ابيل الير الجنوبي منصب رئاسة الوزراء في اكتوبر اصر على استقالة ابيل الير من القضاء قبل تقلد منصب رئاسة الوزراء لفترة سنة واحدة .وكان في الامكان اعطاء مولانا ابيل الير اجازة لمدة سنة . عندما تسلم سر الختم خليفة المنصب لم يطالب بابكر عوض اللة باستقالته من منصبه . بابكر عوض الله الذي لوح بالقانون ليمنع ،،جنوبي ،، من استلام منصب رئاسة الوزراء المؤقت قام بانقلاب على كل السلطة وسلمها لدولة مصر !!! انها المحن السودانية .
بابكر عوض الله اعطاه السودان فرصة للدراسة في جامعة الخرطوم حصل على الماجستير وصار على رأس السلطة القضائية . كافأ بابكر عوض الله السودان وصار عميل مصر الاكبر. قام بخيانة وطنه وسمكر انقلاب مايو الذي اشترك فيه الضدان ،،القوميون ،، ،، العرب و،،الامميون،، الحزب الشيوعي السوداني !!! صار بابكر عوض اللة رئيسا للوزراء ووزيرا للخارجية في انقلاب مايو المصري . الا ان ناصر امر بطرده لانه لا يريد مدنيا على رأس السلطة . صار بابكر عوض الله مهمشا ونائبا لنميري رئيس الدولة والوزراء ، وهذا يعني ان صاحب الانقلاب قد صار طرطورا . لاموا بابكر عوض الله على خنوعه قال …. من اجل ،،المحروسة مصر،، حتى و لو عملوني قنصلا في الاسكندرية لرضيت ….. تصور . سلم لي على الوطنية !
ناصر قال لرئيس الوزراء السوداني المحجوب الذي خطط ونفذ المصالحة التي كانت في حكم المستحيل بين الملك فيصل ، ناصر وبقية العرب . سبب القطيعة كان تدخل ناصر في اليمن وطرد الامام البدر واحل محله الظابط السلال . احتاج ناصر ل70 الف جندي مصري في اليمن . قال ناصر للمحجوب انه سيكافئه على عمله النبيل . نظم ناصر ومخابراته انقلاب مايو بعد سنتين فقط من مؤتمر اللائات الثلاثة ، وجمع 450 مليون دولار لمصر من السعودية الكويت وليبيا . ناصر نظم انقلاب الجيش على الملك السنوسي في ليبيا ، الذي تبرع ب 150 مليون لمصر .
قال الدكتاتور استالين لزنينوف ردا على سؤاله …. لقد انقذت حياتك عندما كنت الحاكم و رئيس لجنة الترويكا التي حكمت بعد لينين ، الا تعرف الوفاء ؟؟ رد استالين …. اعرف الوفاء انه مرض يصيب الكلاب . أتعرف الحكومات المصرية ولا اقول الشعب المصري الوفاء ؟؟ الحكومات المصرية لم تكن ابدا وفية حتى لشعبها .ارجو اعطائي اسم الحكومة المصرية التي احترمت واهتمت برفاهية الشعب المصري منذ سيدنا آدم .
اثناء حماس الشباب بعد الحرب العالمية الاولى بدأت فكرة مصر الفتاة وتأثر بها السودانيون وارادوا ان يتخلصوا من اعجاب الكبار بالانجليز بسبب الامن المعقولية والاستقرار الذي اتى به الانجليز ازدهار التجارة والزراعة و ،،بعض،، الديمقراطية، بعد ظلم وفظائع المهدية . اعتبر الشباب الكبار مجرمين وخونة خاصة سفرهم وابداء الخضوع الى الملك البريطانب في لندن وتقديم عبد الرحمن المهدي سيف والده كهدية للملك البريطاني . كان سفر الولاء الذي قدمه الزعماء الدينيون ، رؤساء القبائل كبار التجار للانجليز وطالبوهم بالانفراد بحكم السودان بعيدا من ظلم المآميرالمصريين الذي مارس بعضهم الظلم تقبل الرشوة والنهب وحتى الترفع واضطهاد السودانيين الخ . بعض المآمير المصريين كانوا على قدر كبير من الامانة التدين واحبوا واحبهم السودانيين ، الا انهم كانوا قلة . يذكر بابكر بدري في تاريخ حياته ان المآمير قد ضايقوهم في رفاعة الا ان احد المأمور المصري عندما انتهت مدته صحبه رجال رفاعة الى المشرع فمروا على المرأة المعروفة بالحلبية التي قالت له ياحليلك يا العادل الما ملصت هدومك وحومت في الحلة زائع . وابكته وابكت من رافقوه .
الصاغول ومأمور امدرمان المصري عبد الخالق انتقل الى جوار ربه خرج الكثير من اهل امدرمان لتشييع جنازته . وبعد الدفن تكونت مظاهرة هى الاضخم ونادت بطرد الانجليز من السودان . احب الكثيرون الصاغول عبد الخالق واطلق العم محجوب عثمان اسم عبد الخالق على ابنه عبد الخالق محجوب عثمان . كافأت السلطة المصرية عبد الخالق بشنقه . السادات اتصل بنميري وقال له ان الروس طلبوا منه ان يحافظ على روح عبد الخالق والبقية ، الا ان السادات قال لنميري خلص عليهم . اصدر الظابط احمد محمد الحسن والمتحدث باللهجة المصرية الخالصة الحكم بالاعدام الذي نفذ مباشرة . احمد محمد الحسن متخرج من الكلية الحربية المصرية وقد زرعته المخابرات المصرية في الجيش السودان امثال محمد واحمد عبد الحليم وعشرات الظباط من اصل سوداني وعاشوا كل حياتهم في مصر ولا ارتباط لهم بالسودان .
الشباب لم يعيشوا فظائح المهدية وحكم الخليفة الذي كان يشابه ما يقوم به الجنجويد اليوم في السودان . الانجليز خلصوا الشعب السوداني من المجاعات المرض النهب السلب والمذابح التي قضت على ما يعادل 70 % من سكان السودان . اليوم نحن نتمنى البند السابع ودخول قوات الامم المتحدة لتخلص الشعب السوداني من الجنجويد والكيزان .
قال الشاعر مدثر البوشي مجاريا بيت شعر قديم
ايا هند قولى واجيزي رجال الشرع صاروا كالمعيز
فياليت اللحى صارت حشيشا لتعلفها خيول الأنجليز
. كتب ابراهيم بدري مواضيعا في جريدة الحضارة تحت عنوان نفثة مصدور معبرا عن ضيق الشباب بالوضع ومطالبة الكبار بانفراد ،، الكفار،، بحكم السودان بعد ان اطاحوا بالخلافة . كتب توأم روح ابراهيم بدري الشاعر توفيق صالح جبريل قصيدة في ديوانه المكون من اربعة اجزاء افق وشفق تحت نفس العنوان . امتلك توفيق كلبا واطلق عليه اسم جون . اسم جون كان يمثل الانجليزي عند السودانيين . عندما مات الكلب كتب توفيق قصيدة عصماء تناقلها الناس تحت عنوان …. مات ،،الكلب ،، جون .
عندما حضر البريطاني ،،النبي ،،حاكم الشرق الاوسط الى السودان ويطلق اسمه على احد اكبر شوارع تل ابيب كتب توفيق قصيدة يقول فيها .
أيها القوم لا تجروا الذيولا *** يأنف الحر أن يعيش ذليلا
سمتونا العذاب ضّيقتم الأرض*** علينا حتي هوينا الرحيلا
ويح قلبي ماذا يروم الانبي *** يوم وافي يجر سيفآ صقيلا
جمع الجمع أرهب القوم *** حتي أصبح السيد النبيل ذليلا
كتب في رثاء اصدقائه كرثاءه لعبيد حاج الامين بطل 24 الذي سجن ونفي إلى وأو ودفن فيها.
جاهدت لا متبرما تخشى الردى ** وسهرت تعمل والانام هجود
وارتك اكناف الخلود مناضلا ** بيني وبينك يا عبيد بعيد
هاجم توفيق السكرتير الاداري الذي كان بمثابة رئيس الوزراء .
أأنت موزع الأرزاق فينا ** ومجري الطيبات علي العباد ؟
إذا كنت جبارآ عنيدآ ** ستلقي بأسي جبار عنيد
وربك إذا ذهبت إلي قريب ** بربك إذا ذهبت إلي بعيد
سيجري النيل في واديه زهوآ ** ويحي الشعب في عيش رغيد .
تكونت جمعية الاتحاد والقصد منها الاتحاد مع مصر التي كانت تعاني افي مرحلة اقرب الى الموت بواسطة الاستعمار والاحتلال البريطاني ونهب كل مقدرات مصر .
خمسة كونوا الجمعية وهم توفيق صالح جبريل اب الوطنية السودانية ، ابراهيم بدري ،عبيد حاج الامين ، صالح عبد القادر ومحي الدين جمال ابوسيف . كانوا من الادباء المتعلمين . تمكنوا من تجنيد الكثيرين احدهم عبد الله خليل رئيس الوزراء فيما بعد محمد صالح الشنقيطي اول رئيس للبرلمان السوداني خليل فرح الشاعر المعروف باغانيه الوطنية . اغلب من ضحى وتعرض للسجن النفي الطرد من الخدمة صاروا بعد الخيانة المصرية في 1924 من المطالبين بعدم الاتحاد مع مصر بعد أن تأكد لهم ان الحكومات المصرية التي تحتقروتظلم الشعب المصري لن تهتم ابدا برفاهية السودان . قام الاعلام المصري كالعادة بحملة ضخمة ضدهم ووصفوهم بعملاء الانجليز . بسبب تلك الحملة الشرسة وصف الاعضاء ورؤساء الاحزاب الاستقلالية بالعملاء واعداء مصر .
كان من اعضاء جمعية الاتحاد بعض العسكريين منهم عبد الله خليل وعلى عبد اللطيف . وبعد تكوين اللواء الابيض الذي خرج من عباءة جمعية الاتحاد كان هنالك العسكريون الذين خاضوا معركة 1924 منفردين بسبب الخيانة المصرية . مات السودانيون بعد أن كبدوا البريطانيين كثيرا من القتلى والجرحى . عندما نفذت ذخيرتهم تم اعتقالهم واعدامهم .ولم يتحرك الجيش المصري بقيادة احمد بيه الذي وعد بدك المواقع البريطانية لانه من يملك المدافع الثقيلة .
اقتباس
التاريخ في 1924 يحفظ في سجلاته اسماء الابطال فقط بعيداً عن قبائلهم وانسابهم، وقد خلد علي عبداللطيف اسمه كأب ورمز للنضال والسودانوية بتجرده وترفعه عن العمالة للاستعمار والوقوع في فخ القبلية بينما كان بامكانه الاستمرار في حياة الوظيفة كضابط والافتخار بانتمائه لقبائل ذات تاريخ ضارب في الجذور.
. وقد شغل علي عبد اللطيف منصب رئيس الجمعية وقدم للمحاكمة مرتين، الأولى في عام 1924 بتهمة التحريض علي المظاهرات التى انتهت بالحكم عليه بالسجن لمدة ثلاثة سنوات، والثانية في عام 1925 لتأسيسه مع آخرين جمعية اللواء الأبيض المحظورة وحوكم فيها بالسجن لمدة عشر سنوات ونفيه إلى مدينة واو بجنوب السودان ثم نقل إلى مصر حيث توفي هناك.
أُعتُقِل علي عبد اللطيف وقدم للمحاكمة. واثناء المرافعات أجاب عبداللطيف إجابة أشتهرت فيما بعد في السودان عندما سأله القاضي عن قبيلته التي ينتمي إليها. وأجاب أنا سوداني ، ورفض التحدث عن قبيلته رغم ان القاضى كرر له السؤال .
نهاية اقتباس
المضحك المبكي هو ان الحكومات المصرية تنجح في لعب دور الشقيق العطوف على السودان ، وكل من لا يوافق على هذه الترهة يصف بالعمالة للاستعمار والمحتل الاجنبي ،الخائن للعروبة والخارج عن الصف الاسلامي . الحكومات المصرية هى اول من طبع مع الصهيونية تاجر مع اسرائيل وتنازلوا لهم عن السيادة الكاملة على سيناء .عند المواجهة يقولون بكل صفاقة ….. السودان ده بتاعنا انحنا فتحناه بالسلاح ومش حنفرط فيه . السودانيين دول كانوا رضيانين بحكم مصر الا ان الانجليز قد افسدوا السودانيين . عندما نذكرهم بأن جلاء الجيش البريطاني كان في الفاتح من يناير 1956كان قبل جلاء الجيش البريطاني من مصر التي احتلت قبل السودان في 1882واحتلال السودان بمساعدة الجيش المصري الذي شارك في استباحة العاصمة وكل السودان كان في 1898. نسمع ان الجيش المصري قد اجبر على المشاركة في الاحتلال !!! هل اجبر الجنود المصريين على نهب كل شئ لثلاثة ايام من الشعب السوداني الفقير والخارج لتوه من ظلم الخليفة . ولولا حماية الجيش البريطاني واصدار الاوامر بعدم التعرض بتاتا للنساء لمارس الجنود المصريون الاغتصاب والتحرش بالنساء كما عملوا مع اسرى جيش عبد الرحمن النجومي الذي كان يريد تحرير ،،الاشقاء ،، في مصر من نير الاحتلال البريطاني . حارب المصريون بجانب البريطانيين ،، الكفرة،، ضد المسلمين السودانيين .
حركة 1924 جمعية الاتحاد وبعدها اللواء الابيض البطولة والبسالة التي اظهرها الجنود السودانيون تثلج صدورنا وتشعرنا بالعزة والكرامة .اثبت التاريخ انها كانت غلطة كبيرة . الدليل هو أن من شارك في تلك الفترة كانوا اول من حارب وناضل حتى لا ينضم السودان الى مصربعدها . لا تزال مصر هى سبب بلاوي ومصائب السودان .
نواصل
[email protected]


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.