ورشتي العدالة الاجتماعية والاصلاح الامني والعسكري وبناء وتاسيس الجيش اللتان عقدتهما "تقدم" بكمبالا يقرءان على انهما هياج فى الوقت الخطأ واقرار بالدور الكبير الذى ظلت تلعبه "تقدم" لتمكين الدعم السريع فى الحرب، ذلك لان توقيت انعقاد الورشة يناقض المبادي التى تضمنتها وثيقة الجبهة الوطنية العريضة لوقف الحرب، كما ان مناقشة موضوع الاصلاح الامني والعسكري فى ظل استمرار الحرب واحتلال البيوت والتهجير القسري للمواطن يعتبر ترف ان لم يكن غباء سياسي لا مبرر منه!! باعتبار ان 55٪ من قطاعات الشعب مستقلين تنظيميا لاينتمون الى احزاب سياسية ولايتفهمون فكرة خلط الاوراق واعادة ترتيبها من جديد !! فهذه الفكرة فى الوقت الحالي لايهتم بها احد ، فالمواطن منكب مع الجيش فى البحث عن انجع الطريق التى تجلي عناصر الدعم السريع من البيوت السكنية والمرافق العامة والمستشفيات، وهو مايفوت على فطنة القائمين على امر الورشة، فمهما كان سوء الكيزان فى الثلاثين سنة لا يسوى شي مقابل الجرائم المروعة التى ارتكبها الدعم السريع فى الشهور القليلة الماضية بحسب وجهة نظر ذات المواطنين ،فضلا على ان الاصلاح الامني والعسكري وبناء وتأسيس الجيش وفق اسس احزاب "تقدم" صعب ان لم يكن مستحيل فى ظل مهنية الجيش الذى رغم اختلال ميزان القوة استطاع ان يحول هزيمته الى نصر ساحق امام الدعم السريع ، واعتقد ان جيش بهذه الانجازات من غير اللائق العبث معه بمثل هذه الورش الافتراضية، وهذا ليس للاثارة ولا للاصطفاف خلفه بقدر ماهي دعوة للواقعية وللمصالحة مع النفس وللتسليم بان الاصلاح الامني والعسكري لهذه الاجهزة الامنية والعسكرية التى تثير البلبلة فى تشاد واثيوبيا وهى فى عز الحرب فى السودان لن يكون فى المستقبل المنظور لذلك يتوجب على تقدم اغتنام الوقت فى ايجاد البرامج التى تعيد الثقة للاحزاب والتخلى عن فكرة الاصلاح الامني والعسكري وبناء وتاسيس الجيش، والا ستظل "تقدم" اعوام عديدة وازمان مديدة "تعرض" خارج الدائرة.