العنوان مزيج مابين اللغتين العربية والنوبية وتعني يارب أرفع البلاء عنا وأنزل علينا رحمتك ما أحوجنا لهذه الأدعية الآن ! تلك هي أدعية كان يرددها النوبيون عند خسوف القمر أو كسوف الشمس وتصحبها الكرامة او الصدقة ولابد أن تكون في مكان مفتوح ويسمي عندنا بالبرود ⲃⲁⲣⲟⲇ لاعتقادهم أن البخار الناتج عن عملية الطبخ يبعد الشرور ، مع طرقهم للصفيحً (الطشت او الطست) بشدة فتصدر صوتا مرتفعا مع تردديهم لبعض الادعية مثل : (سبوح قدوس ربنا ورب الملائكة والروح) وادعية أخرى متنوعة وكانوا يصنعون بليلة اللوبيا (اشرنكاي) ويوزعونها على البعض مرددين الهي بلا سوكي رحمة قي شوقدو واعتقد ان قرع المعادن للخسوف والكسوف عادة نوبية متوارثة من قديم الزمان لأنها غير موجودة في المناطق العربية. ترافقها أدعية إسلامية وكنا ونحن صغار نستمتع بدق الطست أو الصفائح المعدنية ونردد معهم تلك الإبتهالات وأحيانا نصرخ كتعبيرا عن فرحتنا لأن أول الطعام قد خصص لنا كما في الرحمتات أو كما يطلق عليها الجمعة اليتيمة في أواخر شهر رمضان المعظم وهذه عادات نوبية قديمة بدت في الاندثار مع تعاقب الإجيال والوعي الديني حيث كان النوبيين يعتقدون أن سبب خسوف القمر أو كسوف الشمس هي من شرور البشر وقامت تلك الشرور بتغطية الشمس أو القمر ويستمرون في طرق الصفيح مع ترديد الدعوات إلي إن ينجلي الخسوف أو الكسوف!! وثبت عن النبي صلي الله عليه وسلم أنه أخبر أن الكسوف والخسوف للشمس والقمر يقعان تخويفا من الله لعباده ، وحثا لهم على مراعاة هذه الآيات والخوف من الله عز وجل والفزع إلى ذكره وطاعته ، وأخبر عليه الصلاة والسلام أنهما لا ينكسفان لموت أحد من الناس ولا لحياته ، وإنما هما آيتان من آيات الله يخوف الله بهما عباده ، وقال : إذا رأيتم الخسوف فافزعوا إلى ذكره ودعائه وقال أيضا عليه الصلاة والسلام : إذا رأيتم ذلك فصلوا وادعوا حتى يكشف ما بكم، علم الفلك يعتمد على الحسابات الدقيقة والعلماء المسلمين اول من أسسوا لهذا العلم وللأسف تأخرنا وأصبحنا نبكي علي اللبن المسكوب صدق الشاعر عندما قال : كانت أوربا ظلاما ضل سالكها وشمس اندلس بالعلم تهديه واليوم تقنا لعز فر من يدنا فهل يعود لنا ماضٍ نناجيه!! وتناقلت الوسائط خبراً لصحيفة (لورين أوهايو) العدد الصادر بتاريخ 8 مارس 1970م تتحدث عن كسوف كلي للشمس يحدث في 8 إبريل 2024م وكان البعض يستبعد حقيقة هذا الأمر وكيف يمكن للعلم أن يحدد بدقة متناهية بداية الأحداث الفلكية من كسوف الشمس وخسوف القمر وغيرها واستدلوا ببعض الآيات الكريمة من القرأن الكريم بأن لايعلم الغيب إلا الله ، كما أشارت تلك الصحيفة فإن كسوف الشمس متوقع غدا الإثنين الثامن من ابريل في أمريكا الشمالية والمكسيك وإحتمال رؤيته في البلاد العربية ضعيف جداً ،، اللهم أرفع غضبك ومقتك عنا ، اللهم لاتؤاخذنا بما فعل السفهاء منا .