ينسب الى الرسول الأعظم (ص) انه في آخر الزمان يصدق الكاذب ويكذب الصادق. ويبدو ان آخر الزمان قد بدأ في السودان. حالة من استباحة المعايير لم يشهدها السودان طوال تاريخه. (القونات) يعظن عن الأخلاق. والمرتشين يعلمون السودانيين الكرامة والوطنية. وصلاح قوش وشبكته من (...) يحاضرون عن الأخلاق والشرف . وياسر العطا الذي يفضحه صوته المكسور ووقفته الخايسة صار رمزاً للرجولة في هذا الانحطاط. والمسبب للاستفراغ ان عملاء الجهات التي خفت موازينها يتحدثون عن رفض التدخل الخارجي في شئون السودان. ومن هؤلاء مريم المنصورة. يعرف القاصي والداني انها قبضت ما لا يقل عن (25 مليون درهم) وبدلاً من صرفها علي الحزب كما ادّعت حولتها للصالح الخاص والأسري. وبعد تسلمها وزارة خارجية الثورة في غفلة من الزمن تحوّلت تحت الضغط الى وزيرة خارجية أستاذها "سامح شكري" وزير خارجية مصر التي دعتها لاستعمار أراضي السودان علنا وفي مؤتمر صحفي رسمي. ثم اكملت مؤخراً رحلة منصوريتها بان صارت احد جليسات "صلاح قوش" مع "الشفيع خضر" و"مني مناوي" و"الواثق كمير" الذي تربطه الشبكة إياها بصلاح قوش. ومنهم ايضاً "محمد وداعة" قريب "صلاح قوش" وأهم عملاءه (كدايسه) وسط المعارضة لسنوات طويلة. اعتقل به "قوش" اجتماع التجمع الوطني الديمقراطي في الداخل واعتقله معهم للتضليل الذي استمر حتى الثورة. وايضا "صديق إسماعيل" القيادي في حزب الأمة و (كديسة) المؤتمر الوطني رسمياً، كان معتمد في ظل الإنقاذ يرأس لجنتها الأمنية ولم يتسلم أمانة الحزب الا بعد ان قبض عبدالرحمن الصادق ثمن البيع من صلاح قوش شوالات من الكاش سلمت علي دفعات مستمرة اخرها ال 40 مليار اثناء مظاهرات ثورة ديسمبر وسلمها قوش لعبدالرحمن بعد ان كشفها لأغلب أقسام الجهاز حتي يستمر الابتزاز وفعلا يستمر حتي اليوم ويتوارثه الجهاز مديراً من بعد مدير. صديق إسماعيل عميل ظاهر ومكشوف للمؤتمر الوطني ولكن لا أحد يفصله من الحزب بسبب التسيب التنظيمي وتطبيع الخيانة مع كثرة مرتكبيها في الحزب. ومن مدعي الوطنية في هذا الزمن الغيهب "الشفيع خضر" وصبيه "أمجد فريد" كلاهما تربيا في احضان أجهزة الاستخبارات. بدأ "الشفيع خضر" مع الشيوعيين وجهاز المخابرات الروسي وبعد ان تيتم داخلياً بفصله من الحزب بسبب مخالفاته وخارجيا بانهيار الاتحاد السوفيتي ومع عطالته وحبه للسلطة طرح نفسه للبيع لكل الأجهزة لكن علاقته الثابتة والمستمرة ظلت مع المخابرات المصرية. وتقرب من "صلاح قوش" ثم ربطتهما المخابرات المصرية في علاقة دائمة وبواسطة الطرفين تعرف الي نينا سعيد التي قدمته للمخابرات الغربية كي يساعدها في التضليل لصالح قوش والمصريين . وأما صبيه أمجد فريد فهو وارث للعمالة من أبيه فريد إدريس ضابط جهاز الأمن في عهد نميري، وعمل منذ الجامعة في أوساط الحزب الشيوعى لصالح قوش الذي وجد فيه شبهه فرعاه رعاية كاملة ورفع اسهمه وسط اليساريين باعتقالات محسوبة لزوم التلميع . ثم ساعده علي الزواج من أسرة شيوعية معروفة لزوم الشو وإبعاد الشبهة ودخل علي الزوجة بالضرب والانتهاكات حتى دمرها معنوياً الي درجتها الحالية كبلبوسة كاملة الدسم. والقائمة تطول ونكتفي منها بهذا القدر الي فرصة اخرى. ولكن ما المشترك بين كل هؤلاء ولماذا يتحدثون عن رفض التدخل الخارجي؟ كل هؤلاء مرتبطين بصلاح وقوش وياسر العطا والمخابرات المصرية. ولكي تفهم موقفهم عزيزي القاريء لابد من الرجوع لتصريحات "سامح شكري" وزير خارجية مصر عن رفض التدخلات الخارجية في شئون السودان. والنظام المصري هو الذي ظل يتدخل في شؤون السودان منذ عصر الخديوية وحتي الان ولكن لانه يتصور ان السودان من ممتلكات مصر فحلال عليه التدخل وحرام علي الآخرين. راكبي موجة الوطنية المزورة كلهم مقيمون الان في المحروسة مصر . لم تضطرهم مثل السودانيين الآخرين اي ظروف فهم كلهم مقتدرين ماليا . يريدون فقط القرب من الحضن. حضن مصر التي احتلت بلادهم سابقاً ولا تزال تحتل حلايب وشلاتين . الدولة التي تنهب موارد السودان وتزور عملتها وتصحر غاباتها بالقطع الجائر بالتعاون مع عملائها ضباط القوات النظامية لاجل الشيشة في قهاوي المحروسة. الدولة التي كانت خلف كل الانقلابات العسكرية في السودان بصورة مباشرة او غير مباشرة . وهي التي كانت وراء تشجيع البرهان على قطع شرق السودان والميناء وتعويق الانتقال الديمقراطي والانقلاب عليه . وكان الشفيع خضر ينسق لأحمد عدلي قنصل مصر في الخرطوم اجتماعات التآمر في منزله بينما كان صلاح قوش يدبر معهم مآمرات شرق السودان وتحويل ولاء ( الكدايس) الي ولي النعمة الجديد ضابط المخابرات (أحمد عدلي). والنظام المصري هو الذي دبر فض اعتصام القيادة ودبر لاشعال الحرب ليقول لشعبه ان الديمقراطية لا يمكن ان تنجح والأفضل البقاء تحت بوت العسكر وكذلك لإبقاء السودان تحت العسكر العملاء الذين يسمحون باستمرار نهب السودان. والنظام المصري هو الذي قصف مصانع السودان لكي يدمر الصناعة الوطنية لصالح صناعته. هذا النظام المصري هو الذي يرفض التدخل الخارجي في شؤون السودان. ويقصد التدخل الخارجي الحميد من الدول الغربية الذي يريد ايقاف الحرب وإنهاء انظمة العسكر والانقلابات في السودان. وعملاء المخابرات المصرية و"صلاح قوش" و"ياسر العطا" يمكن ان يتحدثوا عن اي دولة لكن لن يقولوا كلمة واحدة عن ألدولة الاكثر سرقة لموارد السودانيين وأحلامهم .. فيا هؤلاء انتم العملاء حقاً، فاخرسوا والا نعود عليكم بكل التفاصيل الأخرى.