بهروب كل قادة الجيش الرئيسيين ما عدا الفريق العطا، وقبلهم التولي يوم الزحف الكبير من قبل فلول وكيزان ودواعش والكتائب الاسلامية من الخرطوم الي بورتسودان شرق البلاد ، تكون العاصمة البديلة ومجتمعاتها مواطني شرق السودان قد اصبحوا امام تحدي حقيقي يتمثل في انه مهما طال السفر سوف يقومون بدفع القسط الاكبر من هذه الحرب. واقع الامر ان فاتورة الدفع قد بدات فعلا في شطف مصاريف، واموال بنوك ومشاريع وعائدات حصة بورتسودان، خاصة والشرق عامة، ويتبدي ذلك في الاتي: اولا- التغير الديمقرافي الذي طال بورتسودان وذلك عن طريق النزوح المهيب والكبير للمتاثرين من مواطني الولايات الاخري التي تضررت بالحرب وعلي راسها هذه الولايات، ولاية الجزيرة بكل قراها ومدنها وحواريها، ومواطني العاصمة المثلثة ومواطني النيل الابيض الخ. هذا الامر انعكس سلبا ليس علي مواطن بورتسودان الذي اصلا يعاني من التهميش منذ المهدية ، بل حتي موارد الشرق عوضا ان تذهب كمصاريف ومرتبات للموظفين، اضحت الان تدخل الي جيوب المليشيات الاسلامية من كتائب البراء ، وكتائب المعتصم ، وكتائب كرتي ، وكتائب مناوي ، حركة العدل والمساواة وبقية سماسرة وقوادين الحرب الذين يحشدون عمال الحقول والمزارع والعاملين في مناجم الدهب كي يقاتلوا في صفوف تلك الملايش وبقية كتائب الجيش الاخري ، كل ذلك يتم علي حساب لقمة عيش المواطن البورتسوداني الفقير المعدم. ثانيا- التولي يوم الزحف الكبير الذي قامت به كتائب البرهان علي كرتي نحو بورتسودان ادي الي افقار الشرق امنيا ، واصبحت هناك سيولة امنية لا مثيل لها ، حيث هناك عشرات بل مئات القصص المرعب لمغتربين رجعوا السودان عن طريق الميناء وتعرضوا لحالات نهب وسلب لامتعتهم وعلي عين رجال الشرطة والجمارك ، داخل الميناء ، دون ان تحرك الاجهزة الامنية ساكنا. ثالثا- بعد مرور عام علي الحرب تحولت مدينة بورتسودان التي كنا نشهي انفسنا بان تكون متنفس للعرسان والسياحة تحولت الي مخازن السلاح الايراني والاوكراني ، وفي ظل الحرب بين حركة حماس واسرائيل حتما تحولت بورتسودان الي نقطة مراقبة من قبل الاسطول السادس الامريكي علي مدخل باب المندب ، وايضا من قبل جهاز الموساد الاسرائيلي، والعديد من اجهزة الامن الدول المجاورة ، هذا يعني انها -اي بورتسودان-ستان،- ربما تكون مستقبلا طرفا في نزاع اقليمي كبير مما يعرض شعب شرق السودان الي متاهة جحيمية. رابعا- تغول المليشيات الاسلامية وكتائب الحركات الدارفورية في مفاصل الامور الامنية في عموم شرق السودان جرد الاجهزة الامنية وعلي راسها الجيش هناك من صلاحيته – واعطي الضوء الاخضر لناس المليشيات بالانتقام من النازحين من غرب السودان للمدينة ، للانتقام منهم تحت زريعة القانون الجديد المريب العجيب قانون الوجوه الغريبة ، حيث بالشبهة فقط ممكن ان يفقد اي مواطن او مواطنة روحة سنبلة. خامسا واخيرا وليس اخرا ، انتشار السلاح تحت مسمي الاستنفار ادي بدوره الي توسع نشاط التهريب ، تهريب البشر والحجر والدهب والمخدرات وهذا بدوره سيزيد من مخاوف دول الاتحاد الاوروبي من ان تتحول بورسودان الي بورتسودان-ستان كبيرة لتهريب البشر الي مدن اوروبا بصورة غير شرعية وقانونية ، بما فيهم تهريب قادة الجماعات الارهابية الي مدن اوروبا الكبري. زبدة القول وسلافة الحكاية ، المطلوب من نشطاء ومثقفي واحزاب شرق السودان داخل وخارج السودان ، العمل من الان علي تنظيف المدينة من هذه التشوهات الخلقية ، وطرد هذه الملايش من تمليش الشرق ، فمن لديه تصفية حسابات مع الدعم السريع عليه ان يذهب الي الدعامة في الاماكن العسكرية التي انتزعها الدعم السريع من هذه الملايش والكتائب ، بدل الاحتماء بمواطني بورتسودان وتحويلهم الي دروع بشرية واقتصادية وامنية من اجل مصالح التنظيم المجغوم.. [email protected]