اخيرا : جاءت الفرصة لموسي هلال لينتقم ويرد الصاع صاعين لابن عمه "حميدتي"!!نشرت صحيفة "الراكوبة" في يوم الاثنين 22/ أبريل الحالي خبر جاء تحت عنوان:- (موسى هلال يعلن انضمامه للجيش السوداني ضد «الدعم السريع») ، هذا الخبر المثير للحد البعيد لم يمر مرور الكرام علي الكثيرين من القراء، بل نزل علي رؤوسهم كنزول الصاعقة ، وايقنوا تماما بعد اطلاعه علي الخبر الملئ برائحة البارود ، أن الحرب المستمرة بين القوات المسلحة وقوات "الدعم السريع" ستاخذ هذه المرة منحني جديد وخطير بعد دخول قوات "الجنجويد " التابعين لزعيم قبيلة "المحاميد" موسى هلال الحرب ضد "حميدتي". القارئ الذي كان يتابع سير العلاقات المتدهورة بين موسي وأبن عمه "حميدتي" في زمن حكم الرئيس المخلوع ، يعرف علي الفور أن قرار انضمام موسي الي جانب الجيش لم ياتي من فراغ ، او واعز وطني او حب الوطن ، وإنما من أجل الانتقام الذي ظل مكبوت داخل صدر موسي منذ عام 2017م عندما هاجم "حميدتي" علي القبيلة وقام بضرب موسي بمهانة شديدة وضربه ضرب مبرح أمام أنظار أهل القبيلة حتي سال الدم من رأسه ، بعدها قام "حميدتي" بوضعه في السجن الحربي لفترة طويلة بدون محاكمات ، ورفض خلالها رفض تام قبول كل "الاجاويد" والواسطات لإطلاق سراح أبن عمه موسي!! ما هي خلفيات الصراع الخفي والعلني والكراهية والمقت الشديد بين موسى هلال وإبن عمه "حميدتي"؟!! عودة الي مقال من مكتبتي في صحيفة "الراكوبة" بتاريخ 17/ أكتوبر 2017م ، تحت عنوان:-(موسي هلال سيبقى في الحبس حتى يتنازل عن (4) مليارات دولار في دبي!!.). في المقال كل الحقائق عن خفايا الصراع بين موسى هلال و"حميدتي". وهاكم أصل القصة من البداية:- جاءت الأخبار في يوم الإثنين 28/ نوفمبر الماضي 2017م ، ان موسى هلال رئيس (مجلس الصحوة الثوري) قد تم اعتقاله ومعه ثلاثة من أبنائه (حبيب ، وفتحي ، وعبدالباسط) إلى جانب شقيق موسى هلال عمر هلال وعدد كبير من معاونيه بعد معركة ضارية جرت في يوم الأحد 27/ نوفمبر الماضي 2017م بين قوات موسى هلال وقوات حرس الحدود التابعة له فى منطقة (مستريحة) بمحلية (كبكابية) بشمال دارفور ضد قوات "الدعم السريع" والتي انتهت بانتصار ساحق وسريع لقوات حميدتي بعد مقتل عشرات من المواطنين وفرار مجموعة كبيرة من قوات حرس الحدود ، واستسلام موسي هلال الذي لم يسلم هو ولا من معه من الضرب المبرح والإهانات علي مرأي من أهل عشيرة موسي هلال. في نفس يوم الاعتقال نقل موسي هلال وبقية المعتقلين الي الخرطوم ، وهناك تم تسليمهم إلى السلطات المختصة تمهيدا لمحاكمتهم بتهمة التورط في مؤامرة خارجية بحسب مزاعم الحكومة التي لم تفصح عن تفاصيل المؤامرة- ومنذ ذلك الوقت في نوفمبر الماضي 2018م تضاربت الاخبار حول أسباب تأجيل المحاكمات طوال احدى عشر شهر دون اي توضيح من الجهات الرسمية في الخرطوم. ولما كانت الخرطوم مدينة لا تعرف الاسرار وكل شيء فيها مكشوف وغير مستور خصوصآ اخبار وخفايا أسرار ما يدور في مكاتب رئاسة الجمهورية ومجلس الوزراء والبرلمان والقوات المسلحة والأمن ، فلم يكن غريبا ان تخرج كل المعلومات عن سبب احتجاز موسي هلال في الاعتقال طوال احدى عشر شهر دون تقديمه لمحاكمة تنتهي سريعا علي شاكلة محاكمات (القطط السمان) التي اصبحت تخرج من المعتقلات بعد تنازلت عن (جزء من الألف) عن ما تم نهبه من المال العام!!،… الا موسي هلال بقي في السجن (الي حين اشعار اخر من حميدتي) لانه رفض بشدة التنازل للحكومة عن مبلغ (4) مليارات دولار اودعها في بنوك دبي ، وهي مليارات جاءت من بيع ذهب مستخرج من منجم جبل عامر في دارفور. قبل عامين ، وتحديدا في يوم الثلاثاء 5/ إبريل الماضي 2016م ، نشرت صحيفة (التغيير) خبر جاء تحت عنوان:- (تقرير أممي : موسى هلال جمع (54) مليون دولار من بيع الذهب للبنك المركزي) ، وجاء في سياق الخبر : (كشف تقرير صادر عن الأممالمتحدة عن أن زعيم الجنجويد موسى هلال جمع ثروة تقدر بأكثر من (54) مليون دولار عن طريق استخراج الذهب من جبل عامر في وقت رفضت فيه روسيا هذا التقرير، وقدمت لجنة العقوبات حول دارفور والتابعة للأمم المتحدة تقريرا الى مجلس الأمن الدولي في ديسمبر الماضي أكدت فيه ان هلال والمتهم بارتكاب جرائم حرب في دارفور جمع هذه الثروة من خلال التنقيب في جبل عامر أحد أكبر مناجم الذهب في الإقليم. وقد وقعت احداث عنف قبلية في جبل عامر الذي يقع في ولاية شمال دارفور في العام 2014م بسبب التنقيب عن الذهب تورط فيها هلال ومجموعته المسلحة أدت الى مقتل نحو (500) شخص بحسب إحصاءات أممية. كما كشفت اللجنة ان تجارة الذهب حققت عوائد للحركات المسلحة بلغت اكثر من (123) مليون دولار منها (54) مليون دولار لموسى هلال ومجموعته ، وحذرت في ذات الوقت من ان عائدات الذهب يمكن ان تسهم في استمرار العنف في الإقليم. وقالت اللجنة الأممية انه وخلال الأعوام من 2010م الي 2014م تم تهريب وتصدير ما قيمته (5.4) مليار دولار من الذهب الى دولة الإمارات العربية المتحدة ، مشيرة إلى ان صادرات الذهب في السودان ارتفعت من (1%) في العام 2008م الى (30%) في العام 2014م . وأكد التقرير ان بنك السودان المركزي يقوم بشراء الذهب من موسى هلال مخالفا بذلك العقوبات المفروضة على أصوله من قبل اللجنة الاممية. كما أشارت الى ان الحكومة السودانية تقوم بتسهيل تحركات موسى هلال وتقديم الحماية والإفلات من العقاب. وقال مندوب السودان في الأممالمتحدة عمر دهب "ان بنك السودان المركزي لا يتعامل مع موسي هلال وليس له اي ارتباطات معه ، موسى هلال لا يتعامل مع بنك السودان وليس لديه حساب مصرفي في البنك". وأضاف "مشكلتنا مع موسى هلال انه يعيش حياه الرعاة والبدو وبالتالي يصعب السيطرة عليه"). علق احد الصحفيين من قبل واكد ان سبب تمديد اعتقال موسي هلال في كل مرة دون تقديمه لمحاكمة لا تعود الي مؤامرة خارجية كما صرحت الحكومة من قبل بذلك. ولا يعود السبب الي كراهية النظام لموسي هلال الذي انقلب علي الخرطوم ، ولا الي انتقام الدكتور حسبو عبد الرحمن من موسي هلال الذي شوه سمعته واتهمه بسرقة مواد تموينية كانت تخص الولاية ، وسبق ان صرح موسي هلال من قبل وقال : ("عندما كنا ندافع عن الوطن كان حسبو يسرق في المليارات من مفوضية الشؤون الانسانية ، ويسرق في العدس والزيوت والمواد التموينية والخيم التي وفرّتها المنظمات للمحتاجين ، وكان يسرق في الخدمات الانسانية ، وخرج من المفوضية بعد ان نهب وسرق ، وكل الشعب السوداني يعرف ذلك"). ما عاد يخفي علي أحد ، أن سبب تجديد اعتقال موسي هلال في كل مرة بلا أسباب واضحة تعود الي ان موسي هلال رفض بشدة وبشكل قاطع بعد اعتقاله التنازل للحكومة عن مبلغ (4) مليارات دولار اودعها في بنوك بدولة الإمارات العربية ، وانه لن يتفاوض مع جهة حكومية او غيرها في شأن خاص يخصه. وقتها ثلاثة مجموعات من الناس علقوا علي مصير موسي هلال بأشكال متباينة : (أ)- الفئة الأولى أكدت ان موسى سيتنازل عن المليارات لانه ادرى بطبيعة النظام الحاكم الذي صفي جسديآ مئات المواطنين!! (ب)- الفئة الثانية ان موسى هلال سيتنازل عن المليارات رغم انفه، وبعدها يصفي خشية ان يعود الي قبيلة (المحاميد) ويعاود المناوشات والاقتتال ضد قوات "الدعم السريع"!! (ج)- الفئة الثالثة اكدت ان موسى هلال قد تنازل بالفعل عن المبلغ المودع في بنوك دولة الإمارات قبل شهور مضت ، ولكن سبب بقاءه في السجن يرجع الي الفريق/ "حميدتي" الذي يود ان يزيد من اذلاله وكسر العين!! بعد أيام قليلة من اعتقال موسي هلال في نوفمبر 2017م ، جاءت الصحف في شهر سبتمبر وافادت ان مدير الشركة السودانية للموارد المعدنية بشمال دارفور محمد ادم موسي اعلن عن تنظيم أسواق الذهب بمنجم جبل عامر بمحلية السريف ومنطقة عين بسارو التابعة لمحلية المالحة. وقال ان تلك الخطوة أدت الى دخول الشركات الوطنية والاستثمارية الجديدة بجبل عامر للعمل وفق موجهات الدولة. ***- وهكذا انتهت سطوة موسي هلال علي منجم جبل عامر ، ولكن لم تنتهي بعد معركة الحكومة مع موسي .. ولمن ستؤول في النهاية هذه المليارات؟!! وجهة نظري الخاصة في هذا الصراع وقتها كانت ان السلطة الحاكمة لن تتساهل مع موسى حول هذا المبلغ الملياري الكبير تمامآ كما لم تتساهل السلطات الامنية في السعودية مع الامير الملياردير السعودي/ وليد بن طلال أرغمته علي تسوية مالية كبيرة قصمت ظهره!! يبقي السؤال مطروح بشدة حول: لماذا تحديدا الان وليس من قبل انضم موسي هلال للجيش ضد "حميدتي"؟!! الاجابة بكل بساطة، أن موسى هلال انتظر بفارغ الصبر حتي تضعف قوات "الدعم السريع" وتشتت قواها وتصبح مطاردة في كل مكان ، عندها يسهل القضاء عليها … وبعدها يقوم موسي بالبحث عن عدوه اللدود "حميدتي" إن كان متواجدا في السودان … أم في فيلا بدبي؟!! . [email protected]