في حياتنا اليومية كسودانيين كثيرا ما نستخدم كلمة "نخا"-، ونقول مثلا:- (الزول ده نخا)، والمعني المقصود هنا – سودانيا – أن الشخص لم يعد قادر علي العطا او انجاز مهمة ما اوكلت له ، وكثيرا ما نستعمل هذه الكلمة في المجال الرياضي عندما لم يعد أحد لاعبي كرة القدم مثلا في تقديم عرض يرضي الجماهير ، ونستعملها ايضا في النقاش عندما يتراجع احد عن كلامه الأول .. أو نقول "السيارة نخت" عندما تعطلت. تذكرت هذه الكلمة عندما بدأت في رصد اداء البرهان العسكري والسياسي خلال الثماني شهور الماضية بعد هروبه من القيادة العامة في الخرطوم الي بورتسودان فجر يوم يوم 25/ أغسطس الماضي 2023م ، وجدته جنرال غير الأول الذي تعودنا علي رؤيته كثيرا منذ عام 2019م حتي قبل مغادرته الخرطوم ، أصبح غير قادر علي أداء اي نوع من الانجاز حتي وإن كان صغير فقد السيطرة تماما بنسبة (100%) في ضبط الامور بحزم وقوة تجاه الفوضى العارمة التي ضربت كل ربوع البلاد بل حتي فشل في اعادة الضبط في القوات المسلحة التي كل مسالكها وشعابها وأين تكمن الاخطاء رغم انه عمل فيها أغلب سنوات عمره. والشيء المستغرب في تصرفات البرهان التي تغيرت من الاسوأ الي الاسوأ كثيرا ، انه في يوم 25/ أكتوبر 2021م قام بمفرده بدون الاستعانة بالقوات المسلحه او باي كتيبة او فصيل تابعة للمؤسسة العسكرية بعمل انقلاب دخل التاريخ علي اعتبار انه أول انقلاب عسكري في العالم يقع والجيش في الثكنات!!… نجد هذا الجنرال الذي قام بهذا الانقلاب النادر اليوم غير قادر علي الخروج من مخبئه العسكري ليكون مثل الاخرين من سكان بورتسودان ينعم بحياة عادية مثل سابقه عمر البشير الذي كان كثير التجوال وأدي الصلوات في جامع كافوري ، وكل تزداد (نخاته) المزرية بصورة ما عاد أحد يتصور أن هذا البرهان سيعمر طويلا ، وأنه لابد – شاء ام ابي- حتما ستأتي نهاية اليمة غير متوقعة. ما هي السيناريوهات المتوقع حدوثها خلال الشهور القادمة ، وتحسم بصورة جازمة بقاء البرهان؟!!، هناك عشرة سيناريوهات إحداها حتما هي التي ستكون. 1- السيناريو الأول: يقوم الفريق أول ركن/ ياسر العطا بانقلاب (أبيض) ويستلم السلطة من الرئيس المخلوع البرهان ويعتقله تحفظيا ويخيره بين البقاء في البلاد او مغادرتها الي تركيا ، ويعتقل ايضا كباشي وإبراهيم ويبقي علي مالك عقار وجبريل ووزير الخارجية في مناصبهم ، ويحل مجلس السيادة والحكومة الحالية ويشكل حكومة عساكر جديدة تدير البلاد بصورة مؤقتة. 2- السيناريو الثاني: إحدي المخابرات الاجنبية التي تتعامل مع نظام البرهان تحذره بمدى توسع ياسر العطا عسكريا وسياسيا ، وكسب محبة الكثيرين من جنرالات وضباط المؤسسة العسكرية الي جاب اشادات لقاها من مواطنين ، واصبحت عنده كتائب اسلامية تدين له بالولاء ، وأن ياسر (ماكل الجو!!) ، وانه قد حان الوقت ليقوم (البرهان) بعمل عاجل "يتغذى بياسر قبل أن يتعشى به"، ويتلقى البرهان نصيحة من هذه الجهة الاجنبية أن يسارع بعزل ياسر من منصبه ويعيد ترتيب كل شيء من جديد بحيث تكون كل السلطات في يده ، والا يتساهل مع الكتائب الاسلامية ومن هم يديرونها. 3- السيناريو الثالث: في حالة فوز القوات المسلحة بالحرب وتدحر تماما قوات "الدعم السريع" وينتهي امرها يقوم البرهان باعلان حالة الطوارئ في كافة البلاد وفرض إجراءات بالغة القسوة ضد المواطنين ، ويحل مجلس السيادة ويعيد ترتيبها بحيث تكون الغالبية العظمي من العسكر، ويشكل حكومة عسكرية مؤقتة تدير البلاد لمدة اربعة اعوام ، ويعلن أن الفترة الانتقالية تمتد حتي عام 2030م ، وبعدها تجري الانتخابات ، وبعد تشكيل حكومة ما بعد الانتخابات يتنحى عن السلطة للحكومة المدنية ، والعسكرية الي الثكنات. 4- السيناريو الرابع: تزداد الامور اكثر قتامة بعد توسع نفوذ الإسلاميين وكتائبها المسلحة ، وظهور تدخل ايراني روسي اوكراني في المسالة السودانية ، وإدانات من الحكومات الاجنبية ومنظمة الاممالمتحدة علي الانتهاكات المروعة التي طالت ملايين السودانيين ، وانه لا مناص من اصلاح الاحوال المتردية الا بعد اعتقال الجنرال/ البرهان وعدوه اللدود "حميدتي" وتقديمهما فورا لمحكمة الجنايات الدولية علي ارتكابها جرائم ضد الانسانية وأن يسلم حكم البلاد الي المكون المدني بحسب اتفاقية جوبا التي نصت علي مناصفة الطرفين والمدني في الحكم ، وبما أن الفترة التي حكم فيها العسكر البلا وانتهت الفترة في نوفمبر 2021م ، عليه يخضع السودان للسلطة المدنية الي حين اجراء انتخابات. 5- السيناريو الخامس: في حال فوز القوات المسلحة في حربها ضد "قوات الدعم السريع" وانهاء وجودها تمام من الساحة السودانية ، عندها ستكون الكلمة الأولى والمطاعة في كل ما يخص الشأن الداخلي لضباط القوات المسلحة الاسلاميين ، وهم الذين قد يطيحون بالبرهان الذي خذلهم وفر بجلده لبورتسودان خوفا من الموت او الوقوع في يد الدعامة ، ويقومون بتعيين قائد أعلي للقوات المسلحة جديد لهم يدير شؤون البلاد ويعيد الانضباط في كل شيء فشل البرهان فيه .. انما عن البرهان يتنحى ولن يعزل احترام لسنوات عمله بالجيش. السيناريو السادس: 6- قال الله تعالي في كتابه الكريم :- (أَيْنَمَا تَكُونُوا يُدْرِككُّمُ الْمَوْتُ وَلَوْ كُنتُمْ فِي بُرُوجٍ مُّشَيَّدَةٍ.).- وقد يعجل الله تعالي بموت البرهان وهو في بورتسودان أو في احدي المناطق الامنة التي يظن لا موت فيها ، ويموت بهدوء شديد مثله ومثل رفقاءه العسكريين السابقيين عبود ، والنميري ، وسوار الذهب. 7- السيناريو السابع: لن يستغرب أحد إذا سمع في يوم ما أن البرهان قد فر بجلده من بورتسودان الي تركيا تاركا خلفه كل شي (الجمل بما حمل) ولسان حاله يردد "خربانة أم بناية قش .. ملعون أبوكي بلد"، فر بعد أن ضاقت عليه كل شيء واشتدت الازمات وما عاد هناك بصيص أمل ، هذا الهروب ليس بغريب علي ضباط القوات المسلحة وتاريخ القيادة قد شهد فصول من هذا الهروب أخره كان هروب البرهان وكباشي ، وقبله هروب النميري والبشير. هذا السيناريو متوقع حدوثه بنسبة كبيرة خصوصا بعد ان وصلت نسبة فوران السخط والغضب عند أهالي بورتسودان الي درجة اقتراب انتفاضة ، فهل يا ترى اذا عمت المظاهرات الغاضبة المدينة يستطيع البرهان كبحها ويتعامل مع المتظاهرين السلميين كما تعامل من قبل مع مظاهرات العاصمة المثلثة ومدن أخرى بالرصاص الحي؟!!… ام يفر منها وهو ادري الي أين يفر؟!! . 8- السيناريو الثامن: هذا السيناريو نسبة احتمال حدوثه ضعيفة لا تتعدي ال(01،%)، هو أن يشترط البرهان لوقف الحرب تماما في كل مناطق القتال ، والعودة بالبلاد الي حال ما قبل انقلابه في أكتوبر 2021م ، وقبوله باعتراف قوات "الدعم السريع" مؤسسة عسكرية لا تخضع للقوات المسلحة ، أن يكون رئيسا للبلاد حتي عام 2030م!! . 9- السيناريو التاسع: يشعر البرهان أن الامور في بورتسودان ما عادت كما دخلها أمل مرة ، وانها ليست علي ما يرام بالنسبة له ولا تسير الامور في صالحه ، وأن وجوده بين أهالي المدينة يسبب لهم الضرر ، فيقرر العود الي الخرطوم في محاولة منه تحسين صورته وتجميل سمعته التي نزلت الي الحضيض ، وأن يدخل القيادة العامة كما خرج منها سابقا ويقود معارك ترفع من صيته في الداخل والخارج. ولكن تبقى المشكلة الكبيرة قائمة وهي:- هل يرحب به ضباط وجنود القوات المسلحة بالقيادة العامة بعد أن خذلهم وأدار ظهره له وفر من القيادة العامة ورفض الاشتراك معهم في القتال؟!! . حال البرهان أصبح في غاية الحساسية فلا هو مقبول في بورتسودان ، ولا مقبول عند ضباط وجنود الجيش ، ومكروه محليا وعالميا ، ومطارد من قبل قوات "الدعم السريع"، واسمه أصبح مسجل في دفاتر محكمة الجنايات الدولية،… وكل ما عنده في السودان سرداب مثل سرداب الخرطوم لا اكثر ولا اقل!! . 10- السيناريو العاشر: ان يتنحي البرهان من تلقاء نفسه ويسلم السلطة للمكون المدني كما نصت اتفاقية جوبا و يأمر بعوده العسكر للثكنات ، وحل مجلس السيادة والحكومة المؤقتة ، وهو سيناريو يستحيل أن يحدث ، في البرهان منذ عام 2019م وهو تواق أن يبقي "الرئيس الخالد" لا ينازعه احد في الحكم وأن يحقق حلم والده أن يبقي حاكما علي البلاد ، وهو الحلم الذي كلف البلاد اكثر من (64) ألف قتيل خلال سنوات حكمه الخمسة ولا يدخل في هذا الرقم ضحايا حرب 15/ أبريل 2023م. هناك سيناريو أخر ولكنه بعيد الاحتمال بدرجة كبيرة هي أن تقوم إحدي فصائل "الحركة الاسلامية" المسلحة باغتيال البرهان ، خصوصا بعد أن توترت العلاقات الي درجة كبيرة بسبب هجوم البرهان عليها وطالب بضرورة ضبطها وحسم الفوضي العارمة التي قامت بها حتي وصلت الي ذبح دارفوريين ذبح النعاج وشوهت بهذا العمل الهمجي صورة النظام في الخارج!! .