بعد هروب البرهان المذل الي بورتسودان في يوم الأحد 27/ أغسطس الماضي وبعد وصوله المدينة سالما معافيا، استلم من بعده الفريق أول/ شمس الدين كباشي دفة قيادة المعارك والإشراف علي سيرها والتخطيط لمراحل تصعيدها، نشرت صحيفة "الراكوبة" في يوم 18/ سبتمبر الحالي – اي بعد (23) يوم من هروب البرهان من البدرون، هي كيف حال الخرطوم المزري اليوم في ظل حكم كباسي وياسر العطا، جاء الخبر تحت عنوان، وهاكم اصل الخبر: الجيش ينتهج سياسة الأرض المحروقة في الخرطوم: (…- خروج الجنرال البرهان من العاصمة كان بمثابة إذن باحتدام المعارك، وهناك علاقة وطيدة بين مغادرته وشدة الاشتباكات وقصف المباني؛ إذ وفر خروجه دوافع اشتداد القتال في العديد من أماكن العاصمة السودانية، وفتح جيوبا جديدة للمعارك لم تكن في خطط الحرب الدائرة حاليا ضاعف الجيش اتّباع سياسة التخريب الواسعة في الخرطوم وتدمير الكثير من البنى التحتية في العاصمة السودانية العريقة بعد أن قرر قائده الفريق أول عبدالفتاح البرهان الخروج منها واختيار بورتسودان مقرا له في المدة الأخيرة. وتهدف سياسة التخريب إلى قطع الطريق على قائد قوات الدعم السريع الفريق أول محمد حمدان دقلو (حميدتي) بتشكيل حكومة موازية تتخذ من الخرطوم مقرا لها، حيث لوح مؤخرا بهذه الورقة ردا على عزم البرهان تشكيل حكومة في بورتسودان. وتنطوي عملية التدمير الراهنة على رغبة ملحة في ترك الخرطوم مدينة مهشمة تماما لا تصلح لاتخاذها مقرا لأي حكومة سودانية في المدى المنظور، وهو ما من شأنه أن يغير طبيعة جغرافيتها السياسية ويخلط الكثير من التوازنات التي رسخت فيها على مدى عقود. عمليات القصف التي تستهدف معالم أساسية في الخرطوم جاءت للتغطية على ما لحق بالفلول من هزائم،وصف متابعون ما يجري في الخرطوم بأنه تطبيق عملي لسيناريو الأرض المحروقة الذي انتهجه النظام البائد في مناطق مختلفة من السودان، فقد واصل الطيران العسكري عمليات القصف المتعمد الذي يستهدف البنى التحتية والمناطق الحيوية في العاصمة لتدميرها. وشملت عمليات القصف: وزارة العدل، ديوان الضرائب، برج الهيئة العامة للمواصفات والمقاييس، برج شركة النيل للبترول. كما تم استخدام البراميل المتفجرة في قصف بعض الأسواق ومناطق مأهولة بالسكان. ويضيف المتابعون أن عمليات القصف التي تستهدف معالم أساسية في الخرطوم وتدمير الكثير من المنشآت الحيوية جاءت للتغطية على ما لحق بالفلول من هزائم عسكرية خلال الفترة الماضية، وتبدو كمحاولة لتبرير العجز في ميدان المعركة. وقالت قوات الدعم السريع على حسابها في منصة إكس الأحد إن عناصر الجيش عندما هُزمت في محيط سلاح المدرعات قصفت المدنيين جنوبالخرطوم، ومنطقة الحاج يوسف في شرق النيل، ومدينة نيالا في غرب البلاد. ومع اقتراب انهيار هذه العناصر في محيط القيادة العامة للجيش قصفت البنى التحتية والمناطق الحيوية. وقالت قوات الدعم السريع على حسابها في منصة إكس الأحد إن عناصر الجيش عندما هُزمت في محيط سلاح المدرعات قصفت المدنيين جنوبالخرطوم، ومنطقة الحاج يوسف في شرق النيل، ومدينة نيالا في غرب البلاد. ومع اقتراب انهيار هذه العناصر في محيط القيادة العامة للجيش قصفت البنى التحتية والمناطق الحيوية. وشدد في تصريح ل"العرب" على أن "تدمير البنى التحتية في السودان هو مصير فرضته الحرب العبثية الدائرة، وبعد أن كان الهجوم على المقرات الرئيسية ذات الطابع العسكري، أضحى التدمير الآن يطال الكثير من المعالم الرئيسية في الخرطوم".) – إنتهي- خبر صحيفة "الراكوبة" اعلاه، يذكرنا بأخر عشرة أيام عاشها ادولف هتلر النازي قبل أن ينتحر، فقد جاءته الأخبار في يوم الخميس 19/ أبريل عام 1945 وهو في القبو مع أخر جنرالاته من تبقوا علي قيد الحياة ، أن القوات الروسية سيطرت بقوة علي (75%) من مساحة برلين، واحتلت بكل سهولة أهم معالم المدينة والمؤسسات الحزبية والعسكرية بعد تراجع القوات الالمانية عنها، وان الروس سيطروا أيضا علي مبني البرلمان والقصر الرئاسي ودار الحزب النازي ، عندها لم يكن أمام هتلر من حل اخر، الا أن اصدر توجيهاته الصارمة للضباط والجنود الذين يقاتلون الروس في الشوارع، أن يهتموا بقصف كل المباني الرئيسية والوزارات والمتاحف والقصور الموجودة في برلين قصفا يدمر المدينة يحيلها الي كوم من التراب حتي لا يستفيدوا منها القوات الروسية بعد احتلالها. جاء في كتب التاريخ أن، هتلر انتحر في يوم الاثنين 30/ أبريل عام 1945 وخلف وراءه خراب برلين بما يعادل في قوته زلزال بدرجة (8.9) – وجاء في موقع "ويكيبيديا": (أن 8.9 – هو أقصى درجة انهيار كلي للمدن وتغير هام على سطح الأرض.).، يمكن القول أن القوات الروسية احتلت ركام مدينة لم يكن بها سنتمتر واحد سليم يمكن للجنود الروس ان يرتاحوا فيه!! ما أشبه الليلة في الخرطوم ببارحة برلين عام 1945، حالها اليوم لا يختلف بأي حال من الاحوال عن العاصمة الألمانية بعد الحرب العالمية الثانية ، دمار شامل في كل مكان، وتزداد يوميا رقعة الخراب بسرعة البرق ، بل حتي البدون في القيادة العامة الذي اختفي فيه البرهان طوال مدة خمسة شهور ما كان محل أمن وأمان للبرهان مما اضطره الي الهروب منه قبل أن يتهد علي رأسه ومعاونيه. كم هو غريب أمر هذا التاريخ الذي أعاد نفسه في السودان بنفس ملامح ذلك الزمن الأغبر في برلين عام 1945، اختفي هتلر وقتها في سرداب متين علي عمق كبير الأرض، ومن هناك أمر ضباطه وجنوده بدمار العاصمة،…. وقلده فيما بعد البرهان الذي قبع في سرداب هزيل، ومن هناك اصدر توجيهاته باستمرار المعارك، وبعدها قامت الطائرات الحربية التابعة لجيش بضرب القصر الرئاسي ، وقبلها نسفت الطائرات القصر الجمهوري القديم، وانهالت القذائف والصواريخ علي المناطق السكنية ومنازل المواطنين، وطورت القوات المسلحة من أسلوب الدمار، وواصل الطيران العسكري عمليات القصف المتعمد الذي استهدف البنى التحتية والمناطق الحيوية في العاصمة لتدميرها، وشملت عمليات القصف: وزارة العدل، ديوان الضرائب، برج الهيئة العامة للمواصفات والمقاييس، برج شركة النيل للبترول. كما تم استخدام البراميل المتفجرة في قصف بعض الأسواق ومناطق مأهولة بالسكان. الفرق بين انتحار هتلر في القبو، وهروب البرهان من البدون، أن الأول بمجرد أن تم اعلان انتحاره بشكل رسمي توقفت الحرب في يوم الثلاثاء 9/ مايو 1945، وتوقف القتال تماما في كل ارجاء المانيا. اما البرهان فانه بعد أن "كب الزوغة" وهرب من البدرون وفر الي بورتسودان، اشتدت بعدها حدة المعارك في العاصمة المثلثة وكردفان ودارفور ودخلت اخيرا ولاية الجزيرة!!! هرب البرهان من الخرطوم وحال لسانه يقول "انا ومن بعدي الطوفان"، ولي وهرب في ظروف غريبة ومبهمة مازالت خفاياها خافية عن الجميع، فر وترك الخرطوم تاركا خلفه "الجمل بما حمل"، وانطبق عليه القول المعروف "الخواف ربى عياله"… غادر الخرطوم الغارقة في دمار وخراب وهو يردد "خربانة أم بناية قش"!! [email protected]