بعد مشاركة لجان المقامة السودانية وتجمع المهنيين السودانيين في أكبر ثورة، أطاحت بالمخلوع المشير عمر حسن البشير من منصبه، حدث تغيير بارز حيث قام الثوار بالاعتصام أمام القيادة العامة واختاروا دعم خيار الشعب الملازم محمد صديق وبعض أفراد القوات المسلحة السودانية الذين وقفوا بجانب الثورة ديسمبر المجيدة 2019. مخالف سعادتك تعبير "مخالف يا سعادتك والرهيفة التنقيد" الذي اشتهر به الملازم محمد صديق كلفه الكثير. بعد فض اعتصام القيادة العامة وتوقيع اتفاقية قوى إعلان الحرية والتغيير في السودان، وتشكيل المجلس العسكري الانتقالي للفترة الانتقالية، إصدار قرار من قيادة القوات المسلحة بإحالة الملازم محمد صديق وعدد من الضباط إلى التقاعد والمعاش، رغم صغر سنهم، أثار هذا القرار غضبًا شديدًا، حيث أعلن رواد منصات التواصل الاجتماعي رفضهم التام لهذا القرار في ذلك الوقت، خاصة صفحات لجان المقاومة وبعض السياسيين. اسر واستشهاد ومنذ بداية الحرب بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع في العاصمة الخرطوم، واصل الملازم محمد صديق قتاله ضمن صفوف الجيش، وأقسم على دخول مصفاة الجيلي ببحري، حيث تداول بعد ذلك عدد من رواد مواقع التواصل الاجتماعي صورا ومقاطع فيديو تظهر جثمان الملازم أولا محمد صديق مُستلقيا على الأرض بعد اسره من قبل قوات الدعم السريع. كشف الفيديو محاولة قوات الدعم السريع إهانة الشهيد محمد صديق الذي ظل صامدا حتى استشهاده. و ترحم المتحدث باسم لجان مقاومة مدنية الخرطوم، معاذ خليل، على استشهاد الملازم محمد صديق وقال: "رحم الله من خالف تعليمات دفن الدقن، فقيد الشعب الذي انحاز لشعبه ثورته واستشهد شامخا". وأضاف أنه كان بطلًا في حياته ومماته، ولمثله تكتب كتب التاريخ. وأوضح خليل، في تصريح ل "الراكوبة"، أن خبر استشهاده أثر بشدة عليهم وأنه لم يتخلف يومًا واحدًا عن واجبه تجاه شعبه، مشيرًا إلى أن المليشيا قتلته بدم بارد في جريمة أخرى تضاف لجرائم المليشيا الطويلة وهي جريمة حرب مكتملة الأركان. احالة وجريمة واعتبر عملية إحالته إلى التقاعد والمعاش من قبل رئيس مجلس السيادة أنها متناغمة مع قيادة المليشيا آنذاك لما رأته فيه خطرًا عليهم، لأنه كان مؤمنًا بخيارات شعبه وثورته، ملتزمًا بواجبه في حماية شعبه، فشعروا بخطورته وبخطورة آخرين من شرفاء المؤسسة العسكرية وعائقًا أمام مشاريعهم للوصول إلى الثورة وتطلعات الشعب، فقاموا باحالته. وبدأ المحامي المعز حضرة حديثه بالترحم على روح الشهيد محمد صديق الذي نال استشهاده اهتمامًا عظيمًا من الشعب السوداني لأنه يمثل رمزًا لثورة ديسمبر، حيث وقف في أبريل حاميًا للشباب الاعتصام، وبالتالي لم ينسى الشعب هذا الموقف. ويقول حضرة، في تصريح ل "الراكوبة"، إن من الناحية القانونية وعبر الفيديوهات التي أثبتت أنه كان أسيرًا ولم يكن مصابًا وظهر بكامل صحته، إنها جريمة حرب بتصفية أسير وقتله وتعتبرجريمة ضد الإنسانية، وطالب بمعاقبة فاعلها وأن تقوم قوات الدعم السريع بإجراء تحقيق في هذه الجريمة، مشيرًا إلى أن الأسير يجب أن يعامل بطريقة محددة وفقًا للقانون الدولي ولديه حقوق، من ضمنها التواصل مع أسرته. وأوضح المحامي أن ما حدث لمحمد صديق جريمة قتل كاملة الأركان، وأعرب عن تأسفه على صمت الدعم السريع بعدم صدور بيان حول الحادثة، وقال إنه أيضًا ظلم من قيادة الجيش بعدم إعادته للخدمة بعد استشهاده، دعمًا لأسرته.