من المسؤول عن تطوير الجنجويد من مرحلة مليشيا الى جيش يقاوم بضراوة جيش دولة شبه مكبل ويساعد على تفكيك الدولة . نحن نعيش رواية وتمثيلية جيدة النص والاخراج وما ترونه الان على خشبة المسرح هو جزء من الحقيقة والباقي يدور خلف الكواليس.. صوروا لنا ان النظام السابق وحش وسيبتلعكم واننا سناتي لكم بالديمقراطية والعدالة وبكل سذاجة صدقنا الرواية وبعد مرور الايام اكتشفنا نحن ابناء الجزيرة اكثر المتضررين من عدالتهم وديمقراطيتهم ومن غياب الدولة وانتشار المليشيات التي تقتل وتهجر وتنهب وتغتصب .. الان قرى باكملها فارغة تماما من سكانها من المستفيد ؟ تحت سمع وبصر العالم والجيش .. لا توجد قرية من قرى الجزيرة الوادعة والا اطالتها يد تتر العصر من نهب وقتل واخرها قرية ود النورة القريبة من قيادة الجيش والتي قال عنها اهل القرية قيادة مكبلة وسلم فيها الروح 200 شهيد ومئات الجرحى علي الاقل ونهبت جميع ممتلكاتهم ولم يعثروا على قطعة سلاح واحدة في القرية اخطر سلاح يمتلكه مواطن القرية طورية او منجل او كوريك ودفنوا الشهداء في ميدان كرة قدم القرية .. ان الحرب كانت تمثيلية والهدف هو تهجير اهل الجزيرة والاستيلاء على اراضيهم .. مهما فعل النظام السابق فينا من ممارسات الذي صوروه لنا انه غول ووحش لم يفعل بنا كما فعل هؤلاء المستجلبون من خارج الحدود ولن يسمح لهم ان يفعلوا فينا ذلك لذلك سعوا في تفكيك الدولة اولا وجلب عملاء لتنفيذ ما يريدون لينفردوا بالضحية واطلقت ايادي تتر العصر واعطاهم حق ذبح الضحية دون الاستئذان من احد . ما تفعله مليشيا الجنحويد في الجزيرة ومناطق اخرى ليس افعال شخص يريد ان يحكم وشخص جاء من اجل العدالة والحرية او شخص يصور لنا ان قلبه علي الوطن .. ما يقوم به بالوكالة لتفكيك الدولة . وهذا ليس بالمستغرب في نظام عالمي استطاع تفكيك الاتحاد السوفيتي تاني دولة عظمى في العالم بايادي سوفيتية خالصة ومازال سر تفكيك الاتحاد السوفيتي الدولة العظمى غامضا . فما بالك بدولة كالسودان .