جوبا (رويترز) - قال جنوب السودان يوم الجمعة انه سيقدم لشمال السودان عدوه السابق في الحرب الاهلية النفط بأسعار مخفضة والمساعدة المالية اذا تخلت الخرطوم عن مطالبتها بمنطقة أبيي الحدودية المتنازع عليها. وأصبح جنوب السودان احدث دولة افريقية في يوليو تموز بعد التصويت في استفتاء اجري بموجب اتفاق السلام الذي ابرم بين شمال وجنوب السودان عام 2005. لكن الجانبين ما زالا في حاجة لتسوية عدة خلافات مثل اقتسام عائدات النفط الذي يعد شريان الحياة لاقتصاديهما. واصبحت دولة جنوب السودان التي ليست لها منافذ على البحر تسيطر على ثلثي انتاج النفط السوداني اي حوالي 500 الف برميل يوميا لكنها تحتاج الى الشمال لاستخدام منشاته للتصدير. ولم تدفع جوبا اي مبالغ حتى الان منذ ان اخفق الجانبان في التوصل الى اتفاق بشأن الرسوم. وأدى فقدان الشمال لعائدات النفط الى اضطراب اقتصاده مع ارتفاع نسبة التضخم بالبلاد. وقال كبير مفاوضي جوبا باقان اموم لرويترز ان جنوب السودان يعرض الان على الخرطوم بيعها النفط بسعر مخفض ومبلغا لم يكشف عنه من الاموال بالاضافة الى الاعفاء من جميع المتأخرات من حصة النفط التي يطالب بها الجنوب عن فترة ما قبل الاستقلال. واضاف "هذه حزمة مقابل ان تضمن حكومة السودان سلامة اراضي جنوب السودان بالموافقة على نقل أبيي الى الجنوب والتخلي ايضا عن اي مطالب بشأن مناطق على حدود جنوب السودان يطالبون بها." وستدفع جوبا ايضا رسم عبور لاستخدام منشات الشمال النفطية بمجرد ان يتوصل الجانبان الى اتفاق. وانهارت المحادثات الثنائية في اغسطس اب بعد ان طالب الشمال بمبلغ 32 دولارا عن البرميل الواحد وهو ما رفضته جوبا. وقال اموم "حتى الان الجنوب يبيع نفطه بدون رسم عبور. امل ان نتوصل الى اتفاق قريبا لكن الامر كله يتوقف على الارادة السياسية خاصة في الخرطوم. يبدو ان الخرطوم تشعر بالمرارة." ولم يصدر اي رد فعل فوري من حكومة الخرطوم اليوم الجمعة وهو يوم عطلة. وارتفعت معدلات التضخم في شمال السودان منذ استقلال الجنوب حيث اصبحت الواردات اكثر غلاء بسبب نقص عائدات النفط مما تسبب في اندلاع احتجاجات صغيرة مناهضة للحكومة. ويفتقر جنوب السودان للتطور لكن ارتفاع دخل الفرد يزيد عن مثيله في بعض جيرانه الافارقة بسبب ارتفاع اسعار النفط. وابرم جنوب السودان تعاقدات لبيع النفط بقيمة 2.14 مليار دولار منذ الاستقلال. ويطالب شمال وجنوب السودان بمنطقة أبيي وهي منطقة حدودية تحتوي على اراض خصبة للرعي استولت عليها الخرطوم في مايو ايار بعد هجوم جنوبي على قافلة للجيش. وتشرف قوات حفظ سلام اثيوبية تابعة للامم المتحدة على وقف اطلاق النار منذ يوليو تموز. وكان من المقرر ان تجري منطقة أبيي استفتاء مثل جنوب السودان لكن هذه الخطوة لم تتم بسبب خلاف بين الجانبين على التعداد السكاني. ويتعين على السودان وجنوب السودان ايضا التوصل الى حل للحدود المشتركة المضطربة وغير المرسومة جيدا.