قال مفاوض دولة الجنوب باقان أموم، إن دولته تعرض على السودان النفط بأسعار مخفضة والمساعدة المالية إذا تخلت الحكومة عن مطالبتها بمنطقة أبيي المتنازع عليها. وردت الحكومة السودانية أمس على العرض، وقالت إنها «لن تتنازل عن أبيي مهما كان الثمن»، وأعتبرته « عرضاً رخيصاً وأوهاماً» ، وقال مستشار وزارة الاعلام والاتصالات د.ربيع عبد العاطي إن الحكومة لن تستجيب للضغوط، وأن مثل هذه العروض لا تتناسب مع الطالب ولا مع المطلوب. من ناحيته، قال أحد قيادات قبيلة المسيرة التي تقطن «أبيي» حريكة عز الدين، إن المنطقة شمالية وستظل شمالية، وليست قابلة للمساومة. وذكر باقان لرويترز أن جنوب السودان يعرض الآن على الخرطوم بيعها النفط بسعر مخفض ومبلغاً لم يكشف عنه من الأموال، بالإضافة إلى الإعفاء من جميع المتأخرات من حصة النفط التي يطالب بها الجنوب عن فترة ما قبل الاستقلال. وأضاف أموم: «هذه حزمة مقابل أن تضمن حكومة السودان سلامة أراضي جنوب السودان بالموافقة على نقل أبيي إلى الجنوب والتخلي أيضاً عن أي مطالب بشأن مناطق على حدود جنوب السودان يطالبون بها». وستدفع جوبا أيضاً رسم عبور لاستخدام منشآت الشمال النفطية بمجرد أن يتوصل الجانبان إلى اتفاق. وانهارت المحادثات الثنائية في أغسطس بعد أن طالب الشمال بمبلغ (32) دولاراً عن البرميل الواحد وهو ما رفضته جوبا. وقال أموم: «حتى الآن الجنوب يبيع نفطه بدون رسم عبور. آمل أن نتوصل إلى اتفاق قريباً لكن الأمر كله يتوقف على الإرادة السياسية خاصة في الخرطوم.. يبدو أن الخرطوم تشعر بالمرارة».