إنها أسطوانتها الأولى التي حملت عنوان 'فوق الكلام' تجمع 10 أغنيات منوعة. فيفيان مراد فنانة مجتهدة، تتعب على نفسها، وتتروى في مسيرتها واختياراتها. الفنان محمد الرفاعي أخذ بيدها في تحقيق حلمها الأول وهو أعطاها أغنيات كثيرة أهمها 'الأيام' التي تراهن أنه سيكون لها شأن في عالم الغناء عندما تصورها فيديو كليب. مع فيفيان مراد كان هذا الحوار: *هل أدت أسطوانة 'فوق الكلام' إلى تغير في مسيرتك الفنية؟ *بكل تأكيد، فما من خطوة نقوم بها مهنياً إلا ويكون لها انعكاسها على مسيرتنا. صرت أكثر وعياً في التعامل مع عملي، وأكثر تروياً في كل خطوة أقدم عليها. من دون شك بدأت مسيرتي الفنية تدخل أكثر وأكثر إلى درب الاحتراف. بعد هذه الأسطوانة التي شكلت نوعاً من هوية لي صارت كل خطواتي محسوبة بدقة. *هل كنت بانتظار الأسطوانة لتعيشي كل هذا التغيير أم أنها محطة فرضت نفسها عليك؟ *إنها المحطة التي فرضت نفسها. فان يكون للفنان أسطوانة تحمل اسمه واختياراته وصوته، فهو وضع يختلف تماماً عن فنان ليس له ما يعرّف به. حالياً أدرس أي عرض أتلقاه بدقة. وصار بإمكاني الاختيار. كما أن مطالبي وشروطي اختلفت. فالفنان يكبر وبالتدريج نتيجة اجتهاده'. *بعد مرور أربعة أشهر على صدور اسطوانة 'فوق الكلام' هل شعرت بأن جهودك وظفت في المكان الصحيح؟ *أكيد. وهذا يستدعي أن لا أستكين. يبقى بذل الجهود ضرورياً وبالحد الأقصى. ولا بد من الاهتمام بالصورة التي يجب أن يراها الناس عن الفنان. وعلى الفنان تذكير هذا الجمهور به من خلال الأعمال الجميلة المتواصلة. نتيجة هذه الأسطوانة أفرحتني. والمبيعات في مراكز 'الفرجن' عالية جداً ولم أكن أتوقعها. وشركة ميلودي طلبت الاسطوانة بإلحاح وقدمتها لها لتقيم لها الدعاية والإعلان على شاشتها وعبر أثير إذاعتها'. *كان لصبرك طوال السنوات الماضية ثماره؟ *أشكر الله على هذا التوفيق. فقد وجدت التهنئة من كبار صنّاع النجوم منهم نصر محروس. وهو لم يقل لي مبروك على سبيل المجاملة بل ناقشني في كل أغنية. ونصر محروس يشكل بالنسبة لي سنداً فنياً إلى جانب الفنان محمد رفاعي'. *بين أحلام البدايات في الفن والغوص في واقعه هل من فرق كبير؟ *الفرق أكيد كبير. الفتيات يحلمن بفارس الأحلام، وفي أحيان تقع عليهن الصدمة ولا يكون هو الفارس المنتظر. لكن هذا لم يكن واقعي في الفن مطلقاً. للفن حلاوته في التواصل مع الجمهور. أما مصاعبه الحالية فهي في الإنتاج الخاص وغير المسنود من شركة، وليست هناك مصاعب أخرى. إنما في كل الأحوال يجب أن يكون الصبر شعاراً يترافق مع الفنان'. *هل تأملين أن يأخذ نجاح الأسطوانة الأولى بيدك إلى شركة إنتاج؟ *أكيد. وهذا ما حصل في أسطوانة 'فرق الكلام' التي طلبتها شركة ميلودي وبإلحاح بعد معاينة نجاحها'. *ما هو ضابط الإيقاع الذي ساعدك في اختياراتك الغنائية في اسطوانة 'فرق الكلام'؟ *انه الأخ والصديق وسندي الفني الفنان والشاعر محمد الرفاعي. هكذا كان حضوره في هذه الاسطوانة. ولا أنسى حضور نصر محروس'. *وماذا عن هذه الصلة الوثيقة مع محمد الرفاعي؟ *كان التعارف عن طريق الصدفة. ترددت كثيراً إلى مصر حيث سجلت الأغنيات. وسريعاً وجدنا أنا ومحمد الرفاعي تفاهماً وتلاقياً في الأفكار، وكان لنا الإحساس حيال النغمات الموسيقية. كما أني أحب موسيقاه وأعماله ككل ومن زمن بعيد'. *ولهذا كانت له الحصة الأكبر كشاعر وملحن في الاسطوانة؟ *كان ذلك طبيعياً. فهو أخذ الأغنيات من طريق الكثيرين والكثيرات ووضعهم بمتناول فيفيان مراد، وهذا ما لن أنساه طوال عمري. فهو على سبيل المثال أخذ أغنية 'أيام' من طريق فنانة كبيرة جداً، فقط لسبب أنه لمس أن الأغنية بصوتي أجمل من صوتها. هو أعطاني هذه الأغنية من كل قلبه. وهو طلب مني تصويرها وسوف أفعل في القريب العاجل'. *نعرف أن محمد الرفاعي أخذ بيد الكثير من الفنانين اللبنانيين إلى درب النجومية الكبرى فهل تتوقعين الأمر نفسه من 'أيام'؟ *'أيام' سوف تكسّر الأرض. وهي ستجد قبولاً من الناس بنسبة تعادل كافة أغنيات الأسطوانة. فقط دعمت في الوقت الحالي 'فوق الكلام' لأنها سريعة الإيقاع، وأجواؤها صيفية'. *نعرف أنك غنيت في باريس لمدة خمس سنوات ألم يكن لك خلالها حضور في حفلات خارج فرنسا؟ *'لازمت باريس لخمس سنوات ونصف السنة. ومن ثم غنيت في كازابلانكا، وفي تونس، ولاحقاً غنيت لأربع سنوات في دبي وفي كافة دول الخليج العربي'. *هذه السنوات الطويلة من العمل كم ساهمت في بنائك؟ *'هي التي بنتني كفنانة تغني مباشرة ورسختني كفنانة مسرح'. *كنت في سنوات عملك مطلوبة باستمرار لماذا إذاً قدمت أغنية 'ما بي شي' الخليجية وغبت عن تقديم جديد لسنتين؟ *'قدمت 'ما بي شي' لأني كنت أغني في الخليج وجمهوري جميعه هناك، كما أن الأغنية شكلت إضافة لعملي هناك. ولم يكن متاحاً ترك العمل والقدوم إلى لبنان من أجل هدف إعلامي يختص بأغنية، في حين كنت بانتظار شركة تأخذ بيدي لتكون لي أسطوانة كاملة. وهذا ما لم يوفقني الله به. ويمكن اعتبار هاتين السنتين من الغياب الإعلامي هما للتحضير للاسطوانة. وأي عمل غنائي يحتاج لمثل هذا الوقت الطبيعي من الاجتهاد'. *هل تعتبرين 'ما بي شي' أول بطاقات التعريف بك أم انه عمل خاسر؟ *'بالعكس هي كانت أكثر من بطاقة تعريف. أحببت الأغنية وفرحت بها كثيراً، كما كانت سبباً للكثير من العمل والحفلات'. *ما بي شي صورتها مع رندلي قديح ومن ثم فوق الكلام مع رندا العلم فهل ظهرت في المرتين بالصورة التي تريدينها في الفيديو كليب؟ *'كل منهما تركت في عملي أثراً جميلاً. تعاوني مع رندا العلم كان بهدف تحقيق نقلة نوعية، فهي أظهرتني ضمن أفكار جميلة. نحن تحادثنا على الهاتف عندما كانت رندا في الولاياتالمتحدة حيث تقيم، وقد انتظرت عودتها ستة أشهر. الناس أحبوا الأفكار التي قدمناها معاً'. *هل من رسالة تريدين إيصالها من خلال أغنية شو صاير فيك؟ *'تقول الأغنية 'شو صاير فيك ولا مرة بتغازلني هيك قلبي بيحكيك بتشيلن عني لعينيك صاير إنت ولا على بالك'. كذلك في هذه الأغنية رسالة كما في أغنية فوق الكلام التي كنت فيها المرأة التي ترفل بكل مظاهر الثراء، في حين كانت المرأة تطلب رجلاً مهضوماً يهتم بها ولا يغرقها بالمال والمجوهرات. وهنا كانت طاولة البوكر عبارة عن مسرح الحياة وما تتضمنه من خسارة وربح. وفي أغنية شو صاير فيك تعاني المرأة أيضاً من الملل والتبدلات التي تطرأ على مزاج الرجل'. *تجيدين اللغات الفرنسية، الإسبانية، الإيطالية والإنكليزية.. *تقاطعني وتقول: والتركية وقليل من الهندية. *هل ستستفيدين من هذه اللغات عبر خطة غنائية للمستقبل؟ *'أفكر كثيرا في أن تكون لي أغنيات فرانكو أراب في المستقبل. الفكرة لم تتبلور بعد إنما هي هدف. أرغب في أن أكون مطلوبة وصاحبة أثر في أي خطوة فنية أقوم بها. إنما في الفن يجب أن تكون الخطوات متدرجة ولا يجب أن تتداخل فأحدنا يضيع. العمل يلزمه ذكاء وترو'. القدس العربي