يجتمع مجلس الامن اليوم لبحث مشروع تقرير حول طلب الترشيح الفلسطيني لنيل العضوية الكاملة في الاممالمتحدة، ولكن خلافا لما حصل في اليونيسكو فان التصويت على هذه العضوية، المرجح حصوله بحلول نهاية العام، ستكون نتيجته سلبية. وسيبدأ المجلس النظر في هذا التقرير الذي من المفترض ان يقدم رسميا في 11 تشرين الثاني الجاري الى جلسة نهائية يعقدها المجلس على مستوى السفراء حول هذا الموضوع. وبعدها يتعين ان يطلب عضو واحد على الاقل من اعضاء المجلس ال15 احالة الطلب الفلسطيني على التصويت، الذي قد يجري بحلول نهاية تشرين الثاني الجاري، ولكن حتما قبل نهاية العام، كما يؤكد دبلوماسيون. وعندما سيجتمع مجلس الامن للتصويت على طلب العضوية لا بد من ان يحوز هذا الطلب موافقة تسعة على الاقل من اعضاء المجلس، شرط عدم استخدام اي دولة دائمة العضوية حق الفيتو الذي تتمتع به، من اجل صدور توصية ايجابية عن المجلس باحالة الملف على الجمعية العامة، ولكن الفلسطينيين لم يتمكنوا من حشد الاصوات التسعة اللازمة. ولكن حتى لو تمكنوا من حشد اصوات تسعة اعضاء في المجلس فان واشنطن حذرت علنا من انها ستستخدم حق الفيتو لوأد المبادرة الفلسطينية مع ما لهذا الامر من انعكاسات سلبية على صورة الولاياتالمتحدة في العالمين العربي والاسلامي. وقال سفير البرتغال في الاممالمتحدة جوزيه فيليب مورايس كابرال، الذي تتولى بلاده الرئاسة الدورية للمجلس هذا الشهر، خلال مؤتمر صحافي مساء الاربعاء انه لا يعرف ما اذا كان التصويت على الطلب الفلسطيني سيجري في تشرين الثاني ام لا. وقال «ولكن لا اعتقد اننا كنا بطيئين» في دراسة طلب الترشيح الفلسطيني، مشددا على انه اذا كان طلب انضمام جمهورية جنوب السودان الى الاممالمتحدة الذي تم اقراره في غضون ايام في تموز ،فانه «لا يمكن المقارنة بين حالة جنوب السودان وحالة فلسطين». وبدأ المسعى الفلسطيني في الاممالمتحدة بطلب قدمه الرئيس محمود عباس في 23 تشرين الاول اودع بموجبه الامانة العامة للمنظمة الدولية طلب الترشيح الذي تعارضه اسرائيل بشدة وتؤيدها في هذا الولاياتالمتحدة التي تشدد على وجوب استئناف المفاوضات المباشرة بين اسرائيل والفلسطينيين. من جهة اخرى ، امر رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو امس بوقف التمويل الاسرائيلي لمنظمة الاممالمتحدة للتربية والثقافة والعلوم (يونيسكو) حسبما اعلن الناطق باسمه . وقال مارك ريغيف ان «رئيس الوزراء امر بتجميد مساهمات اسرائيل لليونيسكو». وتبلغ مساهمة اسرائيل السنوية لليونيسكو مليوني دولار. وتعرضت اسرائيل لصفعة دبلوماسية الاثنين بالتصويت على انضمام فلسطين الى اليونيسكو. وقررت اليونيسكو الاثنين في باريس قبول فلسطين كعضو كامل العضوية بتأييد 107 دول ومعارضة 14 بلدا وامتناع 52 عن التصويت. ولم تنتظر الولاياتالمتحدة طويلا الاثنين لمعاقبة منظمة اليونيسكو بعد الموافقة على منح فلسطين عضوية كاملة فيها، فاعلنت التعليق الفوري لتمويلها للمنظمة التابعة للامم المتحدة. واكدت ادارة الرئيس باراك اوباما انها ملتزمة بقانونين اقرهما الكونغرس في 1990 و1994، يحظران تمويل اي وكالة تابعة للامم المتحدة تمنح فلسطين العضوية الكاملة ما لم يتم التوصل الى اتفاق سلام في الشرق الاوسط. ويعتبر تعليق التمويل الاميركي ضربة قاسية لليونيسكو اذ تساهم الولاياتالمتحدة ب22 بالمئة من ميزانيتها بتقديمها حوالى ثمانين مليون دولار في السنة. من جانبها ، استنكرت جامعة الدول العربية قرار الحكومة الاسرائيلية وقف صرف عائدات الضرائب والأموال المستحقة عليها للسلطة الوطنية الفلسطينية. وقال بيان اصدرته الامانة العامة للجامعة امس ان مجلس الجامعة يستنكر بشدة القرار الاسرائيلي وكذلك اعلان اسرائيل بناء 2000 وحدة استيطانية جديدة، وتهديداتها المستمرة بالعدوان على قطاع غزة معتبرة ذلك تماديا خطيرا. واعرب المجلس عن استغرابه الشديد لإقدام الولاياتالمتحدة على تجميد مساهماتها المالية في منظمة اليونسكو بسبب منحها العضوية الكاملة لدولة فلسطين، مشيرا الى ان ذلك مؤشر سلبي للجهود المبذولة لإحياء مسار المفاوضات وجهود تحقيق السلام في المنطقة.