الخرطوم- نسرين حسين: رهام عبد الرحمن: يعتبر سوق الكرين من اقدم الاسواق، اذ فاقت شهرته الآفاق ليس على مستوى السودان وحسب، وانما على مستوى الاقليم، وقد استمد السوق خاصية الشهرة كونه اكبر اسواق السيارات بالمنطقة، إذ يحتوي على «66» معرضاً لبيع وشراء السيَّارات من مختلف الأسماء والموديلات والاحجام.. «الصحافة» انتقلت الى سوق الكرين بالخرطوم بحري، بغية الوقوف على الاوضاع بالسوق، وطرح معوقات العمل على المسؤولين في كافة المستويا، لايجاد الحلول لتلك المشاكل، سيما أن اية مخاطر او معوقات، لها مخاطرها على مجمل الحراك الاقتصادي، سيما أن السوق يمثل اكبر كتلة نقدية متداولة في الحراك الاقتصادي داخل البلاد. ونحن نعمل لاجل الدخول لمنطقة الكرين الواقعة الى الشرق من شارع الانقاذ- تقاطع الازهري، لفت نظرنا عدم سفلتة الطرق، اضافة لضيقها وحالة التكدس للسيارات، اضافة الى وجود اعداد كبيرة من السماسرة الذين يرى الكثيرون من اصحاب المعارض انهم يشكلون عائقا يسهم في هروب المشتري. يقول الحبر عبد الوهاب الكباشي وهو احد الموردين، ان التعامل في السابق كان يتم بواسطة الشيكات، ولما ارتفعت أخيراً مشاكل عدم التغطية بالنسبة للشيكات وارتدادها، فقد صار التعامل مع المشتري يتم وفق الدفع الآني ونقدا، هذا مع العامة من المشترين. وبالنسبة لاصحاب الشركات فالتعامل مازال يتم وفق الاقساط، واشار الحبر الى ان المشاكل التي يواجهونها في السوق تتمثل في زيادة الجمارك والجبايات الاخرى. ورفض الحبر الربط بين الكرين وسوق المواسير، اذ ان سوق الكرين قديم وراسخ، والتعامل فيه مباشر بين المشتري وصاحب العربة. وعن انعكاسات سوق المواسير على الكرين قال الحبر إن سوق المواسير قد أسهم بصورة مباشرة في حالة من عدم توفر الثقة، اضافة الى حالة من الركود الحاد وعدم توفر السيولة. عبد الله رحمة صاحب احد المعارض، تحدث ل «الصحافة» قائلا إن المشاكل التي يواجهها اصحاب المعارض تتمثل في الاغلاق الدائم للطرق المؤدية لداخل الكرين، اضافة الى ضيقها في ظل اعتداء بعض اصحاب المعارض على الطرق، إضافة لما تشكله عربات اصحاب المعارض من ضيق للطرقات. وأشار رحمة الى أن الكرين يحتوي على «66» معرضا يدفع اصحابها رسوم رخص تجارية وعوائد ونفايات، اضافة الى ايجار المحلية، ورغم ذلك يتعرض أصحاب المعارض الى خسارات فادحة بسبب السماسرة الذين يسببون الاضرار. ومن جانبه اوضح علي عبود صاحب معرض أن رسوم النفايات باهظمة، وتقدر بحوالي «100» جنيه. وبرغم ذلك لا تحرص الجهات المعنية بجمعها على القيام بدورها، ما يؤدي لانبعاث روائح كريهة. وناشد علي عبود السلطات سد الطريق امام السماسرة لعدم شرعية ما يقومون به. جعفر أحمد طه المدير العام للمركز العالمي لتجميع السيارات، وصف الحركة داخل السوق بالضعيفة طيلة الفترة الماضية، لانشغال الجهات المختصة بالانتخابات، في وقت عملت فيه البنوك على زيادة المقدم من «10%» الى «40%» بالتقسيط، وتلي ذلك تغيير سعر الصرف، مما أثر على سوق السيارات القديمة. وعن الماركات الاكثر السوق قال جعفر ان «70%» من السيارات المستوردة جاءت من كوريا، وعن المشاكل المحيطة بالسوق قال جعفر إن أبرزها ايقاف بنك السودان لاعتمادات الاستيراد والنظرة الى العربية كسلعة كمالية. ونفي جعفر اطلاق صفة «المواسير» معترفا بأن ارتداد الشيكات بات هاجساً. السمسار وليد حسن انتقد ما ظل يسوقه اصحاب المعارض تجاه شريحة السماسرة، مشيرا الى أن عدم توفر السيولة قد أسهم في تراجع السيولة، اضافة الى كثرة المعارض والموردين والموزعين والسماسرة انفسهم، مما ادى الى تقليل حركة البيع والشراء، قائلاً ان سوق الكرين تابع لادارة السكة الحديد، وهو مهدد بالترحيل، ولم يتم حتى الآن تحديد الموقع الجديد. وأشار وليد حسن إلى أن السماسرة هم ضحايا الشيكات المرتدة، وكشف أنهم ظلوا لستة أشهر بلا عمل، لتوقف السوق الذي يعود لارتفاع الجمارك، مما أسهم في تصاعد أسعار السيارات، وعن أفضل موسم السوق قال وليد انه موسم الاعياد.