(الدلوكة) آلة إيقاع لها طابع أنثوي لأنه غالباً تستخدمها البنات في (رقيص العروس) وفي الجلسات الخاصة للنساء وفي (حنة العروس) حيث تقوم النساء بتزيينها وتقوم بالرقص بمجموعة من الرقصات على أنغام الدلوكة وتؤدي البنات الاغاني أثناء أداء العروس لتلك الرقصات.. أغنيات تقليدية تختلط فيها اللغة العربية بالعامية والتي تصف فيها (المغنية) العريس بالكرم والشجاعة مع ضربات الدلوكة.. وأغنية البنات المعروفة في السودان مميزة ببساطة الكلمات واللحن تتناول يوميات الحياة وما يحيط بها وما يجري فيها انعكاساً للواقع مثلها مثل غيرها من انواع الادب .. تغنت للأطباء والمدرسين والمغتربين والجيش.. حيث ارتبطت اغنية البنات بايقاعات الدلوكة .. و تناول هذا الفن كبار الفنانين وقاموا بتغيير بعض الكلمات مع الاحتفاظ بالالحان.. وهناك بعض الفنانات السودانيات ذوات الأصوات الرصينة والرنانة اللائي اشتهرن بغناء الدلوكة مثل الفنانة (حواء الطقطاقة) التي لم يكن يتم الزواج في السابق إلا بوجودها وسط الحفلة وهي تغني وتمجد في (العروسين). ومنذ ثمانينات القرن الماضي بدأ فن (الدلوكة) يتوارى خلف (الاورغ) وغيره من الآلات الموسيقية الحديثة وغابت (الدلوكة) عن حفلات (الزفاف والحناء) و(السيرة) بعدما كانت أساسية فيها .. إذ أن ل(الدلوكة) صوت مميز وقوى ونغمتها مثيرة للحماس، بالاضافة الى كلمات الاغاني التي يحس كل واحد في الحفل أنها تعنيه. إلا أن (الدلوكة) كانت حاضرة في العيد بعدد من القنوات الفضائية بداية بقناة (النيل الأزرق) وقناة (قوون) والفضائية السودانية حيث إستضافت هذه القنوات رائدات في غناء البنات والدلوكة كن لوحات زاهية في برامج العيد.. (إنصاف مدني) بصوتها الدافي ومونيكا وليام وعوضية محمد أحمد ودرية الانقاذ وإيمان لندن وغيرهن.. مما يعني أن الدلوكة لا يتم تذكرها إلا في الأعياد وهذه ملاحظة تحدث عنها الكثيرون.. الفنانة (حنان بلوبلو) قالت: أجمل الغناء هو الذي تؤديه الفنانة بإيقاع (الدلوكة) ولكنه إختفى من الساحة على الرغم من أصالته وحب الناس له، وأضافت: نحمد للقنوات الفضائية إهتمامها بهذا الفن الجميل وإفراد مساحة مقدرة له حتى لو كان سنويا, ولا أبالغ إذا قلت إن كمية كبيرة من المشاهدين نساء ورجالا وشبابا ينكبون أمام الشاشة لمشاهدة الدلوكة, وهي من أبرز التراث الذي يجب أن يحتفظ به المجتمع السوداني حيث كانت قديماً من أهم طقوس الزواج وتحديداً (حنة العروس) قبل ان تصيبها الآلات الحديثة بالعزلة. الراي العام