بيونس أيرس - كريستيان ريلينج – تزدهر جراحات التجميل بين النساء في أمريكا اللاتينية، وليس من النادر أن يدفع بعضهن حياتهن ثمنا لهذه الرغبة العمياء في تحقيق الجمال والحصول على شكل أفضل. هل رأيت لاو الليلة الماضية ؟. إنني لم أعلم أنها أجرت عملية جراحية ". " بالتأكيد، كانت هذه الجراحة منذ شهرين، ولكني أراهما كبيران قليلا . . ". ولاو فتاة صديقة مشتركة بينهما في العشرينيات من العمر وأجرت جراحة لتكبير الصدر مؤخرا. ليس من النادر سماع هذا الحوار في بيونس أيرس وعادة ما يكون على شكل نميمة عابرة. وفي كولومبيا أو فنزويلا لا تكاد عمليات تجميل صدر المرأة تمثل مشكلة كبيرة، فهناك مثلما هو الحال في الأرجنتين تطلب بعض الفتيات من آبائهن الكرماء أن يقدمن لهن هدية عيد الميلاد على شكل جراحة للحصول على صدر مثالي عندما يبلغن من العمر 15 عاما. ويعد بلوغ الخامسة عشرة من العمر بالنسبة للبنات الصغيرات بأمريكا اللاتينية بمثابة الممر الذي يوصلهن إلى مرحلة البلوغ أي أن تصبح البنت امرأة، ولا يتوقف بعض الآباء عن إنفاق المال على هذه الهدية المثيرة للجدل بسبب حقيقة أنه لا تزال أمام بناتهن فترة زمنية كبيرة تسمح لهن بالنمو والنضج. وليست هناك في أمريكا اللاتينية ما يخجل منه كثيرا عند إجراء جراحات التجميل، فمن البرازيل حتى فنزويلا يتم قبول مسألة تزيين وزخرفة الجسم على نطاق واسع، وثمة خيارات كثيرة لتنفيذ ذلك. وفي كالي بكولومبيا المشهورة بموسيقى الصالصا يتم اختيار امرأة تتمتع بأجمل مؤخرة في عرض احتفالي يقام كل عام، وفي هذا العرض تمشي العارضات اللاتي يتمتعن بخصور نحيلة وبمؤخرات كبيرة فوق منصة عرض الأزياء، ومن المستحيل المشاركة في هذه المسابقة بدون مساعدة جراح التجميل. وفي مدينة كولومبية وهي ميديلين فارقت ثلاث سيدات الحياة خلال أشهر حزيران/يونيو وتموز/يوليو وآب/أغسطس من هذا العام في بحثهن عن الحصول على جسم الأحلام وفقا لما ذكرته صحيفة إل كولومبيانو اليومية. وتحذر السلطات الكولومبية غالبا مثلها في ذلك مثل نظيرتها الأرجنتينية من جراحات التجميل غير المشروعة، ولكن حتى السيدات اللاتي يذهبن إلى كبار الجراحين المحترفين يتعرضن لأخطار صحية في سعيهن لإشباع مشاعر الخيلاء. وفي عام 2009 سقطت إحدى النساء الشهيرات في الأرجنتين ضحية للرغبة في الحصول على الانحناءات المثالية لجسمها، فقد توفت سولانجي ماجنانو ملكة جمال الأرجنتين لعام 1994 خلال جراحة تجميل أجريت لها لتقوية مؤخرتها، وتعرضت ماجنانو لإنسداد دموي بالرئة أثناء الجراحة. وأثارت هذه القضية بسرعة الجدل حول إجراء جراحات التجميل بالأرجنتين، غير أن صحيفة كلارين واصلت نشر الأخبار عن تزايد عدد النساء اللاتي يسعين للانتصار على الطبيعة باللجوء إلى هذه الجراحات، ويتم قبول أي شيء للحصول على النتائج المرجوة ابتداء من استخدام الخيوط الذهبية إلى استخدام الدهون المنزوعة من أجزاء أخرى من أجسام الراغبين في التجميل. وذكرت صحيفة كلارين نقلا عن الجمعية الأرجنتينية لجراحات التجميل أنه من كل 50 عملية لتكبير الصدر تكون هناك حالتان فقط للجراحة تحت خط الخصر، وهذه هي الحالة حتى على الرغم من أن عدد العمليات الجراحية في منطقة المؤخرة زادت بنسبة مئة في المئة منذ عام 2006، وحتى رئيسة الأرجنتين السيدة كريستينا فيرنانديز دي كريشنر ليست بمعزل عن جراحات التجميل، ففي عام 2008 أجرت عملية لشد بشرة الرقبة، وتضع الرئيسة الأرجنتينية / 58 عاما / الكثير من مستحضرات التجميل ومن الواضح أنها تعطي اهتماما كبيرا لمظهرها. ولا تتخلف سيدات الأرجنتين اللاتي في عمر الرئيسة في هذا المضمار، وتختار الكثير من النساء اللاتي تتراوح أعمارهن بين أربعين إلى ستين عاما أسلوب جراحات التجميل، ومعظمهن يقمن بذلك لإعطاء شكل جديد لشفاههن. ولا ينتهي السعي للحصول على جسم أفضل حقا بالنسبة لكثير من نساء أمريكا اللاتينية، وتضع البعض عدسات لإضفاء اللون الأزرق أو الأخضر على عيونهن، وهذه الطريقة لا تحمل في طياتها أخطارا صحية إلا أن النقاش يدور بشكل متزايد حول مسألة إجراء جراحة بالليزر لتغيير لون العين. وتشير مجلة كلارين النسائية الإليكترونية إلى انتقادات عديدة لهذه العمليات الجراحية وتتساءل إذا كان ثمة حد في البحث عن الجمال المثالي. وحتى الآن ثمة شيء واحد واضح وهو إن خيارات تزيين الجسم يبدو أنها لا تعرف الحدود.