الجزائر : قالت تقارير إعلامية جزائرية أن عائشة القذافي لم تطلب اللجوء السياسي لدى إسرائيل، مشددة على أن ما تردد بهذا الشأن، هي مجرد إشاعات، هدفها الإساءة إلى صورة الجزائر، وأن عائشة تكون قد طلبت الرحيل نحو الإمارات العربية المتحدة. وذكرت جريدة 'نوميديا نيوز' الإلكترونية نقلا عن مصادر مقربة من ابنة العقيد القذافي، أن هذه الأخيرة لم تطلب الرحيل نحو إسرائيل، مثلما جاء في وسائل إعلام إسرائيلية، مشددة على أن الأمر يتعلق بمجرد إشاعات، تهدف للإساءة إلى الجزائر وصورتها، بعد أن وافقت هذه الأخيرة في وقت أول على استضافة جزء من عائلة القذافي. وأشارت الصحيفة، نقلا عن المصادر ذاتها، إلى أنّ عائشة القذافي ترغب فعلا في الرحيل عن الجزائر، وهو الأمر الذي سبق وأن كشفته 'القدس العربي' بعد أول توتر في العلاقة بين عائشة القذافي، وبين السلطات الجزائرية، على خلفية تصريح عن طريق الهاتف لقناة 'الرأي' الفضائية المحسوبة على النظام الليبي السابق، وهو تصريح حرضت فيه مواطنيها على المقاومة ووصفت أعضاء المجلس الانتقالي ب'الخونة'، وهو ما جعل السلطات الجزائرية تستشيط غضبا، وتقرر اتخاذ إجراءات حتى لا تتكرر مثل تلك التصرفات، وهو ما جعل عائشة تعبر عن رغبتها في الرحيل. وأكدت المصادر نفسها أن عائشة القذافي عبرت عن رغبتها في الرحيل إلى بلد خليجي، وأنها تكون قد طلبت الذهاب إلى دبيبالإمارات العربية، أو إلى جوهانسبورغ بجنوب افريقيا، حتى تتمكن من متابعة قاتلي والدها العقيد معمر القذافي وأشقائها قضائيا، وحتى تستطيع الحركة والتصريح بكل حرية، حتى لا تحمل الجزائر تبعات تصرفاتها، وترفع عنها الحرج الذي تقع فيه بسبب العلاقة التي تربط الجزائر وليبيا كبلدين جارين، يتقاسمان حدودا بطول يتجاوز 800 كيلومتر. ونفى المحامي الإسرائيلي نيك كاوفمان أنباء ترددت مؤخرا حول طلب موكلته عائشة القذافي، ابنة العقيد الليبي الراحل معمر القذافي، الحصول على لجوء سياسي في إسرائيل، وقال المحامي إنه يحاول إجراء اتصال بشقيقها سيف الإسلام ليمثله أمام المحكمة الجنائية الدولية في لاهاي. ونقلت صحيفة 'يديعوت أحرونوت' الجمعة عن المحامي كاوفمان قوله إن التقارير حول طلب عائشة القذافي اللجوء السياسي في إسرائيل هي 'نميمة بطبيعتها، وعائشة لم تطلب دفع أي طلب للحصول على لجوء سياسي في البلاد'. وكاوفمان هو محام إسرائيلي كان حتى نهاية العام الماضي يعمل في النيابة العامة بمنطقة القدس، ويعمل الآن محامي دفاع من قبل المحكمة الجنائية الدولية في لاهاي. وشدد كاوفمان على أن عائشة القذافي 'لم تتوجه إلي لأني محام إسرائيلي وإنما لأني أحد محامي الدفاع المعروفين جدا في المحكمة الجنائية الدولية في لاهاي حيث كنت أعمل كمدعي، وأنا أعرف هذا الجهاز جيدا واليوم أعمل محامي دفاع ومستشار قانوني لعدد كبير من المشبوهين في هذه المحكمة وفي محاكم دولية أخرى'. وأضاف أنه عندما توجهت عائشة إليه ليمثلها لم تكن تعرف أنه إسرائيلي وقال إن 'عائشة وشقيقها الساعدي توجها إلي في شهر تشرين الأول/أكتوبر الماضي بواسطة محقق يعمل معي وهو كندي، وسألني المحقق ما إذا كنت أرغب في تمثيلهما وأجبت فورا أنه لا توجد مشكلة في ذلك من ناحيتي، لكني طلبت أن يسألهما ما إذا كانت لديهما مشكلة في كوني إسرائيليا'. وتابع 'كان مهما بالنسبة لي أن يعرفا ذلك ولم تكن لدي نية بإخفاء ذلك وفوجئت بأن عائشة والساعدي لم يكترثا بذلك وطلبا أن أمثلهما وكانا يعلمان بشكل واضح أني إسرائيلي وأسكن في إسرائيل' وأن 'عائشة تعرف أمورا كثيرة جدا وهي شابة ذكية جدا' مشيرا إلى أنها 'ليست مشتبهة بارتكاب أية مخالفات جنائية'. وقال كاوفمان إن عائشة 'أصيبت بصدمة نفسية في أعقاب مشاهد قتل والدها وشقيقها المعتصم وتطلب من المحكمة الدولية في لاهاي أن تفتح تحقيقا فورا حول ملابسات الجريمة، وهي مقتنعة بأن الحكومة الليبية المؤقتة ليست قادرة على إجراء تحقيق كهذا، وقد توجهت باسمها إلى المدعي العام للمحكمة الجنائية في لاهاي وطلبت باسم العائلة إجراء تحقيق في مقتل والدهم'. ورفض الإفصاح عن طريقة وشكل اتصاله مع عائشة المتواجدة في الجزائر وتخضع لقيود أمنية مشددة تمنعها من التنقل وقال إنه 'في نهاية المطاف أنا أقدم خدمات في إطار دفاع قضائي ولا يمكنني أن أتحدث عن وسائل الاتصال بيني وبين موكلتي'. وأضاف أنه يجري اتصالات مع الساعدي القذافي الذي حصل على لجوء سياسي في النيجر ويخضع لقيود مشددة على تنقله 'ونبحث عن طرق تمنع تسليمه إلى لاهاي، وقبل شهرين توجهت إلى الانترول من أجل ألا يتم اعتقاله لغرض تسليمه'. وتابع كاوفمان أن عائشة والساعدي طلبا منه تمثيل شقيقهما سيف الإسلام القذافي المعتقل في ليبيا ويتوقع تسليمه إلى المحكمة الدولية واتهامه بارتكاب جرائم ضد الإنسانية. وقال 'أحاول منذ عدة أسابيع الوصول إليه لكن السلطات في ليبيا ترفض التعاون، وهم يغلقون سماعة الهاتف في وجهي، وآمل أن أتحدث معه قريبا والحصول على توكيل منه لكي أتمكن من تمثيله في حال تسليمه إلى لاهاي'.