أعلنت هيئة الاتصالات وتقنية المعلومات السعودية رسميا أمس، عن تعليق خدمات هواتف البلاك بيري، «إلى حين استيفاء المتطلبات التنظيمية لهيئة الاتصالات وتقنية المعلومات»، وقالت الهئية في بيان أنها وجهت شركات الإتصالات الثلاث المقدمة في البلاد، بإشعار المشتركين بإيقاف الخدمة عنهم. ويأتي القرار السعودي بعد يومين من قرار مماثل أتخذته الأمارات العربية المتحدة، والتي بررت قرارها بالأسباب ذاتها، بينما تصر الشركة الكندية المصنعة للبلاك بيري، بأنها ترفض أي متطلبات تطلبها الدول للسيطرة على خوادم المعلومات المستقبلة والمرسلة للمستخدمين. وقالت الهيئة، وهي الجهة الحكومية المسئولة عن تنظيم قطاع الإتصالات، إن تقديم خدمة البلاك بيري بوضعها الحالي «لا يفي بالمتطلبات التنظيمية وفق أنظمة الهيئة وشروط التراخيص الصادرة لمقدمي الخدمة، وقد أبلغت الهيئة قبل أكثر من عام مقدمي خدمة الاتصالات المتنقلة الثلاثة في المملكة ( شركة الاتصالات السعودية، وشركة اتحاد اتصالات – موبايي، وشركة الاتصالات المتنقلة السعودية – زين)، بضرورة العمل مع الشركة المصنعة لأجهزة البلاك بيري على سرعة استيفاء المتطلبات التنظيمية المطلوبة». وتؤكد هيئة الإتصالات وتقنية المعلومات السعودية أنه وبعد تعذر استيفاء تلك المتطلبات واستمرار ذلك، «منحت الهيئة مهلة نهائية لمدة ثلاثة اشهر لمقدمي الخدمة للوفاء بتلك المتطلبات تبدأ من 9/5/2010 على أن يكون 6/8/2010 موعدا نهائيا لإيقاف الخدمة». ولعل اللافت وسط تفاعلات منع خدمات البلاك بيري، أعلنت شركة الإتصالات السعودية، أمس، بياناً ترويجياً أمس لطرح أحدث وأصغر جهاز بلاك بيري ، إلا أن مسؤولي الشركة طلبوا بعد ذلك، إيقاف نشر هذا البيان، دون أن يعطوا أي أسباب لإيقاف البيان، مكتفين بعبارة «لا يوجد ما نقوله.. انتظروا من قبلنا بيان صحفي بذلك»،الأمر الذي يضح احتمالات كبرى بعدم التوصل إلى حل وسط بين الهيئة السعودية والشركة الكندية. وقالت هيئة الإتصالات السعودية أنها لا تقف ضد مصلحة المشتركين، «طالما أن الخدمات المقدمة لا تتعارض مع أنظمة الهيئة. والهيئة حريصة على تشجيع الشركات لتقديم أحدث الخدمات المتوافقة مع متطلبات التراخيص الصادرة لها». الشرق الاوسط خليجيون يودعون بعضهم في بلاك بيري بالنكت والدموع لم تكد تصدق الأنباء في السعودية حول إيقاف خدمة بلاك بيري وخصوصا الرسائل الفورية، حتى بدأت سلسلة من الطرائف والنكات والعتب وكل ما يمكن أن يدور في مخيلة مستخدميه الذين يشكل الشبان غالبيتهم. وحظي توقف الخدمة بالذات بردود فعل واسعة النطاق كان أبرزها رسائل توديعية بين الشعوب الخليجية تتكون من روابط ومجموعات تستغل الخدمة في الكثير من الترفيه والتعارف ومآرب شتى. انتشار نبأ إيقاف خدمة بلاك بيري أدى إلى ظهور ردود فعل معارضة عبرت عن رفضها بسلسلة من "النكات" بلهجة دارجة خاصة بين الشباب، إذ أن مستخدمي بلاك بيري يختصون بكلمات ودلالات بالإضافة إلى شخصيات اخترعوها أو أخرى كانت موجودة أصلاً، وتناقلوا أخبارها على طريقتهم حتى أصبحت لغة دارجة في ما بينهم لا يفهمها إلا هم، فاستخدموا هذه الطريقة للتعبير عن حزنهم واستيائهم من هذا القرار وكانت إحدى عباراتهم التي أطلقوها عبر ما يعرف بينهم ب"البرودكاست" و تعبر عن حزنهم : (وداعا +18، وداعا تايم، وداعا عزيزي، وداعا محشش، وداعا مثلا، وداعا حملة صفي النية، وداعا كل أبو شي غالي، وداعا انشر تؤجر، وداعا تحب أمك انشر، وداعا برودكاست، وداعا ping، وداعا أخوانا الخليجيين وكم نحن اشتقنا إليك يا نوكيا). وعلى الرغم من استغراب الكثير من الأهالي أو من لايتعاطون مع خدمة بلاك بيري من إقبال الشبان الشديد وتعلقهم بهذه "الصرعة" إلا أن أعراض ال"كراك بيري" (وهي إدمان الإستجابة الفورية لكل رسالة واردة)، ظهرت على السطح، حتى تكيف الأهالي مع تلك الأعراض التي يرونها على أبنائهم، فلم يعد من المستغرب أن ترى أحد المستخدمين يضحك مع جهازه أو أن يقف آخر في وسط السوق التجاري لكي يكمل قراءة رسالته الواردة. أما مستخدمي بلاك بيري فهم وحدهم يعرفون سر تعلقهم بالخدمة التي جمعت أصدقاؤهم في مكان واحد يسهل حمله في كل مكان بالإضافة إلى تكوين علاقات جديدة بين مختلف دول الخليج، ولم تقتصر الخدمة على الصداقات بل تعدت إلى الحملات والتبرعات والإعلانات بالإضافة إلى الترفيه والنكات. وعلى الرغم من أن مستخدمي بلاك بيري يستعدون برسائل التوديع إلا أن الأمر لم يخل من "الكوميديا السوداء" حتى وإن كان شعراً شعبياً باللهجة الخليجية إذ سرت مجموعة منها تنتقد الوضع وبخاصة القصيدة "الرثائية" التي ختمها كاتبها بقوله (يا "بينق" اقرى الفاتحة الخبر صاب، راح الجهاز اللي تزعم محله). وتناقل الإماراتيون والسعوديون "برودكاستات " تصف مشاعرهم وردود أفعالهم بعيد توقف الخدمة حتى أصبح ما حدث مع مستخدمي بلاك بيري في الإمارات يصور مشاعر السعوديين الذين أصابهم "القدر المحتوم" مع إعلان هيئة الاتصالات السعودية إيقاف خدمات بلاك بيري ابتداء من الجمعة. إذ أعلنت الهيئة أنها خاطبت الشركات المشغلة بوقف الخدمة بدءا من يوم الجمعة السادس من أغسطس/آب المقبل وهو ما يعني أن أكثر من 700 ألف سعودي سيلحقون بجيرانهم في الخليج.