تتحكم في المرأة بعض العادات والتقاليد التي تبدو متناقضة مع بعضها بعضاً. وبالرغم من رفض المجتمع قيادة المرأة السيارة، وعدم توفيره وسائل مواصلات آمنة للمرأة في الوقت نفسه، سُمح لها بأن تلجأ إلى سيارات الأجرة "الليموزين" لقضاء أعمالها؛ الأمر الذي يعرضها لمواجهة الكثير من السخافات، ولاسيما من قِبل السائقين. وقد كشفت دراسة غير رسمية أن المرأة أكثر استخداماً لليموزين من الرجل، ويضطر العديد من النساء إلى ركوب هذه الوسيلة بمفردهن أو بصحبة صديقاتهن في أوقات عديدة. "سبق" ترصد حكايات النساء مع الليموزين والتعرف على وسائل دفاعهن ضد تحرشات السائقين، وتتساءل كيف تستطيع الفتاة بوجه خاص والمرأة بشكل عام أن تحمي نفسها داخل سيارة الليموزين. سخافة السائقين في البداية تقول أمل: أضطر بعض الأحيان إلى ركوب الليموزين؛ فأنا موظفة في إحدى الجهات الحكومية، وبرغم سخافة السائقين التي لا تنتهي إلا أنني في حاجة إليه؛ حتى أتمكن من الذهاب إلى عملي. وقد نصحتني بعض الصديقات بأن أضع في حقيبتي دائماً آلة حادة كالسكين أو المقص؛ حتى أتمكن من حماية نفسي إذا حاول أي سائق أن يعتدي عليّ، وحتى الآن لم تضطرني الظروف لاستعمالها. سكاكين وإسبريهات مخدِّرة وأضافت "دعاء" بأنها تركب الليموزين في كثير من الأحيان، وذات مرة بدأت سيارة أخرى تضيق عليها وهي داخل السيارة، وكان بها شباب، وأحست بارتباك من السائق، فما كان منها إلا أن وجدت نفسها تتصل بالشرطة وتطلب منهم العون، وبالفعل جاءت الشرطة، وطلبت منها أن تذهب لقسم الشرطة لعمل المحضر، وذهبت بالفعل وهي ترتجف من الخوف، وكانت هذه هي المرة الأولى والأخيرة لدخول قسم الشرطة. وحكت "أميرة" عن بعض المواقف التي تجدها من السائقين، وقالت: أعمل مدرسة، وأحتاج إلى السائق يومياً، وأركب معه أنا وزميلات لي في مجال العمل، ودائماً أرى نظراته إلينا من المرآة؛ فأعمد إلى الحديث بصوت مرتفع مع زميلاتي، وأخبرهن بأن معي سكيناً داخل حقيبتي، ولكني وبكل صراحة لا أدري إن كنت أستطيع أن أفعل بها شيئاً أم لا. وأضافت: سمعت بأن هناك أنواعاً خاصة من الإسبريهات المخدِّرة للدفاع عن النفس، وعندما سألت عنها لم أجدها، وأتمنى أن تصبح متاحة؛ فهي أيسر في الاستعمال. فلفل أسود وشطة وليمون وقالت سلمى: أنا وزميلاتي نعمل في مجال التجميل، وفكَّرنا في طريقة آمنة للمواصلات، واتفقنا مع سيارة، ولكن سرعان ما تراجعنا بعد أن وجدنا العديد من المضايقات والسخافات من السائقين، وفكَّرنا في طريقة نحمي بها أنفسنا، ولا تكون بها أي خطورة من استخدامها؛ فقمنا بعمل خلطة من صنع أيدينا، تشتمل على فلفل أسود وشطة وليمون وخلطة من عند العطار وقليل من روائح عطرية، وخلطناها جميعاً، ووضعناها في زجاجة، وأصبحت مع كل منا في حقيبتها، وأي رشة منها سوف تؤذي النظر لفترة، واستعملتها إحدى زميلاتي ذات مرة مع سائق عندما بدأ في معاكستها. متابعة منزلية بيد أن أم عبد الله أفادت بأنها تركب الليموزين في أوقات بسيطة جداً إذا تعطلت سيارتها الخاصة أو مرض سائقها، وقد حدث ذات يوم أن اضطرت ابنتها لركوب الليموزين؛ فطلبتُ منها أن تتصل بي وتبلغني برقم السيارة، وكنت أتابعها بالاتصالات حتى وصلت إلى المنزل. ولا تخفي أنها كانت في قلق شديد على ابنتها؛ فهي لا تأمن خداع السائقين. وتقول "أم عمار": ذهبت ببناتي إلى ناد خاص لتدريبهن على رياضة الدفاع عن النفس مثل الكاراتيه؛ وهو ما أكسبها ثقة بنفسها وبقدرتها البدنية والذهنية، لكنها لا تزال غير مطمئنة عليها. وحكت لنا سيدة أعمال موقفاً حدث لها مع سائق؛ حيث اضطرت إلى أن تركب ليموزين ذات مرة، وبعد أن ركبت أحست ببعض الاختناق؛ فقامت بفتح الشباك، حتى يدخل الهواء بعض الشيء، لكنها فوجئت باعتراض السائق الشديد وطلبه غلق الشباك، وهنا دخل الشك إلى قلبها، وأدركت أنه من الجائز أن يكون قد رش مادة مخدرة؛ فصرخت في وجهه، وصفعته بحقيبتها، وفتحت الشباك، وطلبت منه الوقوف، ومن وقتها وهي ترفض تماماً ركوب أي ليموزين حتى وإن اضطرتها الظروف لذلك؛ فالأفضل عندها هو الجلوس في منزلها.