..يمثل القاضي الأسباني الشهير بالتازار غارثون أمام القضاء الثلاثاء بتهمة انتهاك قانون العفو العام الذي صدر عام 1977 بعد أن أمر بالتحقيق في جرائم الحرب الأهلية الذي وقعت إبان حكم الديكتاتور الجنرال فرانكو. وترجع شهرة غارثون إلى بعض القضايا الدولية التي تولى البت فيها ومن بينها محاكمة ديكتاتور تشيلي السابق أوغوستو بينوتشيه عام 1998. ويتم التحقيق مع القاضي بعد أن تقدمت جماعتان يمينيتان بقائمة من الاتهامات ضد غارثون من بينها أنه تعدى سلطاته بعد أن أمر بالتحقيق في اختفاء 144 ألف شخص بين عامي 1936 و1975. وفي المقابل وصفت جماعات حقوق الإنسان هذه المحاكمة بأنها " فضيحة مخزية". ومن المقرر أن يتجمع أقارب وعائلات ضحايا حقبة الديكتاتور فرانسيسكو فرانكو أمام مقر المحاكمة في العاصمة الأسبانية مدريد للاحتجاج على محاكمة غارثون. ويقول مراسل بي بي سي في أسبانيا توم بوريدج إن هذه القضية سيكون لها أًصداء واسعة وبخاصة فيما يتعلق بالقضايا التي حدثت في الماضي ومشروعية فتح التحقيق فيها مجددا. وليست هذه القضية الوحيدة التي يواجهها غارثون، فقد مثل الأسبوع الماضي أمام المحكمة بتهمة ارتكاب خروقات خلال التحقيق في ملف يتعلق باختلاسات مالية إذ أمر الشرطة بتسجيل مكالمات المتهمين مع المحامين الذين يدافعون عنهم، وهو ما يعتبر غير دستوري وفق القانون الأسباني. وهناك قضية ثالثة لم يحدد بعد موعدا لها يواجه فيها تهما بتقاضي أموالا على سبيل الرشوة بعد حضوره ندوات ممولة من بنوك في نيويورك. وفي حال إدانة غارثون البالغ من العمر 56 عاما في أي من هذه القضايا سيتم إيقافه عن العمل لمدة قد تصل إلى 20 عاما. ويقول مراسلون إن غارثون شهرة عالمية كبيرة بعد أن تولى التحقيق في قضايا دولية تتعلق بانتهاكات حقوق الإنسان ومن أشهرها قضية بينوتشيه ولكن منتقديه يتهمومنه بأنه شخص فضولي يساري مهووس بالترويج لنفسه. وكان الوعد الذي قطعه عام 2008 بالتحقيق في اختفاء عشرات الآلاف من الأشخاص خلال حقبة فرانكو هو السبب الذي أدى إلى تعرضه إلى انتقادات لاذعة وبدء سيل الاتهامات الموجهة إليه. ...
