تونس - تظاهر عشرات الاشخاص من المناصرين لحزب التحرير الاسلامي غير المعترف به الخميس في تونس تنديدا بزيارة المديرة العامة لصندوق النقد الدولي كريستين لاغارد لتونس وللمطالبة بتطبيق الشريعة الاسلامية في البلاد. وهتف المتظاهرون في شارع الحبيب بورقيبة الرئيسي بالعاصمة "لا يورو لا دولار هذه عملة الاستعمار" و"لا للاستعمار الجديد". وقد رفعوا لافتة تتوسطها صورة كاريكاتورية للاغارد كتب عليها باللون الاحمر "كفى امتصاصا لدماء المسلمين" واخرى كتب عليها "يا للعار بعتوا الثورة للاستعمار" في اشارة الى ثورة الحرية والكرامة التي ادت الى سقوط نظام الرئيس التونسي زين العابدين بن علي في 14 كانون الثاني/يناير. وقال رضا بلحاج الناطق الرسمي بحزب التحرير الاسلامي التونسي الذي رفضت السلطات التونسية منحه الترخيص في اذار/مارس الفائت "نقف اليوم احتجاجا على زيارة كريستين لاغارد وللتعبير عن رفضنا للارتهان لاجنبي ولاي شكل من اشكال الاستعمار الجديد وربط المسار الاقتصادي بالمؤسسات النقدية الاجنبية وبالتالي اعادة اخطاء النظام السابق". واضاف "هذا خط احمر لن نسمح بتجاوزه فلدينا امكانيات هامة للنهوض باقتصادنا". وكانت لاغارد وصلت الاربعاء الى تونس في اول زيارة لها الى هذا البلد الذي يواجه ازمة اقتصادية واجتماعية خطيرة منذ الثورة. وترمي هذه الزيارة الاولى للاغارد في المنطقة الى تأكيد "دعم المؤسسة المالية لعملية الانتقال الى الديموقراطية" والاتصال بالسلطات الجديدة المنبثقة عن انتخابات 23 تشرين الاول/اكتوبر/ كما ذكرت اوساطها. من ناحيته راى وسام الجريدي (42 عاما) وهو عضو في الحزب ان "الخلافة هي النظام المناسب في تونس وتطبيقها هو الحل للازمة الاقتصادية". وتشهد تونس التي لا يواجه صندوق النقد مشاكل معها، ازمة اقتصادية خطيرة مع نمو سلبي ومعدل بطالة ب18%. وظهرت المشاكل الاقتصادية والاجتماعية التي لم تكن واضحة في عهد الرئيس السابق زين العابدين بن علي، الى العلن منذ الثورة التي اطاحت نظامه قبل اكثر من عام. من جهة اخرى ذكرت وكالة الانباء التونسية ان تبادلا لاطلاق نار غزير حصل الاربعاء في ولاية صفاقس (جنوبتونس) بين قوات الامن ومجموعة مسلحة لا تزال مجهولة، ما ادى الى سقوط اربعة جرحى في صفوف قوات الامن. ونقلت الوكالة عن مصادر طبية قولها ان دركياً وثلاثة عسكريين جرحوا جروح احدهم خطيرة وقد نقلوا الى مستشفى مدينة صفاقس. واوضحت الوكالة ان الرئيس التونسي المنصف المرزوقي "الغى زيارة كانت مقررة الخميس الى ولاية سليانة بسبب التطورات الامنية بين منطقتي الصخيرة وبئر على بن خليفة (ولاية صفاقس) وسوف يجتمع بقيادات الجيش والامن الوطنيين". وتشارك وحدات من الجيش والحرس الوطني (الدرك) مدعومة بمروحيات في تمشيط المنطقة بحثاً عن عناصر المجموعة المسلحة. وكان وزير الداخلية التونسي علي العريض اعلن سابقاً عن سقوط جريح. وقال الوزير في مؤتمر صحافي انه "حادث خطير، لكني اريد طمأنة التونسيين، الوضع تحت السيطرة ونحن في صدد مطاردة الافراد" المسؤولين عن الحادث. وفي حين اشارت اذاعات ومواقع الكترونية الى انهم "سلفيون". لم يشأ الوزير التونسي كشف هوية المسلحين الذين قد يكونون ثلاثة او اكثر. وقال "لا يمكننا في الوقت الحالي كشف هوياتهم". وعثر الشرطيون والعسكريون الذين يمشطون المنطقة على ست بنادق كلاشنيكوف وذخائر، بحسب الوزير العريض. ورداً على سؤال حول احتمال تورط القاعدة في بلاد المغرب الاسلامي في تونس، اجاب الوزير ان "كل طرف يمكن ان يشكل تهديداً لتونس". واضاف ان تهريب السلاح ازداد بقوة في تونس منذ الثورة ومع النزاع الليبي، مشيراً الى مصادرة 600 قطعة سلاح في تونس في 2011.