في ظاهرة مناخية نادرة، تساقطت الثلوج هذا العام بكثافة على الدول المطلة على البحر الأبيض المتوسط وتسبّبت في تجمُّد الأنهار، نتيجة نزول شديد لخطوط التبريد القطبية حتى أقصى مناطق العروض الوسطى، حيث شملت العواصف الثلجية بعض المناطق الصحراوية في شمال إفريقيا، مثل الجزائر وتونس وليبيا. وأعادت هذه الظروف المناخية القاسية للأذهان ما يسمّى "شتاء 56" الذي حلّ عام 1956، وكانت الظروف المناخية شبيهة إلى حد قريب مما حدث في هذا الشتاء، وتشير التنبؤات الجوية إلى استمرار تساقط الثلوج على أجزاء من تلك الدول حتى نهاية شباط (فبراير) الجاري. ومعلوم أن "شتاء 56" في السعودية تبعه موسم رطب وممطر في معظم المناطق، ولعل ذلك يتكرّر في الموسم المقبل بإذن الله ويتلاشى الجفاف الذي مكث طويلاً في معظم أرجاء شبه الجزيرة العربية، وكان أشد وضوحاً في السنوات الست الماضية.