-يواجه الأندونيسيون الفساد يوميا عند التعامل مع السلطات وفي المدارس أو أماكن العمل. ورغم أن البلاد حققت بعض النجاحات في مكافحة الفساد منذ أن شرعت في إصلاحات واسعة النطاق بعد سقوط الرئيس المستبد سوهارتو في عام 1998 ، فإن حالات أخيرة تشير إلى أن الفساد لا يزال مستحكما بين طبقة الموظفين. لكن تكاتفت الآن مجموعة من المخرجين والممثلين وهيئات مكافحة الفسادلإنتاج أربعة أفلام قصيرة تتناول المسألة تحت عنوان جماعي"كلنا ضد الفساد". إندونيسيا تلجأ إلي السينما لمحاربة الفساد المستشري في البلاد وقال عبد العزيز الذي ينتج هذه الأفلام"الجميع يعرف أن الفساد خطأ ، ولكن لأنه قد أصبح إلي حد ما ثقافة ، أصبحنا متساهلين للغاية بشأنه في حياتنا اليومية". وقال"أفلامنا لا تتناول قضايا الفساد الكبيرة ، ولكن تصرفات الفساد الصغيرة التي نواجهها بشكل يومي". وأضاف"إننا نأمل بهذا الجهد أن نساعد في غرس قيم لمكافحة الفساد". وقال عبد العزيز إن الأفلام ستعرض مجانا في دور عرض 17 مدينة كبرى بدءا من 17 شباط/فبراير. وتأتي إندونيسيا في الترتيب رقم110 في تصنيف منظمة الشفافية الدولية للفساد لعام 2010 . وتأتي الدنمارك في الترتيب رقم واحد باعتبار إنها الأقل فسادا. ووفقا لمنظمة مكافحة الفساد في إندونيسيا وهي منظمة رقابية غير حكومية ، خسرت البلاد نحو 13ر2 تريليون روبية (238 مليون دولار) في الفساد المرتبط بالبيروقراطية في عام 2011 . وقالت المنظمة إن دراستها أوضحت أن الاختلاسات تمثل أكثر من نصف المبالغ التيخسرتها البلاد وتأتي بعدها تكاليف مشروعات مختلقة وسفر المسئولين. وأحد الأفلام ، فيلم قصير مدته16 دقيقة وعنوانه "أنا بداخلك" ويروي قصة حبيبين قررا الفرار ولكنهما لا يستطيعان الزواج لعدم توافر المستندات اللازمة معهما. يريد الرجل أن يقدم رشوة للمسئولين ولكن المرأة الذي والدها متورط في قضية فساد ترفض. وتقول لاسجا فوزية سوساتيو مخرجة الفيلم"إنه لأمر خطير أن يفكر الشباب في الفساد علي أنه أمر طبيعي". وتتساءل "لقد سمعنا شعارات لمكافحة الفساد بأن الفساد يفقرنا وأن الفساد شكل من الظلم ولكننا ماذا فعلنا؟" وتضيف"إذا قام كل منا بدوره ، نعتقد إننا نستطيع عمل شئ مختلف في الحرب ضد الفساد". ويلعب دور الشخصيات الرئيسية في الفيلم الممثلان المحليان المشهوران نيكولاس سابوترا وريفالينا تيمات. وقالتسوساتيو إن المخرجين والممثلين لم يتلقوا أجرا نظير مشاركتهم في المشروعالذي تدعمه منظمة الشفافية الدولية في إندونيسيا ولجنة التخلص من الفسادوهي الوكالة الحكومية الرئيسية لمكافحة الفساد. وقال بوسيرو مقداس نائب رئيس اللجنة"تم إنتاج الفيلم لأننا قلقون من أن بذور الفساد انتشرت في حياتنا اليومية وأصبح أمرا منظما". ومنذ تأسيسها عام 2003 ، ألقت اللجنة القبض على وزراء سابقين وحكام أقاليم ونوابا ومسئولين أخرين وقدمتهم للمحاكمة. وتقريبا تمت إدانة الجميع في محاكم الفساد الخاصة. وتقوم اللجنة حاليا بالتحقيق في قضية فساد كبرى متورط فيها نائب برلماني سابق وأمين صندوق الحزب الديمقراطي السابق محمد نزار الدين/33 عاما/. ونزار الدين الذي أعتقل في كولومبيا يوم7 آب/أغسطس متهم بالتورط في الفساد المحيط ب32 مشروعا قيمتها 6 تريليونات روبية. وقدأتهم بدوره مسئولين أخرين كبار في الحزب الديمقراطي بينهم رئيس الحزبأناس أوربانينجروم ووزير الشباب والرياضة أندي مالارانجينج بالمشاركة فيالفساد وفي قضية أخرى أصابت البلاد بصدمة ، كشفت الشرطة في عام2010 أن جايوس تامبونان مسئول ضرائب من المستوى المتوسط قد جمع28 مليار روبية من شركات تسعى للحصول على قرارات لصالحها في نزاعات ضرائب. لكن تامبونان /32 عاما/ دفع رشاوي للخروج من الحجز الموضوع فيه قبل محاكمته والسفر إلى نيبال وجزيرة المنتجعات بالي وسنغافورة مما أدى لتصاعد الانتقادات. وحكم عليه بالسجن لمدة سبع سنوات وبدأ في تنفيذ حكم السجن في كانون ثان/يناير 2011. وقال عبد العزيز "لدينا جيل جديد من الفاسدين". وأضاف"في الماضي كان المتورطون في الفساد من كبار السن ، ولكننا يمكن أن نرى في الأخبار أن شبابا كونوا ثروات ضخمة بشكل غير قانوني". وقال الرئيس سوسيلو بامبانج يودويونو مؤخرا إن مكافحة الفساد لا تزالفي صدارة جدول أعماله رغم انتقاده بأنه لم يفعل خلال فترة حكمه الثانية مايكفي في هذا الصدد. وقال"إننا ندرك أن التخلص من الفساد يجب أن يكون حركة وطنية". وأضاف" مثل أي ألة ، كل جزء فيها يجب أن يعمل. ومثل الأوركسترا كل عضو فيه يجب أن يعزف جيدا".