نفى الدكتور نبيل العربي، الأمين العام لجامعة الدول العربية، بشكل قاطع أن تكون قد جرت مناقشته أو مفاتحته من قبل أية جهات رسمية أو حزبية حول ترشيحه لمنصب رئيس الجمهورية في مصر. ورفض العربي، في بيان أصدره اليوم، بشدة ما يتردد عن قيام أطراف خارجية وأجنبية بالتدخل في هذا الأمر أو في أية أمور هي في صلب السيادة المصرية، مشدداً على أن الطرف الأوحد الذي يقرر مستقبل البلاد هو الشعب المصري، من خلال انتخابات متكافئة، حرة ونزيهة. وأضاف العربي أنه كمواطن مصري لا يتصور إجراء انتخابات رئاسة الجمهورية قبل الانتهاء من إعداد الدستور الذي يحدد شكل النظام الرئاسي للدولة بما في ذلك صلاحيات وحدود دور الرئيس، حتى تستقيم الأمور وتسير وفق خارطة طريق منضبطة ومنطقية. وكشفت وسائل إعلام مصرية أن الإخوان والمجلس العسكري وأحزاباً ليبرالية اتفقوا على ترشيح العربي، وأن هذا الترشيح يثير انقسامات بين صفوف القوى الإسلامية من جانب، وبين القوى السياسية من جانب آخر. ونقلت صحيفة "المصري اليوم" المصرية اليوم السبت أن دولا عربية خليجية طلبت من قيادات بارزة في الأحزاب الإسلامية دعم العربي، وذكرت أنها سترجئ مساعداتها المالية لمصر لحين اختيار العربي رئيساً للدولة، وأن دولاً أخرى، بينها دول أجنبية، تعترض على تولي رئيس ينتمي للتيار الإسلامي. شبح الدابي ويرى مراقبون أن شعبية العربي تراجعت في الشارع المصري والعربي، بعد انتقاله من منصب وزير الخارجية إلى موقع الأمين العام للجامعة العربية، وإشرافه على ملف الثورة السورية، والتي وضعته في خانة المدافع عن النظام، والرافض لأي جهد حقيقي يقضي بتنحي الأسد من السلطة، خصوصا مع تزايد عمليات قتل المتظاهرين السوريين يومياً. ومما زاد من حدة الهجوم ضد العربي، ونقمة الشارع عليه، وحتى من بعض المحللين السياسيين وأطياف من المعارضة السورية، تشكيل لجنة للمراقبين العرب في سوريا، برئاسة الجنرال السوداني، محمد الدابي، والذي تحوم حوله شبهات بارتكاب جرائم ضد الإنسانية في إقليم دارفور، إضافة إلى أنه ينتمي لنظام رئيسه مطلوب لمحكمة الجنايات الدولية. حيث جاء تقرير هذه اللجنة، ليساوي في العنف بين الحراك الشعبي الثائر، وبين النظام السوري، رغم وجود ما يزيد عن 4 آلاف دبابة ومختلف الآليات العسكرية في كل مدن وقرى سوريا. خلافات إسلامية وأثارت قضية دعم ترشيح العربي لانتخابات الرئاسة انقسامات حادة في صفوف الإسلاميين، إخوان وسلفيين، من جهة، وقوى سياسية وأحزاب من جهة أخرى. وقال ناصر عثمان، نائب حزب الحرية والعدالة، التابع لجماعة الإخوان المسلمين: أرحب ب العربي مرشحاً للرئاسة إذا دعمته الجماعة، فهو شخصية معقولة، ويصلح رئيساً توافقياً". وأكد علي خفاجي، أمين شباب الحزب بالجيزة، أن فرصة العربي في الفوز بالرئاسة ستكون كبيرة إذا دعمته الجماعة. وفي المقابل، أكد شباب الإخوان رفضهم ترشيح العربي، وقالوا إنه شريك في قتل السوريين، وأشاروا إلى أن الجماعة ستخسر إذا تخلت عن الدكتور عبدالمنعم أبو الفتوح في انتخابات الرئاسة. ومن جانبه، دشن حزب النور السلفي حملة على الإنترنت لدعم ترشيح الدكتور عماد عبدالغفور، رئيس الحزب للرئاسة. وقال حزب النور إن الهدف من الدفع ب العربي هو إفشال ثورة 25 يناير/كانون الثاني. ومن جهة أخرى، اختلفت الأحزاب والقوى السياسية حول طرح اسم العربي مرشحاً للرئاسة، واعتبر شباب الثورة أن فكرة الرئيس التوافقي مصادرة لحرية الشعب، وقال الدكتور محمد أبو الغار، رئيس الحزب المصري الديمقراطي الاجتماعي، إن حزبه لم يتخذ قراراً بشأن من سيدعمه.