الرياض تجد جماعة الإخوان المسلمين نفسها في مأزق يهدد علاقتها بالعواصم الخليجية على المستويين الرسمي والشعبي، إثر انكشاف أمر حملتها المنسقة ضد الاستقرار في الإمارات. وندَّد د.عبداللطيف بن راشد الزياني الأمين العام لمجلس التعاون لدول الخليج العربية بتهجم محمود غزلان الناطق الرسمي لجماعة الإخوان المسلمين في مصر على دولة الإمارات. ووصف الزياني تصريحات غزلان بأنها "غير مسؤولة" مضيفاً أنها "تفتقد إلى الحكمة وتتعارض مع ما يربط الشعوب العربية والإسلامية من روابط وصلات مشتركة كما أنها لا تخدم الجهود التي تبذلها دول مجلس التعاون وجمهورية مصر العربية لتعزيز علاقاتهما التي ترسخت على قواعد متينة عبر السنين". وقال الزياني في تصريحات نقلتها وكالة أنباء الإمارات "وام" أن "ما يمس الإمارات العربية المتحدة يمس دول مجلس التعاون جميعاً". وأكد رفض دول مجلس التعاون الخلجي واستنكارها التهديدات التي أطلقها غزلان "والتي تأتي مخالفة تماماً لكل الجهود والمساعي التي تعمل على توحيد الصف العربي والإسلامي ونبذ الانقسام". وبيَّن أن التهديدات "تتجاهل احتضان الإمارات للعرب وتبنيها لقضايا العالم العربي في جحود يستنكره كل عاقل مشيراً إلى أن مثل هذه التصريحات الغوغائية من مسؤول حزبي كبير مستهجنة وغير مسؤولة ولا تنبئ عن نوايا طيبة ضد حكومات وشعوب المنطقة". وأعرب الأمين العام عن ثقته في أن مثل هذه التصريحات تعبر عن فئة قليلة لا تسعى إلى ما فيه خير ومصلحة العلاقات بين الشعوب العربية والإسلامية. وكان غزلان هدد الخميس بحشد العالم الإسلامي ضد دولة الإمارات إذا تحركت قانونياً ضد يوسف القرضاوي الذي يعد الأب الروحي لجماعته والذي سبقت له مهاجمة القيادة الإماراتية في إطار حملة إخوانية لزرع الفتنة في الإمارات. وتسود الشارع الخليجي حالة من السخط على جماعة الإخوان إثر تصريحات غزلان. وامتلأت الصفحات الخليجية في مواقع التواصل الاجتماعي بتعليقات مزجت بين الاستياء والسخرية من الحملات الإخوانية ضد الاستقرار في دول الخليج عامة والإمارات بصفة خاصة. واستهجنت أحلام علي من الإمارات في موقع "تويتر" استهداف الإمارات،وكتبت "الله يحفظ بلادنا ..بلاهم هذيلا (ما بال هؤلاء) حاطين العين علينا ..الله أكبر على كل حاسد وكلواعي فتنه". وكتب محمد الأرناق اليماحي "الإمارات أكبر من سباب القرضاوي.. ومصر أكبر من أن تختزل في غزلان". ونشر عزيز المطيري صورة لغزلان مع من وصفه ب"المخطط الاستراتيجي للموساد برنادرد هنري ليفي" في اتهام مبطَّن لجماعته بالعمالة للصيهونية العالمية. وتساءل مغرد آخر سمى نفسه "الجندي الإماراتي" "لماذا لا يحرك محمود غزلان العالم الإسلامي ضد سوريا وإسرائيل ويهدد بتحريكه ضد الإمارات؟". ووجه محمد سيف رسالة إلى غزلان يقول فيها "السيد محمود غزلان: اسمحلي. مش من حقك تتدخل في كيفية ادارة الاخريين لاوطانهم. انت حر في بيتك. لكن ما تجبرش حد يرتب بيته على مزاجك". وكتب حسام البشر ساخراً "لسان حال محمود غزلان الآن: ايه اللي هببته ده وأنا مالي ومال القرضاوي يغور هو وإخوان الإمارات في ستين داهية جاني قرف يقرفني". وقارنت مريم بين تصريحات غزلان وبين تصريحات مقتدى الصدر وحسن نصر الله ضد البحرين، في إشارة إلى رغبة الإخوان في زرع فتنة في الإمارات كما سعى لذلك الخمينيون في البحرين. أما ابراهيم الحداد فتساءل "اذا كان اخونجيّة الامارات صادقين في ولائهم للوطن وقادته، هل يستطيعون اعلان براءتهم وشجبهم لتصريحات محمود غزلان الناطق الرسمي لاخوان مصر؟".