بعد أقل من سبعة أعوام .. سيتاح لمن يزور مدينة دبي ان يتجول داخل الاهرامات المصرية.. ويزور برج إيفل، ويلتقط صورة تذكارية إلى جوار تاج محل الهندي أو حدائق بابل المعلقة، ولا مانع ان يعتلي برج بيزا المائل، ومنارة الاسكندرية. فالامارة الصغيرة، تعمل الان على جمع عجائب الدنيا وأشهر معالم الكرة الارضية، على أرضها، لتتيح للسائح ان يطوف العالم في ساعات قليلة. تبني دبي أهرامات تفوق في ضخامتها أهرامات الجيزة المصرية الشاهقة، وتعلو ببرج أيفل جديد.. لايقل في ارتفاعه عن البرج الاصلي. وكما نجح المعماري القديم في انشاء برج بيزا الشهير بدرجة "ميلانه"، تبني المدينة الاماراتية نسخة جديدة تتميز بنفس الصفة، بل وتبني سورا عملاقا، يحاكي سور الصين العظيم. والمشروع العملاق الذي بدأ تنفيذه عام 2005، في صحراء المدينة الاماراتية، لم يعد حبرا على ورق، أو مجرد "نموذج كرتوني" يعرض في معارض العقارات، بل أصبح جزء كبير منه واقعا، والاعمال التنفيذية فيه تسير بخطى متسارعة. ويقول سالم الموسى رئيس مجلس ادارة الشركة المنفذة للمشروع لوكالة الانباء الالمانية (د.ب.أ)، لقد قاربنا على "تحقيق معجزة معمارية على أرض دبي، ستكون معلما فريدا يجذب ملايين السائحين من مختلف انحاء الارض". ويضيف : هذا المشروع يحمل اسم "فالكن سيتي" ويتم تنفيذه على هيئة صقر، فمن يطوف فوقه بطائرة يرى المباني وقد شكلت فيما بينها صورة الصقر الاماراتي الشهير، وهو رمز الدولة المطبوع على عملتها. ويكمل: هذه المدينة كانت حلما أقرب للخيال، لكن دبي مدينة تتحدى المستحيل، وتعمل على اضافة كل ماهو جديد ومثير، يجذب العالم الى ارضها، لذلك انطلقت اعمال تنفيذ هذا المشروع، ووفرت له حكومة الامارة كافة التسهيلات ليرى النور في افضل صورة. ويشرح الموسى ان المدينة تضم مباني سكنية ومرافق ترفيهية، لكنها في الوقت نفسه ستضم أشهر معالم الدنيا، بنفس احجامها الطبيعية. ومن المقرر ان يبدأ سكان المدينة استلام منازلهم خلال أشهر قليلة، وسوف تستمر خطط العمل حتى الانتهاء الكلي من المشروع بنهاية عام 2017. المثير، وفق قول رجل الاعمال الاماراتي، أن الاهرامات وبرج ايفل وبيزا، وتاج محل التي يتم بناؤها في دبي، لن تكون مجرد مزارات سياحية، بل ستكون مبان سكنية، تحوي داخلها وحدات للسكن ومكاتب شركات كبرى، ليصبح في مقدور كل ساكن من اهل المدينة أن يفخر بأنه من سكان الهرم او برج بيزا او برج ايفل، أو منارة الاسكندرية. وحول فكرة هذا المشروع، يقول الموسى، الفكرة تراودني منذ سنوات طويلة، فسفري المتعدد لدول العالم، وتجولي بين عجائب الدنيا جعلني أتساءل "لماذا لا نجمع هذه المعالم على ارض واحدة؟" وبالفعل شرعت في تصميم المدينة ورسمتها بيدي، وتقدمت بها إلى حكومة دبي التي وافقت على المشروع ورحبت به كثيرا. وشرعت على الفور في تنفيذها لإيماني الكامل بان الاستثمار في دولة الإمارات واعد وآمن وحر واستغرق وضع الفكرة والتصميم نحو ثلاث سنوات، وبدأنا التنفيذ بصورة فورية، والآن بدأت معالم المشروع تظهر على ارض الواقع، وسوف نبدأ تسليم بعضها للسكان خلال أشهر قليلة. وتقدر إدارة المشروع ان يسكن تلك المعالم السياحية 75 ألف ساكن من مختلف الجنسيات. وكشف الموسى ان تكلفة إنشاء "مدينة العجائب" كما يسميها، تصل إلى 10 مليارات درهم إماراتي، مؤكدا أن المشروع لم يتأثر نهائيا بتداعيات الأزمة المالية العالمية. ويتم بناء المدينة على مساحة 41 مليون قدم مربع في منطقة "دبي لاند" ويضم المشروع مجموعة من الفيلات ومراكز التسوق والفنادق والمطاعم والنوادي الصحية والمدارس والحدائق، بالإضافة إلى حديقة مختلفة الطرازات. ويضيف الموسى: صُمّمت مدينة فالكن سيتي لتكون أرض الحضارات، ولتتلاءم مع أنماط حياة مختلف الثقافات حول العالم، ولمختلف الأعمار. كما ستُظهر فالكن سِتي التعدد الثقافي لمجتمع دولة الإمارات، التي يقيم على أرضها أكثر من 200 جنسية من الشرق والغرب. \ ويضم المشروع أيضا معالم العديد من المدن البارزة بما فيها روما وفينيسيا وبيروت ونيويورك، ومن مميزاته انه يضم فيلات تم تنفيذها وفقا للطراز الأندلسي الشهير، وفيلات مستوحاة من الطراز المعماري المكسيكي وأشار الموسى إلى أن المرحلة الأولى من المشروع تتكون من 366 فيلا مصممة وفق أحدث الطرز. وتبلغ قيمة بناء هذه المرحلة نحو 600 مليون درهم. ويكمل "بعد الانتهاء من تنفيذ جميع المراحل سيكون هذا المشروع فريدا من نوعه على مستوى العالم، سواء من حيث المكونات أو الحجم، ونحن نعد من يزوره أننا سوف نصحبه في رحلة تاريخية لاكتشاف وجهات رومانسية، ومواقع فريدة، ومناطق سياحية ، ومعالم عالمية شهيرة، ويتجول معنا بين عجائب تاريخية وأسرار الماضي، ويزور مواقع أسطورية عديدة في مكان واحد". يشار إلى أن إمارة دبي برزت خلال الأعوام القليلة الماضية باعتبارها من أكثر المناطق التي تشهد طفرات عمرانية، وشيدت مجموعة من المعالم الشهيرة، أبرزها برج خليفة الذي يزيد ارتفاعه عن 828 مترا، ويوصف بأنه أعلى ناطحة سحاب في العالم، وجزر "النخلة" وهي جزر صناعية سكنية شاسعة المساحة أقيمت في مياه الخليج العربي، وتضم واحدا من أفخم فنادق العالم، وهو فندق "اتلانتس"، إلى جانب فندق "برج العرب" الذي يوصف بأنه "أول فندق 7 نجوم في العالم