دبي - أحمد هاشم - تتفنن مدينة دبيالإماراتية في جذب أنطار العالم إليها، وآخر تقاليعها لتحقيق هذا الهدف، هو "إنارة السماء" بألعاب نارية ضخمة في كل مناسبة، تتكلف ملايين الدولارت. وتوسعت المدينة الخليجية في هذه التقليعة، حتى صارت صاحبة "أعلى وأضخم ألعاب نارية" تقام على وجه الأرض كل عام، وتحديدا في ليلة رأس السنة، ببرج خليفة، الذي يعد أطول ناطحة سحاب في العالم. ولا ينسى سكان الإمارات، حين اشتعلت مساحة تزيد عن مساحة 600 ملعب كرة قدم بالألعاب النارية، احتفالا بتدشين فندق بجزيرة النخلة الصناعية بالخليج. وقبل اشهر قليلة، انطلقت الألعاب النارية على امتداد ستة كيلو مترات بدبي احتفالا بمهرجان السياحة والتسوق، في مشهد اشعل المدينة بالألوان الزاهية. بدأت دبي تقليعة الألعاب النارية عام 2008، حين أقامت حفلا أسطوريا لافتتاح منتجع "اتلانتس" بجزيرة النخلة الصناعية في الخليج، الذي يعد أحد أفخم منتجعات العالم وتكلف ملياري دولار. وأطلقت في الحفل ألعاب نارية تكلفت وحدها ما يزيد عن 10 ملايين درهم إماراتي (ما يقرب من 3 ملايين دولار) ، وغطت هذه الألعاب مساحة الجزيرة كاملة، التي تزيد عن مساحة 600 ملعب كرة قدم. وتفوقت تلك الألعاب في قوتها، على نظيرتها التي أطلقت في حفل افتتاح أولمبياد بكين بمقدار سبعة أضعاف، ما دعا مسئولين في دبي وضيوف الحفل لوصفه ب"حفل القرن". وشهد حفل الألعاب النارية ما يقرب من ألفى شخصية من نجوم ومشاهير العالم، منهم المذيعة اوبرا وينفري، ولاعب كرة السلة مايكل جوردان، وشارليز ثيرون، وليندسي لوهان، وماري كيت ويلسون، إضافة إلى بيترا نيمكوفا، وأجينيس دين، وديم شيرلي باسي، وجون أبراهام، وميشا بارتون، وروبرت دينيرو. كما استمتع بتلك الألعاب التي استمرت نحو 15 دقيقة واحتاجت عدة طائرات مروحية لتصويرها، جانيت جاكسون، وبريتي زينتا، وغوشا كوتسينكو، ودوقة يورك، ومايكل جوردن، وبوريس بيكر، وبيباشا باسو، ومغنية البوب العالمية كايلي مينوج، والأمريكية سامانثا رونسون، ونجمة بوليوود الهندية بريانكا شوبرا وفي شهر كامون ثان/يناير من عام 2010، دشنت دبي "برج خليفة" الذي يعد أعلى ناطحة سحاب في العالم بارتفاع 828 مترا (200 طابق). ومع إزاحة الستار عن هذا المشروع العملاق، انطلقت ألعاب نارية مبهرة من جميع طوابق البرج، استمرت لما يزيد عن سبع دقائق، ووصفت بانها أعلى عروض نارية تطلق في العالم. وعمل على تنفيذ تلك العروض فرق من مختلف الجنسيات الأوربية والأسيوية قدمت إلى دبي خصيصا، حاملة المواد المستخدمة في الألعاب النارية، وأمضت ما يقرب من شهر في نشرها بطوابق ناطحة السحاب. وشهد تلك العروض حضور جماهيري كبير من الإماراتيين، والعرب والأجانب المقيمين بالإمارات، وقدر عدد الحضور بأكثر من 50 ألف شخص ومن شدة وهج تلك الألعاب وارتفاعها الشديد، تمكن سكان في إماره الشارقة المجاورة لدبي من رؤيتها بالعين، وشوهدت من مسافات تبعد 30 كيلو مترا عن موقع البرج. ومع نجاح هذه التجربة، قررت دبي ان يكون مهرجان الألعاب النارية ببرج خليفة، تقليدا سنويا مع الدقائق الأولى من كل عام، احتفالا بليلة رأس السنة. وفي الساعات الأولى من العام الجاري تجمع عشرات الآلاف من الإماراتيين، والخليجيين، وأبناء الجنسيات الغربية والعربية والأسيوية المقيمة بالإمارات في الحدائق والشوارع والمباني السكنية المحيطة ببرج خليفة، وشاهدوا المبنى وهو يطلق ألعابا نارية من جميع طوابقه في مشهد مبهر، أثار الصيحات الجماعية. وبلغ الحفل ذروته حين تساقطت قذائف النار من قمة البرج في الطابق 200، وتبعتها قذائف من أبراج محيطة وعروض أضواء وألعاب ليزر، مصحوبة بموسيقى تراقص عليها الجمهور وعلى مدار ثمان دقائق، تحول البرج الى كتل من النيران ذات الألوان المختلفة، ورسمت الألعاب النارية علم دولة الإمارات. وصاحب تلك الألعاب عروض بالماء والنار من نوافير "دبي فاونتن"، المقامة اسفل "برج خليفة" وتعد أطول نوافير استعراضية في العالم، إذ يصل ارتفاع المياه التي تقذفها في الهواء الى مايزيد عن 50 مترا ووصفت اللجنة المنظمة للحدث، الألعاب النارية التي شهدها برج خليفة بانها أضخم وأعلى ألعاب نارية بالعالم. وتكرس دبي بهذه الألعاب موقعها على خارطة المعالم الشهيرة في العالم التي يقصدها الزوار ليلة رأس السنة وتنطلق منها ألعاب نارية ضخمة، مثل حفل دار الأوبرا في سيدني وبرج إيفل في باريس وساحة تايمز سكوير في نيويورك، لتصبح بذلك هي المدينة العربية الوحيدة التي تتجه لها الأنظار وعدسات القنوات الفضائية العالمية في الليلة الأولى من كل عام. ويقول محمد العبار، رئيس مجلس إدارة شركة "إعمار العقارية" المالكة للبرج "ساهم مهرجان الألعاب النارية ببرج خليفة في ليلة رأس السنة، بدور حيوي في ترسيخ مكانة دبي كوجهة عالمية استثنائية يتطلع السائحون إلى زيارتها للاحتفال بقدوم السنة الجديدة، وتوصف العروض النارية المتساقطة من البرج الإماراتي، بأنها الأروع على مستوى العالم، ونحن على ثقة أنه خلال السنوات القادمة، ستكون دبي الوجهة الأكثر جاذبية بالنسبة للزوار من مختلف أنحاء العالم للاحتفال بحلول العام الجديد" ولم تكتف دبي بذلك، بل حولت "الألعاب النارية" إلى مهرجان يهدف إلى جذب السائحين لزيارتها كل عام. وتقول ليلى سهيل المديرة التنفيذية لمؤسسة دبي للفعاليات والترويج التجاري، أصبحت عروض الألعاب النارية الحدث الأبرز الذي يروج لدبي ويطبع في أذهان زوارها صوراً لا تنسى بأحلى الألوان. وأضافت "ينطلق مهرجان الألعاب النارية ضمن فعاليات مهرجان دبي للتسوق، ويتميز في كل دورة بالتطوير والتجديد وإدخال إضافات تعتمد على أحدث التقنيات العالمية لتقديم هذه العروض بصورة مبهرة لا تنسى". وأكملت "يتابع آلاف المشاهدين هذه العروض التي تنطلق بشكل يومي طوال أيام مهرجان التسوق التي تزيد عن 30 يوما، ما يسهم في نشر الأجواء الاحتفالية في سماء المدينة". وأضافت "في افتتاح مهرجان دبي للتسوق هذا العام، حرصت دبي على أن تملأ السماء بألوان الألعاب النارية بمختلف أشكالها" وتابعت "لتحقيق هذا الهدف انطلق مهرجان ضخم لتلك العروض على امتداد 6 كيلو مترات بطول كورنيش "خور دبي" الذي يخترق معظم معالم المدينة، وسط حضور 15 ألف مشاهد.
