لندن: إمام محمد إمام ومصطفى سري أصبح أكثر من 500 شخص بين قتيل ومفقود في ولاية جونقلي وجرح نحو 78 إصابة اثنين منهم خطيرة في أحدث هجوم شنته قبيلة المورلي على قبيلة لو نوير في محافظة أكوبو بولاية جونقلي في دولة جنوب السودان، قبل يوم من تدشين رئيس الدولة سلفا كير ميارديت حملة جمع السلاح التي بدأت أمس من بور، عاصمة الولاية، الذي دعا، في احتفال ببدء الحملة، إلى وحدة الصف في مواجهة المخاطر الخارجية والمعارك التي تعدها الحكومة السودانية ضد بلاده بعد إعلان التعبئة العامة من قبل رئيسها عمر البشير، معتبرا أن الصراعات في جونقلي، وهي كبرى ولايات الدولة، سيتم استغلالها من قبل الخرطوم. وقال مناوا بيتر، وزير البنية التحتية في ولاية جونقلي، ل«الشرق الأوسط»، الذي عاد من موقع الحدث: إن شبابا من قبيلة المورلي هاجموا محافظة أكوبو التي تسكنها قبيلة لو نوير بعد استقرار في المنطقة استمر 3 أشهر. وأضاف أن المسؤولين في المحافظة أبلغوه بأن أكثر من 500 شخص بين قتيل ومفقود من الشاب والأطفال والنساء والعجزة، إلى جانب أن 78 شخصا قد جُرحوا وأن من بينهم اثنين جراحهما خطيرة. وقال: «لم يصل عدد القتلى إلى 500؛ لأن الجثث لم يتم حصرها بسبب وجود شباب المورلي حول المنطقة والخوف من هجوم جديد»، مشيرا إلى أن المفقودين جزء منهم وصل إلى ولاية أعالي النيل، وأن مجموعات أخرى تحتمي في الغابات المجاورة. وأوضح بيتر أن القتال قد اشتعل منذ الأحد الماضي، عندما قام أشخاص مسلحون من منطقة بيبور بشن هجوم على مقاطعة الماشية بمنطقة أكوبو عبر الحدود مع إثيوبيا، وأضاف أن القتال قد أدى إلى عدد من القتلى، بالإضافة إلى إصابة المئات بجروح، مشيرا إلى أن الكثير من رؤوس الماشية قد تمت سرقتها في المنطقة. إلى ذلك، دعا رئيس دولة جنوب السودان، سلفا كير ميارديت، في حفل أقيم أمس في بور عاصمة ولاية جونقلي، لتدشين أكبر عملية لجمع السلاح تشهدها الدولة المستقلة حديثا، القبائل في ولاية جونقلي إلى توحيد صفوفهم ونبذ العنف بينهم لمواجهة ما وصفه بالمخاطر الخارجية والهجوم الذي تعده الحكومة السودانية ضد بلاده، وقال إن الخرطوم تستغل الصراعات الداخلية والقبلية، خاصة في هذه الولاية للدخول بقوات موالية لها وخلق عدم الاستقرار إلى جانب احتلال مواقع النفط. وأضاف أن حكومته تراقب، عن كثب، الحشود العسكرية التي تقوم بها الحكومة السودانية من ميليشيات جنوبية وقوات الدفاع الشعبي والقوات المسلحة. وقال: «لا بد من وحدة كل الجنوبيين ونبذ الصراعات التي لن تقود إلى شيء وتهدر الموارد في الدولة الجديدة»، مجددا تمسكه بقرار إغلاق آبار النفط على الرغم من التحديات والصعوبات والتبعات الاقتصادية التي ستواجهها الدولة. وتابع: «لكن لم يكن أمام الحكومة سوى هذا القرار على الرغم من صعوبته». وطالب كير جيش الدولة بالتأكيد أنه جيش دولة حقيقي في جمعه للسلاح بانضباط ويقظة وعدم التعدي على ممتلكات المواطنين. وقال إن نزع السلاح سيفرض هيبة الدولة والسلطة، موجها أكثر من 15 ألف جندي من الجيش والشرطة والقوات النظامية الذين يقودهم الفريق كوال ديم للعمل في تنسيق لإنجاح أكبر عملية جمع سلاح تشهدها الدولة الجديدة. وقال: «سنثبت أن شعبنا قادر على مواجهة التحديات والصعوبات مهما كانت». في الوقت الذي رفضت فيه قبيلة المورلي، في بيان لها، وساطة المطران دانيال دينق بول في محادثات السلام في ولاية جونقلي. وطالبوا بشخصية محايدة يتم اختيارها من ولايتي الاستوائية أو بحر الغزال. وقال البيان إن الوساطة التي يطلبها مجتمع المورلي يجب أن تكون من المجتمعات المجاورة وليس من جونقلي؛ لأنها جزء من المشكلة، وهم كانوا يطالبون في وقت سابق بإلحاقهم بولاية أخرى أو إنشاء واحدة جديدة تخصهم. وأضاف البيان: «مجتمع المورلي يجدد مطالبته بأنه لا يريد البقاء في ولاية جونقلي ونرددها مليون مرة: على الحكومة إنشاء ولاية جديدة خاصة بنا».