يبدأ مشروع تنقيب الآثار القطري- السوداني المشترك، الذي تموله الحكومة القطرية ب135 مليون دولار، في أبريل المقبل أعمال تطوير الآثار بولايتي نهر النيل والشمالية ويستمر خمس سنوات. وسيكون المشروع نقطة تحول مهمة في تاريخ السودان وإبراز ملامح حضارته، كما ستساهم قطر في إنشاء القرية السياحية بمنطقة النقعة التي تعتبر المنطقة الأثرية الأهم في المحيطين الإفريقي والعربي. وقالت الأستاذة منجدة خالد، من الهيئة العامة للمتاحف والآثار السودانية،إن هناك جهودا كبيرة تبذل لإنشاء متحف ب"النقعة"، بالتنسيق بين السودان والبعثة الألمانية، وإنشاء متحف عن الحضارة المروية بموقع النقعة الأثري الواقع شمال الخرطوم وجنوب شندي بولاية نهر النيل. مشيرة إلى أن حضارة "مروي" تعد من أقدم وأعرق الحضارات في أفريقيا بل والعالم، مشيدة بما تم إنجازه من أعمال تنقيب وترميم حتى الآن بالتنسيق والتعاون مع الجهات المختصة. وعن الاكتشافات وما يميز حضارة مروي عن الحضارات الأخرى، قالت منجدة إن الاستكشافات والدراسات قد رجحت أن تاريخ حضارة مروي يرجع إلى أربعة قرون قبل الميلاد وامتدت حتى القرن الرابع الميلادي، وهي حضارة، رغم تأثرها بالحضارات المصرية الفرعونية واليونانية والرمانية، لها خصائها المحلية المتمثلة في الآله ابادماك والآله الأسد، وهو رمز أفريقي. وقالت إن موقع النقعة الأثري من أهم المواقع التي تؤرخ للحضارة المروية ويحتوي على معبد آمون والكشك الروماني ومعبد حاتور ومعبد الأسد الذي يعرف بمعبد الآله ابادماك، ومعبد الآله ابادماك الإله المحلي الذي يضم مجموعة من التصاوير والرسومات للملك والمملكة. وفي الحائط النوبي لمعبد ابادماك تم تجسيد تتويج الملك والملكة ومعهم خمسة من الآلهة، وفي الجزء الشرقي أيضا الملك والملكة في الموكب ومعهم خمسة من الآلهات ويلاحظ أن الجزء اليمين خصص للذكورة والجزء اليسار خصص للأنوثة والملك واقف في الجزء اليسار والملكة في الجزء اليمين. وعلى الناحية الأخرى من مبني معبد الأسد تم رسم موكب الملك ومعه خمسة من الآلهات بنفس هيئة الملكة وفي الحائط الشرقي يظهر الإله أبادماك عنده ثلاثة رؤوس الأول رأس يلتفت إلى اليسار نحو الملك والملكة ورأس إلى اليمين نحو الملك ورأس في اتجاه مستقيم نحو الزائر فيما تظهر للآله أبادماك أربع أزرع منها اثنتان تتجهان نحو اليمين نحو الملكة واثنتان يتجهان نحو اليسار نحو الملك. الراية