مازالت الحركة التجارية بالاسواق تشهد ركوداً متواصلاً يشكو منه التجار صبيحة كل يوم، خاصة أن ذلك أثر بصورة مباشرة على التجار أنفسهم، مما حدا بالكثيرين منهم إلى ترك السوق والاتجاه الى اماكن وتجارة اخرى، او امتهان عمل آخر عوضا عن الركود الذى لازم السوق وملاحقة المحلية لهم، بالاضافة الى الايجارات والمصاريف. ويقول التاجر محمد الشيخ بام درمان المحطة الوسطى «تاجر ستاير وملايات»، ان البيع توقف تماما، وقال: نحن نقدر ذلك ولا نلوم المواطن فى ذلك، حيث اننا ايضا بوصفنا تجاراً نذهب الى توفير الاهم من المهم، وندخر كل ما لدينا لمسألة الأكل والشرب ولا نتوانى فى ذلك، ونؤكد أن من يشترى ملايات او ستارات مقتدر، خاصة فى ظل هذه الظروف. أما الزين بشير التاجر بسوق الخضار بالفتيحاب «الشقلة» فيقول إننا نعلم أن الزبون حالته صعبة، خاصة أننا نعلم أن غالبية السكان من محدودي الدخل، ولذا فإننا نساير الزبون ونبيع بما لديه، ولكن برغم ذلك فإن البيع معدوم، وقال: على كل حال اصبحت التجارة غير ذات جدوى تماماً، وهرب الكثير، وكل ما نجده منها نأكله في السوق قبل ان يصبح الفجر، وتتوالى المتوالية، وعلى الرغم من ذلك فإن تجار الاجمالى يطاردوننا فى مستحقاتهم لأننا لم نربح، وقال إن الكثير من تجار القطاعى بهذه الاسواق الفرعية هجروها وذهبوا الى الذهب بكردفان والشمالية ودارفور. وقال: إذا استمر الامر بهذا الحال لن تتوقف الاسواق عن العمل ولكن الكثيرين لن يأكلوا منها عيشاً. وفى السوق العربى الخرطوم داخل اسواق الملابس الجاهزة والاحذية التقينا بعدد من التجار، راحوا يبثون لنا شكواهم بحرقة، وقال التاجر ابو ذر صديق إن الدستة من الاحذية التي بسعر 120 جنيهاً اصبح سعرها 180 جنيهاً، وارتفع سعر الدستة من نوع آخر للاحذية من 180 جنيهاً الى 240 جنيها، واشتكى من ضعف القوة الشرائية قائلاً: قد يأتي الى المحل ما يقارب 100 شخص، ولكن العدد الفعلي الذي يقوم بالشراء لا يتجاوز خمسة اشخاص. وقال إن اسعار الاحذية النسائية تتراوح بين 25 30 جنيهاً، و«الشباشب» الرجالية بين 30 35 جنيهاً، أما أسعار «الجزم» تتراوح بين 60 70 جنيهاً، وإشار الى تضاعف اسعار الاحذية الاطفالية من 10 جنيهات الى 20 جنيهاً، وقال إن سعر الثوب السوداني المشجر ارتفع من 45 جنيهاً الى 70 جنيهاً، وقال إنه على الرغم من انخفاض العائد في السابق إلا أن الفائدة كانت أكبر، عكس ما يحدث الآن حيث أن الأسعار مرتفعة ولا يوجد عائد مجزٍ. اما التاجر اسماعيل الطيب الذي يعمل في تجارة الكريمات والعطور، فقد قال إن الاسعار ترتفع مع ارتفاع الدولار وتظل ثابتة اذا انخفض، مشيرا الى ارتفاع أسعار بعض العطور الشهيرة خاصة مجموعة الرصاص التي قال إنها في السابق كان سعرها يتراوح بين 23 25 جنيهاً، مبينا ان سعرها الآن ارتفع الى 40 جنيهاً، وقال إن العطور الرجالية اغلى من النسائية، الا انه قال ان الفرق ليس كبيراً، واضاف ان الكريمات كانت تأتي عبر الشمال والغرب، الا ان الأحوال الأمنية في غرب السودان أثرت على توريدها وادى ذلك الى انعدامها مما رفع اسعارها، وقال ان القوة الشرائية في السابق كانت كبيرة اما الآن فلا يأتي الى المحل إلا الزبائن فقط. اما التاجر عثمان علي فقد أكد ضعف القوة الشرائية بدرجة كبيرة، واضاف ان الاسكيرتات اسعارها تتراوح بين 35 45 جنيهاً، والبلوزات بين 35 45 جنيهاً، اما اسعار «الطرح» فتتراوح بين 10 25 جنيهاً، وارجع الركود في حركة البيع الى تحويل موقف المواصلات الى خارج السوق العربي، الامر الذي ادى الى ضعف حركة البيع بدرجة كبيرة. واضاف ان التجار اصبح لا حيلة لهم سوى الشكوى الى الله، وابدى يأسهم من أن تجد الحكومة حلاً لما يحدث من تردٍ في حال المواطن السوداني الذي لا يجد ما يسد به رمقه ناهيك عن شراء الملابس التي أصبح البعض يعتبرها من الكماليات، وارجع الزيادة الى زيادة الاسعار العالمية باعتبار أن الملابس مستوردة من الخارج ولا يوجد تصنيع محلي، بالاضافة الى مسألة انفصال جنوب السودان، حيث قال إن معظم الزبائن الذين يرتادون المحل من أبناء الولاياتالجنوبية، مشيرا إلى ان دستة «الاسكيرات» ارتفعت من 280 جنيهاً الى 300 جنيه، ودستة «البلوزات» زادت من 180 جنيهاً الى 240 جنيهاً، واشار الى ان دستة «الطرح» زادت من 45 جنيهاً إلى ما يتراوح بين 60 70 جنيهاً. وقال التاجر صلاح إن حركة البيع «ميتة» بسبب انعدام السيولة، وأضاف قائلاً: نحن نعمل ب «رزق اليوم باليوم»، وأرجع الارتفاع عموماً لارتفاع أسعار الدولار، واقترح لحل هذه المعضلة تخفيف الأعباء على المواطن الذي اعتبره المتضرر الأول. الصحافة