يمكن تفادي أكثر من نصف الأمراض السرطانية على ما أفاد باحثون أميركيون، أشاروا في دراسة نشرت في الولاياتالمتحدة إلى عوامل مضرة مثل التدخين والوزن الزائد وعدم القيام بتمارين بدنية بالإضافة إلى بعض السياسات العامة. وأوضح د.غراهام كولديتس وهو متخصص في علم الأوبئة وأستاذ محاضر في الطب في مركز «سيتمان» للأمراض السرطانية التابع لكلية الطب في جامعة واشنطن (ميسوري، وسط) قائلا «نمتلك بيانات هائلة عن أسباب الأمراض السرطانية والوقاية منها». وأضاف «حان الوقت للاستفادة من كل هذه المعرفة». وهذا الطبيب هو أحد المعدين الرئيسيين للتقرير الذي نشر في مجلة «ساينس ترانسلكشونال ميديسين» وهي أحد إصدارات المجلة العلمية الأميركية «ساينس». وأضاف هذا الباحث «نعلم أن نمط العيش والمجتمع يلعبان دورا حاسما في مسببات السرطان»، مشيرا إلى التدخين ونوع الغذاء المستهلك وقلة التمارين البدنية. وشدد هؤلاء الباحثون على أن التدخين يتحمل بمفرده مسؤولية ثلث جميع الأمراض السرطانية الأخرى في الولاياتالمتحدة وليس فقط سرطان الرئة. من جهة أخرى أوضحوا أن الوزن الزائد والبدانة يتسببان في خمس الحالات. وبعيدا عن العادات السيئة للأفراد، فإن تركيبة المجتمع بحد ذاتها تؤثر على وتيرة الأمراض السرطانية ويمكن تعديلها بحيث تخفض الإصابة بالمرض، بحسب ما قال معدو الدراسة. بالنسبة إليهم، هناك عراقيل عدة تعيق تطبيقا واسعا لاستراتيجيات الوقائية، مثل الفكرة التي تقول بأنه لا يمكن تفادي السرطان. وكانت معدلات التدخين في ولايات أميركية عدة قد أثبتت أنه بالإمكان تفادي 75% من سرطانات الرئة من خلال الإقلاع عن التدخين. وأشار الباحثون أيضا إلى عامل مضر آخر للوقاية ألا وهو تركيز الأبحاث على أهداف قصيرة المدى وذلك على حساب الوقاية التي يساء تقديرها. .. وتراجع الإصابات في أميركا منذ التسعينيات واشنطن أ.ف.پ: تواصل تراجع معدلات حالات السرطان الجديدة والوفيات الناجمة عنها في الولاياتالمتحدة منذ تسعينات القرن الماضي على ما اظهرت آخر الاحصاءات الرسمية. وتراجعت نسبة اصابات السرطان الجديدة بحوالى 1% كمعدل وسطي لدى الرجال والنساء من 1998 الى 2006 مع استقرار طفيف من 2006 الى 2008، على ما اظهر التقرير الذي اعدته المراكز الفيدرالية لمكافحة الامراض والوقاية منها (سي دي سي) والمعهد الوطني للسرطان (ان سي اي) و«اميركان كانسر سوساييتي». وتراجعت نسبة الوفيات ايضا 1.5% سنويا لدى الجنسين و1.7% لدى الاطفال (19 سنة وما دون) خلال الفترة ذاتها. ومع ان الوفيات تراجعت لدى الاطفال الا ان نسبة الاصابات بالسرطان في هذه الفئة ارتفعت 0.6% سنويا بين 2004 و2008. واشار التقرير للسنة الثانية على التوالي الى تراجع في الوفيات الناجمة عن سرطان الرئة لدى النساء. اما عند الرجال فان معدل الوفيات المرتبط بهذا النوع من السرطان يسجل تراجعا منذ مطلع الثمانينيات. اما سرطان القولون فقد واصل تراجعه لدى النساء والرجال من 1999 الى 2008. وسجلت معدلات حالات سرطان الثدي الجديدة لدى النساء تراجعا بين 1999 و2004 قبل ان تسجل استقرارا بين 2004 و2008. في المقابل زادت الاصابات ببعض الانواع السرطانية مثل البنكرياس والكلى والغدة الدرقية والكبد فضلا عن الميلانوما (نوع فتاك من سرطان الجلد) من 1999 الى 2008. ويكرس التقرير فصلا كاملا للتأثير السلبي للوزن الزائد والبدانة وقلة الحركة والتمارين الرياضية التي من شأنها ان تزيد مخاطر الاصابة بامراض سرطانية في المريء والقولون والمستقيم والكلى والبنكرياس والثدي لدى النساء اللواتي انقطع عنهن الطمث. ورحب المسؤولون الاميركيون في مجال الصحة بهذه الميول الايجابية بشكل عام. ورأى الطبيب هارولد فارموس مدير المعهد الوطني للسرطان في ذلك «دليلا على ان استثمارات البلاد في الابحاث لمكافحة هذا المرض تسمح بانقاذ ارواح من خلال الوقاية وكشف الاصابة وتشخيصها والعلاجات». وشدد على ان «الاستثمارات التي نقوم بها اليوم ضرورية اذا اردنا ان يتواصل تراجع السرطان».