تونس استخدمت قوات الأمن التونسي السبت القنابل المسيلة للدموع والهراوات لتفريق المشاركين في مسيرة سلمية نظمها اتحاد أصحاب الشهادات المعطلين عن العمل انطلاقا من ساحة محمد علي، ومنعتهم من الوصول إلى شارع الحبيب بورقيبة بالعاصمة. ونظم عدد من أصحاب الشهادات والمعطلين عن العمل مظاهرة سلمية للمطالبة بتوفير فرص العمل، إلا أن الأمن تدخل بعنف لفض المسيرة، مما أدى إلى وقوع عشرات الإصابات، وفقا لبعض الصفحات التونسية على موقع "الفيس بوك" التى نشرت صور لعدد من المصابين ممن شاركوا فى المظاهرة، لافتة إلى أن تعزيزات أمنية كبيرة تحركت لصد هذه المسيرة. وقال سالم العيارى المنسق العام لاتحاد أصحاب الشهادات المعطلين عن العمل ان تدخل قوات الامن التي حاصرت الانهج المؤدية الى شارع الحبيب بورقيبة اسفرعن إصابة العشرات بجروح وتسجيل حالات إغماء جراء تعرضهم إلى الاعتداء بالضرب والغازات المسيلة للدموع ،مشيرا إلى أن المتظاهرين يواصلون حاليا اعتصامهم أمام مقر الاتحاد العام التونسي للشغل. وقال أن هذا التحرك يأتي احتجاجا على "ما يشوب تعامل الحكومة مع مسألة التشغيل من إشكالات إلى جانب تعمدها عدة مرات تأجيل النظر في هذا الملف"، مذكرا بأن النضال من أجل الحق في الشغل متواصل منذ سنة 2006 تاريخ تأسيس اتحاد أصحاب الشهادات المعطلين. واضاف ان المتظاهرين اختاروا مواصلة الاعتصام امام مقر الاتحاد العام التونسي للشغل متهما الحكومة بالمحسوبية والمماطلة وقال أن "المحسوبية والرشوة مازالت متواصلة من خلال التلاعب في الانتدابات والتعيينات حسب الولاء السياسي والعائلي بصفة خاصة". ورفع المتظاهرون شعارات تنادي بالحق في التشغيل على غرار "الشغل حرية كرامة وطنية" و"التشغيل استحقاق لا خلافة لا نفاق" و"لا للمحسوبية والرشوة" وذلك احتجاجا على ما أسموه ب"سياسة التسويف والمماطلة التي تنتهجها الحكومة في معالجة قضية التشغيل". وأبدى عدد من المعطلين المشاركين في هذه المسيرة رفضهم قرار الحكومة بمنع التظاهر في شارع الحبيب بورقيبة ذي الرمزية التاريخية في الإطاحة بالنظام السابق، معتبرين أن هذا الإجراء يعد "شكلا من أشكال العودة إلى سياسة الرأي الواحد والحزب الواحد"، حسب تعبيرهم. من جهتها، اشارت وزارة الداخلية الى اصابة ستة عناصر من الشرطة بجروح لدى قيام متظاهرين برشقهم بالحجارة واتهمت هؤلاء بانتهاك القانون. وصرح المتحدث باسم وزارة الداخلية خالد طروش "لقد تم تحذيرهم لكنهم تجاهلوا الحظر عمدا واستخدمت الشرطة الغاز المسيل للدموع لمنعهم مما ادى الى وقوع مواجهات". ومن جهته أفاد سالم بن عبد الله عضو التنسيقية الوطنية لاتحاد أصحاب الشهادات المعطلين عن العمل انه تم منع المعطلين عن العمل بولاية قابس بالقوى العامة من التنقل إلى تونس عبر القطار للمشاركة في هذا التحرك الاحتجاجي. وأوضح أنه من أسباب هذا التحرك الاحتجاجي "تواصل سياسة الغموض والمماطلة في إيجاد حلول فورية تتعلق بملف التشغيل مع استمرار المحسوبية" إلى جانب بعض المطالب الأخرى على غرار الترفيع في منحة "أمل" إلى حدود الأجر الأدنى الصناعي وتعميمها واعتماد المقاييس الموضوعية في الانتدابات.